-

حكم ختان البنات في الإسلام

حكم ختان البنات في الإسلام
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حكم ختان البنات في الإسلام

معلوم أنّ الأصل في الخطاب الشرعي المتعلّق بالأحكام التكليفية يشمل الذكر و الأنثى، ومن هنا فإنّه لا يجوز تقييده أو تخصيصه بالذكور إلّا بدليلٍ، ومن الأحكام الشرعية التي جاءت مطلقةً دون تقييدٍ مسألة الختان،[1] ولذا فقد اتّفق أهل العلم على مشروعية ختان البنات في التشريع الإسلامي، واختلفوا فيما وراء ذلك على آراءٍ انتقلت بين الاستحباب والوجوب، فقد ذهب الشافعية والإمام أحمد -رحمه الله- في قولٍ له، وغيرهم من أهل الفقه إلى وجوب ختان النساء، بينما رأى كثير من أهل العلم أنّ ختان البنات ليس واجباً في حقّهنّ، وإنّما هو سنّةٌ ومكرمةٌ لهنّ.[2]

أدلة مشروعية ختان البنات في الإسلام

استنبط أهل العلم من قول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا جَلَسَ بَينَ شُعَبِها الأَربَعِ، ومَسَّ الخِتانُ الخِتانَ، فَقد وَجَبَ الغُسلُ)،[3] أنّ تثنية ذكر الختان يدلّ على مشروعيته للذكور والإناث، حيث إنّ ختان الأنثى يكون بقطع شيءٍ من اللحمة البارزة التي تشبه عُرف الديك، وتكون فوق مخرج بولها، فضلاً عن عموم حديث النبي -صلّى الله عليه وسلّم- الذي ورد فيه أنّ الختان من سنن الفطرة، حيث يقول عليه السلام: (خمسٌ من الفطرةِ: الختان، ...)،[4] لذا فإنّ هذه الروايات الصحيحة وغيرها تؤكّد مشروعية ختان البنات بالرغم من عدم ورود أمرٍ صريحٍ للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- بختان بناته أو غيرهنّ.[5]

صفة ختان البنات المحمود

رُوي في الحديث عن أم عطية الأنصارية -رضي الله عنها- أنّها قالت: (أن امرأةً كانت تَخْتِنُ بالمدينةِ فقال لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم: لا تُنْهِكي فإن ذلك أحظَى للمرأةِ وأحبُّ إلى البعلِ)،[6] وقد استدلّ أهل العلم من مضمون الحديث الذي أرشد به النبي -عليه السلام- تلك المرأة إلى صفة الختان المحمود ألّا يُبالغ فيه، ويكفي تحقيق الختان بأخذ اليسير منه دون مبالغةٍ في القطع،[5][7] وقد نبّه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- إلى ضرورة ألّا يُبالغ في ختان البنت فيؤدّي ذلك إلى ضعف شهوتها، إذ إنّ الحكمة من مشروعية الختان للبنات تعديل شهوتها، وليس إطفاؤها.[2]

المراجع

  1. ↑ أحمد نجيب، "ختان الإناث"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-2-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب خالد الرفاعي (30-12-2007)، "حكم ختان الإناث"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-2-2019. بتصرّف.
  3. ↑ رواه الإمام مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 349، صحيح.
  4. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 5889، صحيح.
  5. ^ أ ب محمد المنجد (14-5-2006)، "هل ورد حديث صحيح في ختان الإناث"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 5-2-2019. بتصرّف.
  6. ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أم عطية نسيبة الأنصارية، الصفحة أو الرقم: 5271، صحيح.
  7. ↑ محمد المنجد (24-8-2005)، "ختان البنات وإنكار بعض الأطباء له"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 5-2-2019. بتصرّف.