حكم الإجهاض قبل نفخ الروح
حكم الإجهاض قبل نفخ الروح
اختلف علماء الأمّة الإسلاميّة على حكم إجهاض المرأة لجنينها قبل أن تنفخ فيه الروح، وقد وقع الاختلاف حتى في المذهب الواحد، فقد أباحه بعض علماء الحنفية إباحة مطلقة إن لم يتخلق شيء منه، وقال به أبو إسحاق المروزي من الشافعية، وانفرد بهذا القول اللخمي من المالكية، كما أجازه ابن عقيل من الحنابلة، وقد علل أصحاب هذا الرأي قولهم بإباحة إسقاط الجنين قبل نفخ الروح؛ عدم التخلق، والتخلق يكون عند نفخ الروح، وقد أجاز الحنابلة للمرأة أن تشرب الدواء الذي يسقط النطفة وليس العلقة في أول مراحل الحمل.[1]
نُقل أيضاً عن بعض العلماء قولهم بكراهة إسقاط الجنين قبل نفخ الروح كراهة مطلقة، وقد نقل هذا القول عن علي بن موسى من فقهاء الحنفية، كما احتمل قول الرملي من الشافعية، وفي قول عند المالكية ما قبل الأربعين يوماً من الحمل، وقد عللوا سبب الكراهة أنّ النطفة لها حكم الحياة؛ لأنها عندما تقع في الرحم فإن مآلها الحياة، وقد ذهب الشافعية إلى تحريم إسقاط الجنين قبل نفخ الروح، كما أوجبت الكفارة والغرة لمن شربت دواءً كضرب بطن الأم فيُلقى بذلك الجنين، وهذا الرأي هو المعتمد والأوجه عند المالكية والشافعية والحنابلة.[1]
حكم إسقاط الجنين بعد الأربعين
ذهب العلّامة الشيخ ابن باز -رحمه الله- إلى عدم جواز إسقاط الجنين أبداً بعد الأربعين الأولى والثانية، حيث يكون الجنين علقة أو مضغة، إلّا في حالة واحدة وهي أن يقرر طبيبان أو أكثر، من أهل الاختصاص والثقة، حتمية وقوع الضرر على المرأة من بقاء جنينها، بسبب المرض أو غيره.[2]
حكم إسقاط الجنين بعد نفخ الروح
لا يجوز بإجماع العلماء إسقاط الجنين بعد نفخ الروح وبلوغه مائة وعشرين يوماً؛ لأنه يُعد قتلاً للنفس بغير حق، وقد استثنى العلماء من ذلك الجنين الميت في بطن أمّه، كما استثنوا من ذلك المرأة التي يثبت بتقرير طبي موثوق أن بقاء جنينها يُشكل خطراً على حياتها.[3]
المراجع
- ^ أ ب "اتجاهات العلماء في حكم الإجهاض قبل نفخ الروح "، www.islamweb.net، 2005-7-24، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-28. بتصرّف.
- ↑ "حكم الإجهاض "، www.binbaz.org، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-28. بتصرّف.
- ↑ "حكم الإجهاض بعد نفخ الروح"، www.islamweb.net، 2000-10-19، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-28. بتصرّف.