فوائد الغذاء الملكي
الغذاء الملكي
يعودُ سببُ تسمية الغذاء الملكيّ (بالإنجليزية: Royal jelly)، أو ما يُعرَف باسم الهلام الملكيّ، أو عسل ملكة النّحل، إلى استخدامه فقط لرعاية ملكة النّحل ويرقاتها، وهو سائلٌ لزجٌ أبيض اللّون، يُصنَع بواسطة عاملات النّحل في الخليّة، ويتميّز باحتوائه على العديد من العناصر الغذائيّة المفيدة لصحّة الجسم، ويحتوي هذا النوع من العسل على الماء بنسبة 60% إلى 70%، إضافةً إلى البروتينات، والفيتامينات، والدّهون، والأحماض الأمينية، والأملاح، وغير ذلك من العناصر الغذائيّة، وتتأثر تركيبته تِبعاً للتنوُّع الجغرافيّ، والمناخيّ.[1][2]
كما أنّ لحمل الغذاء الملكي خصائص مضادةً للالتهابات، والبكتيريا، والأكسدة، جعل النّاس يتّجهون نحو استخدامه في مُختلَف المجالات الطبيّة، وعلاج الكثير من الحالات المرَضيَّة، مثل: أمراض الكبد، والكلى، والرّبو، وأعراض انقطاع الطّمث، إضافةً إلى تعزيز المناعة، ومُكافحة بعض أنواع السرطان، وآثار الشيخوخة، وتحفيز نموّ الشعر، وغيرها من الحالات، وذلك إمّا بتناوله عبر الفم، أو باستخدامه بشكلٍ موضعيّ على الجسم، وهذا ما أشارت إليه العديد من الدّراسات، والأبحاث، على الرّغم من الحاجة إلى مزيدٍ منها، إضافةً إلى ذلك تُعتبَر مُكمّلاته من أكثر المُكمّلات الغذائيّة شيوعاً في الولايات المتحدة الأمريكيّة.[1][2][3]
فوائد الغذاء الملكيّ
تتعدّد فوائد الغذاء الملكيّ الصحيّة؛ فهو غنيٌّ بالعناصر الغذائيّة والخواصّ العلاجيّة، وفيما يأتي بعض فوائده:[4]
- خفض مُستويات الكوليسترول: وذلك وِفقاً لما أظهرتْه الدّراسات على الحيوانات والبشر، فعلى سبيل المثال؛ أُجريت دراسة بحثت تأثيرات الغذاء الملكيّ على صحّة القلب، تناول فيها المُشارِكون 3 غراماتٍ منه يومياً، مُدّة شهرٍ واحدٍ، وقد لوحظ بعدها انخفاض مستوى الكوليسترول السيّء، أو ما يُرمز له اختصاراً بـ LDL، بنسبة 4%، بينما انخفض مستوى الكوليسترول الكليّ بنسبة 11%، ومن ناحيةٍ أخرى أشارت دراسةٌ صغيرة قارنت بين تأثير الغذاء الملكيّ والعلاج الوهميّ في مستويات الكوليسترول إلى عدم وجود اختلافٍ كبير، لذلك فإنّ التأكُّد من هذه النتائج يتَطلَّب مزيداً من الدراسات، خاصّةً وأنّ آليّة عمله لا تزالُ غير واضحة تماماً؛ إذ يُعتقَد بأنّ احتواءه على بروتيناتٍ مُعيّنة، يُساعد على خفض الكوليسترول في الدّم.
- علاج جفاف العين: فعلى الرّغم من محدوديّة الدّراسات في هذا المجال، إلّا أنّ نتائجها تُشير إلى قدرة الغذاء الملكيّ على تنشيط الغدد الدّمعية في العين، وزيادة إفراز الدّموع، ممّا يَحدّ من جفاف العين الشديد، وذلك من خلال تناوله عن طريق الفم، كما أنّ بيانات الدّراسات البشريّة لم تُظهِر آثاراً جانبيّةً له، ومع ذلك فإنّ هنالك حاجة للمزيدٍ من الأبحاث.
- الحدّ من ارتفاع ضغط الدَّم: حيثُ أشارت عدَّةُ دراساتٍ مخبرية إلى أنَّ العسل الملكيَّ يُساهم في استرخاء العضلات الملساء في الشرايين والأوردة، ممّا يُقلِّلُ من ضغط الدَّم، ويُحافظ على صحَّة القلب، وجهاز الدّوران في الجسم، وما زالت هُنالك حاجة لمزيدٍ من الدِّراسات للتحقُّق من هذه النَّتائج.
