-

حكم الصلاة في البيت عند الشافعية

حكم الصلاة في البيت عند الشافعية
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حكم الصلاة في البيت عند الشافعيّة

ذهب علماء الشافعيّة إلى القول بأنّ صلاة الرجل في المسجد جماعةً تعتبر من فروض الكفاية؛ فإذا أدّاها جماعةٌ من المسلمين سقطت فرضيتها عن باقي المسلمين، ومثال ذلك أن تقيمها جماعةٌ من المسلمين في جهةٍ معيّنةٍ من البلدة، فيسقط وجوبها عن باقي أهل البلدة، وهذا الرأي هو الراجح عند علماء الشافعيّة، وفي قولٍ آخر مشهورٍ عندهم أنّ صلاة الجماعة تعتبر سنّة عينٍ مؤكّدةٍ،[1] وإذا امتنع المسلمون عن إظهار الجماعة في المسجد، فإنّهم يقاتلون على منعها عند عددٍ من علماء الشافعيّة، منهم أبو إسحاق وأبو العبّاس، واستدلّوا على رأيهم بحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الذي جاء فيه: (ما من ثلاثةٍ في قريةٍ و لا بدوٍ، لا تُقامُ فيهم الصلاةُ، إلّا قد استحوذ عليهم الشيطانُ، فعليكم بالجماعةِ؛ فإنّما يأكل الذِّئبُ من الغنمِ القاصيةِ)،[2] كما استدلّ الشافعيّة والمالكيّة على قولهم بعدم وجوب صلاة الجماعة؛ بأنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فضّل صلاة الجماعة على صلاة الفرد بسبعٍ وعشرين درجة، وهذا التفاضل بين صلاة الجماعة وصلاة الفرد يدلّ على جواز الصلاتين، فلا تصحّ المفاضلة بين ما كان صلاةً وما ليس بصلاةٍ، وبناءً على هذه المفاضلة؛ فإنّ صلاة الفرد تكون مجزأةً، ولها فضيلةٌ على الرغم من أنّها لا تعدل فضيلة صلاة الجماعة.[3]

حكم صلاة الجماعة عند بقيّة المذاهب الإسلاميّة

اختلف فقهاء المذاهب الإسلاميّة في حكم صلاة الجماعة؛ فذهب المالكيّة إلى القول بأنّها فرضٌ على الكفاية، كما نُقل عنهم أنّها سنّةٌ مؤكّدةٌ، أمّا علماء المذهب الحنفيّ؛ فالراجح عندهم القول بوجوب صلاة الجماعة، أمّا الحنابلة فذهبوا إلى القول بوجوب صلاة الجماعة وجوباً عينيّاً على المسلم البالغ، إذا لم يكن ثمّة أعذارٌ معتبرةٌ شرعاً للتخلّف عنها.[3]

فضل صلاة الجماعة

جاءت جملةٌ من الأحاديث النبويّة على ذكر فضائل صلاة الجماعة، منها: أنّ الله -تعالى- يكافىء المسلم الذي يخرج إلى المساجد بأن يحطّ عنه سيئةً، ويرفع له درجةً بكلّ خطوةٍ يخطوها، كما خصّ الله من يصلي صلواتٍ معيّنةً في المساجد بفضائل خاصّةٍ؛ فمن صلّى الفجر جماعةً فكأنّما قام الليل كلّه، ومن صلّى العشاء جماعةً فكأنّما قام نصف الليل .[4]

المراجع

  1. ↑ عبد الرحمن الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 369، جزء 1. بتصرّف.
  2. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم: 427، حسن صحيح.
  3. ^ أ ب "مذاهب العلماء في حكم صلاة الجماعة "، www.islamweb.net، 2003-10-12، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-17. بتصرّف.
  4. ↑ أحمد عرفة (2013-7-15)، "فضل صلاة الجماعة "، www.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-17. بتصرّف.