-

أحكام الطلاق عند الغضب

أحكام الطلاق عند الغضب
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حكم الطلاق عند الغضب الشديد

أجمع أهل العلم على أن الرجل إذا طلق امرأته وهو في حالة الغضب الشديد فإنه لا يقع طلاقه قياساً على المجنون والمعتوه والسكران، ذلك أنّ الغضب الشديد إذا كان مع تغيب الشعور يغلق على الإنسان قصده وإرادته، ولذلك سمي بالإغلاق، ويدل على ذلك حديث النبيّ عليه الصلاة والسلام: (لا طلاقَ ولا عتاقَ في إغلاقٍ)،[1] فإذا اعترفت الزوجة أن زوجها قام بتطليقها بسبب غضبه الشديد من سوء معاملتها أو سبها له، أو كان عنده من الشهود العدول الذين يشهدون على أنه كان غضبان غضباً شديداً، فإنه لا يقع طلاقه عند جميع أهل العلم.[2]

وإذا طلق الرجل امرأته وهو في حالة غضب شديد، ولكن بدون أن يكون هناك تغييب للشعور أو العقل، فقد ذهب أهل العلم إلى أنه لا يقع طلاقه على الصحيح؛ لأنّ شدة الغضب ألجأته إلى الطلاق.[3]

حكم الطلاق عند الغضب غير الشديد

إذا كان غضب الرجل عادياً كسائر أحوال غضب الناس، فقد ذهب جميع أهل العلم أن طلاقه يقع؛ لأن مستوى غضبه غير ملجىء للطلاق، فعلى الرجل تقوى الله تعالى، وعدم التسرع في إطلاق لفظ الطلاق على زوجته، لكونه يؤدي إلى دمار أسرته، ويكفي أن وجود الأبناء سبباً في الابتعاد عن ذلك.[3]

ضرورة تجنب الغضب بين الأزواج

ينبغي على الزوجة مراعاة حالة الغضب التي يمر بها زوجها أحياناً؛ لأنّ الغضب ثورة تشبه السكر الذي يغيّب عقل الإنسان، فمن الحكمة أن تتخير الزوجة ما يهدىء ثورة الغضب عند زوجها بكلمات رقيقة تزيل غضبه، كما إن على الزوج ضبط انفعالاته سعياً لوقف المشاحنات في المنزل، ويتذكر أن النفس التي بين جنبيه هي أعدى أعدائه، فإذا ملكها قهر أقوى أعدائه وخصومه، ففي الحديث النبويّ، قال صلّى الله عليه وسلّم: (ليسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ، إنَّما الشَّدِيدُ الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ).[4][5]

المراجع

  1. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 9886، خلاصة حكم المحدث صحيح.
  2. ↑ "حكم الطلاق حال الغضب "، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-18. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "حكم الطلاق في حالة الغضب "، www.islamqa.info، 2003-10-14، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-18. بتصرّف.
  4. ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6114 ، صحيح.
  5. ↑ الدكتور خالد سعيد النجار، "الغضب .. عاصفة تزلزل الحياة الزوجية "، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-18. بتصرّف.