- تعزيز جهاز المناعة في الجسم: ويعود ذلك إلى احتوائه على الأحماض الدّهنية، والبروتينات التي تُعرف بـ Major royal jelly proteins أو اختصاراً بـ MRJPs، إذ إنَّها تحدُّ من الإصابة بالعدوى عبرَ تعزيز النَّشاط المُضادِّ للبكتيريا، وذلك وِفقاً لما أظهرته الدراسات على الحيوانات وبواسطة استخدام أنابيب الاختبار، ومع ذلك فلا بد من إجراء دراساتٍ بشرية للتأكد من دور الغذاء الملكيِّ في هذا المجال.
- تسريع عمليَّة التئام الجروح: فقد أظهرَت دراسةٌ على الفئران أنَّه يدعم إنتاج بروتين الكولاجين، في حين أشارت نتائج تجربةٍ داخل أنابيب الاختبار على مجموعةٍ من الخلايا إلى قُدرة الهلام الملكيِّ على تعزيز إصلاح الأنسجة، وهذا بدوره يُعزّز صحَّة البشرة أيضاً، وقد فُسِّر ذلك بامتلاكه خصائص مضادَّة للبكتيريا والالتهابات، ومُعقِّمةٍ للجروح، ممّا يقي من التعرُّض للعدوى، ومن ناحيةٍ أُخرى، لم تُظهر الدِّراسات البشريَّة نتائجَ مُشابهة؛ إذ تمَّ تطبيقُه بشكلٍ موضعيٍّ على مجموعةٍ من المُصابين بالقدم السُّكرَّية، دون ملاحظة أيِّ اختلافٍ في عمليَّة التئام الجروح، وهذا بدوره يستدعي إجراء المزيد من الدِّراسات.
- تخفيف الآثار الجانبيَّة لعلاج السرطان: كالمشاكل الهضميَّة، وفشل القلب، والالتهابات، فعلى سبيل المثال أظهرَت دراسةٌ على الحيوانات أنَّ مكمّلات الغذاء الملكيِّ قد خفَّفت من فشل القلب النّاتج عن العلاج الكيميائيِّ للسرطان، وعلاوةً على ذلك فقد كشفَتْ دراسةٌ بشريَّةٌ صغيرةٌ أنَّ الاستخدام الموضعيَّ له يحدُّ من التهاب الغشاء المخاطي المبطن للجهاز الهضمي، الذي تنتُجُ عنه تقرُّحاتٌ مؤلمةٌ، وما زالت الدّراسات مستمرّة للوُصول إلى نتائج دقيقة.
- تعزيز وظائف الدِّماغ: إذ إنَّ خصائصه المُضادَّة للتأكسد تُحافظ على الأنسجة العصبيَّة، وتُزيل الرَّواسب الكيميائيَّة في المخ، والتي تُسبِّب مرض الألزهايمر، كما أنَّها تَحدُّ من نسبة هرمون الإجهاد، وذلك تِبعاً لما أكَّدته مجموعة أبحاثٍ على الفئران، إلّا أنَّ هنالك حاجةٌ للتحقُّق من هذه النّتائج عبر دراساتٍ بشريَّةٍ.
- تخفيف أعراض انقطاع الطَّمث: ففي دراسةٍ شاركت فيها مجموعةٌ من النّساء تبيَّن أنَّ تناول منتج يحتوي على الغذاء الملكي بالإضافة إلى حبوب اللِّقاح عبر الفم مدَّة 12 أسبوعاً، يُعزِّز الشُّعور بالرّاحة، ويُقلِّل من أعراض انقطاع الطَّمث، وفي دراسةٍ أخرى تمَّ الكشف عن انخفاض مستوى الكوليستيرول السيء، بالإضافة إلى تعزيز نسبة الكوليسترول الجيّد في الدّم لدى السيِّدات اللاتي تناولنَ الهلام الملكيّ مدَّة 3 أشهر.[1]
- مكافحة القلق: إذ وُجِدَ أنّ الغذاء الملكيّ يحتوي على عناصر غذائيّة تُخفِّف القلق، وتُعزّز الشعور بالاسترخاء، وتُنظّم الهرمونات، مثل: فيتامين ب12، وفيتامين ب3، وحمض الفوليك، إضافةً إلى فيتامين ب5، أو ما يُعرَف باسم حمض بانتوثينيك (بالإنجليزية: Pantothenic acid)، أو ما يُدعى بفيتامين الإجهاد؛ وذلك لأنّه يُساهم في تكوين مُرافق الإنزيم-أ (بالإنجليزية: Coenzyme A)، الذي يُعتبر عاملاً أساسيّاً في إنتاج النواقل العصبيّة، وتخفيف الإجهاد، والقلق، علاوةً على ذلك، فإنّ فيتامين ب5 ضروريٌّ لإنتاج هرمون الميلاتونين (بالإنجليزية: Melatonin hormone)، الذي يُفيد في الحدّ من الأرق، ويُساعد على الشعور بالاسترخاء، وتجدر الإشارة إلى أنّ هنالك حاجة لإجراء دراساتٍ سريريّة لفهم تأثيراته بشكلٍ أدقّ، ومن الجدير بالذكر أنّ القلق يَنتج عن خللٍ في توازن الناقلات العصبيّة (بالإنجليزية: Neurotransmitters)، وقد ينتج عن ذلك نوبات شديدة يمكن أن تؤدّي إلى مضاعفاتٍ خطيرة، ومنها: الأرق، واضطراب المعدة، والتعرّق، وزيادة ضربات القلب، ممّا يزيد من خطر الإصابة بالنوباتٍ القلبيّةٍ.[5]
