-

حكم زكاة الذهب الملبوس

حكم زكاة الذهب الملبوس
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حكم زكاة الذهب الملبوس

اتّفق حمهور أهل العلم على أنّ الزكاة واجبةٌ في الذهب والفضة إذا كانت نقوداً أو سبائك، ولكنّ آراءهم اختلفت في حال كون الذهب ملبوساً بقصد الزينة،[1] وبيان المسألة فيما يأتي:

منشأ الاختلاف في المسألة

ومنشأ الخلاف بين أهل العلم أنّه لم يأتِ نصٌّ صريحٌ بوجوب زكاة الذهب الملبوس للزينة، كما لم يرد شيٌ يُنفيها عنه، ولذا فإنّ ما ورد في المسألة من أحاديث اختلف العلماء في ثبوتها ودلالتها، كما أنّ الذين أوجبوا الزكاة في الذهب الملبوس نظروا إلى المادة التي صُنع منها الحلي، وأنّها نفس المعدن الذي جرى العمل به بين الناس على أنّه نقدٌ، والنقد وجب فيه الزكاة بإجماع أهل العلم، ومن هنا فقد أوجبوا الزكاة في الحليّ مثل سبائك الذهب والفضة، بينما نظر الفريق الآخر إلى أنّ الذهب المُصاغ على شكل الحليّ خرج عن مشابهة النقود، وأصبح في حكم الأشياء التي تُقتنى من باب الحاجات الشخصيّة، مثلها مثل المتاع والثياب، وهذه الحاجات الشخصية لا تجب فيها الزكاة بإجماع الفقهاء، ومن هنا قالوا بعدم وجوب الزكاة في ذهب الحليّ.[1]

الرأي الأول

ذهب السادة الشافعيّة في معتمد المذهب والمالكيّة والحنابلة أيضاً إلى عدم وجوب الزكاة في الحليّ المُعدّ للاستخدام وإن بلغ النصاب، شريطة أن يكون الحليّ مباحاً، وعرّفه أهل العلم بقولهم: هو الحليّ المصنوع من الذهب والفضة إذا كان مملوكاً للمرأة بهدف التّحلَّي به، وبناءً على ذلك، إذا كانت المرأة لا تقصد من امتلاك حليّ الذهب أن تلبسه، بل تريد أن تكنزه لعاقبة الزمان، فقد وجبت فيه الزكاة.[2]

الرأي الثاني

مذهب الحنفيّة وغيرهم من أهل العلم أنّ الزكاة تجب في حليّ الذهب بكُلّ حالٍ، واستندوا لأدلةٍ كثيرةٍ، منها قول الله تعالى: (وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلا يُنفِقونَها في سَبيلِ اللَّـهِ فَبَشِّرهُم بِعَذابٍ أَليمٍ)،[3] وقالوا: كنز الذهب هو عدم إخراج القدر الشرعيّ إذا وجب فيه، وردّوا على من قاس الثياب الملبوسة بحليّ الذهب الملبوسة بأنّ أصل الذهب والفضة تجب فيها الزكاة خلافاً لأصل الثياب؛ فالقياس فاسدٌ.[4]

المراجع

  1. ^ أ ب محمد المنجد (22-8-2014)، "تفصيل خلاف العلماء وأدلتهم في "زكاة الحلي""، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2019. بتصرّف.
  2. ↑ لجنة الإفتاء (2-3-2010)، "لا تجب زكاة حلي المرأة إلا إذا قصدت كنزه"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2019. بتصرّف.
  3. ↑ سورة التوبة، آية: 34.
  4. ↑ محمد العثيمين (21-9-2007)، "هل الحلي من الذهب المعد للبس عليه زكاة؟ وما مقدارها؟"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2019. بتصرّف.