حكم رضاع الكبير
حكم رضاع الكبير
اختلف العلماء في حكم رضاع الكبير؛ فذهب الجمهور من العلماء إلى القول بأنّ رضاع الكبير لا يحرِّم، والقول الآخر دلّ على أنّ رضاع الكبير يحرِّم، وهو ما ذهب إليه ابن حزم وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، استدلالاً بما ورد في الصحيح أنّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- أمر زوجة أبي حذيفة بإرضاع سالم مولى زوجها، والجمهور من العلماء في القول الأول استدلّوا بقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (إنما الرضاعةُ من المجاعةِ)،[1] فالكبير لا يسدّ جوعه بالرضاعة، وردّوا على قصة مولى أبي حذيفة بأنّ تلك الحادثة خاصّةً بهم دون الاستدلال بها للحكم ككلّ.[2][3]
الآثار المترتبة على الرضاعة
تترتّب على الرضاعة العديد من الآثار، وفيما يأتي بيان عددٍ منها:[4]
- يصبح الولد بالرضاعة محرَّماً على من رضع منها، سواءً أكانت بكراً أم ثيباً في النكاح، مع إباحة النظر والخلوة والمحرمية، وفي المقابل لا تجب النفقة والولاية والميراث.
- الشكّ في الرضاع أو في عدد الرضعات إلى الخمس دون وجود أي دليلٍ أو برهانٍ؛ يُثبت الحقيقة فلا تحريم بالرضاع، حيث إنّ الأصل عدم الرضاعة.
- الرضاع يثبت بشهادة رجلين أو رجلٍ وامرأتين، أو بشهادة امرأةٍ واحدةٍ فقط، بشرط أن يكون دينها مرضيٌّ، ولكن لا يشترط أن تكون ذات المرأة المُرضعة.
عدد الرضعات المحرّمة
اختلف العلماء في عدد الرضعات المحرّمة؛ حيث ذهب كلٌّ من الحنفية والمالكية والحنابلة في روايةٍ لهم إلى أنّ التحريم بالرضاع يثبت بالرضاع دون النظر إلى عدد الرضعات، فيثبت بالقليل منه أو الكثير، والشرط فقط وصول الحليب إلى جوف الطفل، إلّا أنّ الشافعية والحنابلة في الصحيح عنهم وعائشة وابن مسعود وابن الزبير قالوا بأنّ التحريم بالرضاع لا يثبت إلّا بخمس رضعاتٍ مُشبعاتٍ.[5]
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1455، صحيح.
- ↑ "رضاع الكبير لا يحرم"، fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-2-2019. بتصرّف.
- ↑ "الخلاف في رضاع الكبير هل يحرِّم أو لا؟"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2-2-2019. بتصرّف.
- ↑ "آثار الرضاع"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2-2-2019. بتصرّف.
- ↑ "مذاهب العلماء في عدد الرضعات التي تنشر الحرمة"، fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-2-2019. بتصرّف.