- تحسين مستويات السكّر في الدم: ممّا يُساهم في الحدّ من مرض السُّكريّ، والذي يُعتبَر أحد أكثر أمراض الغدد الصمّاء انتشاراً في العالم، إذ أشارت إحدى الدّراسات التي شارك فيها مجموعةٌ من المصابين بمرض السكريّ من النوع الثاني عام 2016، إلى أنّ تناول الهلام الملكيّ ثلاث مرّاتٍ يوميّاً مدّة ثمانية أسابيع، ساعد على تقليل نسبة السكّر في الدّم، بالإضافة إلى تعزيز صحّة القلب، وذلك مقارنة مع مجموعة العلاج الوهمي، إضافة إلى ذلك فقد أُجري بحثٌ اشتمل على 12 مقالة تتضمّن أهمّ الدّراسات الحيوانيّة، والسريريّة، والتي تتمحورُ حول تأثير الغذاء الملكيّ على داء السكريّ، وتبيّن أنّ مكمّلاته ساعدت على تحسين المؤشرات المرتبطة بمرض السكري مثل مستويات الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي أو ما يُرمَزُ له ب HBA1C، وقياس السكر الصياميّ، ودهنيات الدم، وغير ذلك من المُؤشّرات المُرتبطة بمرض السكريّ، ومن المثير للاهتمام أنّه يدعم إنتاج الإنزيمات المضادّة للأكسدة، ويُخفّض الإجهاد التأكسديّ، ومع ذلك فلا بُدّ من إجراء المزيد من الدراسات للتحقّق من هذه الفوائد.[6][7]
ملكة النحل
تتميّز ملكة النّحل عن غيرها من الإناث في الخليّة منذ مرحلةٍ مُبكّرة، وتحديداً خلال الأربعة أيامٍ الأولى من تكوُّنها؛ ويعود ذلك إلى العناية والتغذية الخاصّة التي تتلقّاها اليرقة في هذه المرحلة، حيث ينتج عنها تغيّراتٌ هرمونيّة، وبيوكيميائيّة، في جسمها، تؤدّي إلى تطوّرها لتصبح ملكة النحل، ومن الجدير بالذكر أنّ الأعضاء التناسليّة لديها تختلف عن العاملات؛ بحيث تتشكّل أعضاء العاملات بطريقةٍ تتناسب مع عملهنّ، في حين لا تُشارك الملكة بأيّ عملٍ في الخليّة، ويكمن دورها فقط في إنتاج الآلاف من البيوض يومياً، حيث إنّها تتمتّع بخصوبةٍ عالية، مقارنةً بالعاملات اللاتي لا يضعنَ البيض إلّا في بعض الأحيان فقط، كما أنّ نموّهنّ يتطلّبُ مدّةً أطول، تصل إلى 21 يوماً، وكذلك يعِشنَ بضعة أشهرٍ، على العكس من الملكة، التي تحتاج 15.5 يوماً ليكتمل نموّها، وتعيش عدّة سنواتٍ.[8]
المراجع
- ^ أ ب ت "ROYAL JELLY", www.webmd.com, Retrieved 13-4-2019. Edited.
- ^ أ ب Kay Uzoma, "What Are the Benefits of Royal Jelly Honey?"، www.livestrong.com, Retrieved 13-4-2019. Edited.
- ↑ Aaron Kandola (10-1-2019), "What are the benefits of royal jelly?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 13-4-2019. Edited.
- ↑ Ansley Hill (3-10-2018), "12 Potential Health Benefits of Royal Jelly"، www.healthline.com, Retrieved 13-4-2019. Edited.
- ↑ Owen Bond, "Royal Jelly for Anxiety"، www.healthfully.com, Retrieved 13-4-2019. Edited.
- ↑ Maleki V, Jafari-Vayghan H, Saleh-Ghadimi S, and others (2019), "Effects of Royal jelly on metabolic variables in diabetes mellitus: A systematic review.", Complementary Therapies in Medicine, Folder 43, Page 20-27. Edited.
- ↑ Cathy Wong (9-4-2019), "Benefits and Uses of Royal Jelly"، www.verywellhealth.com, Retrieved 13-4-2019. Edited.
- ↑ R. Krell, "CHAPTER 6 ROYAL JELLY"، www.fao.org, Retrieved 13-4-2019. Edited.