-

أبيات شعر حزينة

أبيات شعر حزينة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الحزن

الحزن هو شعور الإنسان بالألم وهو عكس الفرح، وعندما يصاب الشخص بالحزن يبدأ الشخص بالسكوت، ويكون هادئ، وغالباً ما يصاحب هذا الحزن البكاء، أبعده الله عنّا وإياكم، فهو لا يزور قلباً إلا ويدمّره، ويجعل من صاحبه إنساناً تعيساً وحيداً، حتّى الشّعراء وصفوا بعض مشاعرهم الحزينة بأشعار تبكي لها العيون.

قصيدة أيا سرور وأنت يا حزن

هو مسلم بن الوليد الأنصاري وهو صريع الغواني (757هـ - 823هـ)، أحد أعلام الشعراء في العصر العباسي، فارسي الأصل، عربي الولاء، لقبه الخليفة هارون الرشيد بلقب صريع الغواني بسبب بيت شعر قاله، ومن قصائده:[1]

أَيا سُرورٌ وَأَنتَ يا حَزَنُ

أَطالَ عُمرِيَ أَم مُدَّ في أَجَلي

أَم لَم يَبِن مَن هَوَيتُ مُرتَحِلاً

يا لَيتَ ماءَ الفُراتِ يُخبِرُنا

ما أَحسَنَ المَوتَ عِندَ فُرقَتِهِم

وَيحَ المُحِبّينَ كَيفَ أَرحَمُهُم

هَذي الحَماماتُ إِن بَكَت وَدَعَت

فَمَن عَلى صَبوَتي يُساعِدُني

صَبَرتُ لِلحُبِّ إِذ بُليتُ بِهِ

يا مُبدِعَ الذَنبِ لي لِيَظلِمَني

مالي مِن مِنَّةٍ فَأَشكُرَها

جَهِلتَ وَصلي فَلَستَ تَعرِفُهُ

حارَبَني بَعدَكَ السُّرورُ كَما

أَعانَكَ الطَرفُ وَالفُؤادُ عَلى

مِمّا كَساني الهَوى فَكِسوَتُهُ

أَوهَنَني حُبُّ مَن شُغِفتُ بِهِ

عَذَّبَني حُبُّ طَفلَةٍ عَرَضَت

إِذا دَنَت لِلضَجيعِ لَذَّ لَهُ

كَحلاءُ لَم تَكتَحِل بِكاحِلَةٍ

فَفي فُؤادِيَ لِحُبِّها غُصُنٌ

قيلَ لَها إِنَّهُ أَخو كَلَفٍ

فَأَعرَضَت لِلصُدودِ قائِلَةً

ما كانَ في ما مَضى بِمُؤتَمَنٍ

حُبّانِ غَضّانِ في الفُؤادِ لَها

أَوطَنَ يا سِحرُ حُبُّكُم كَبِدي

سَمِعتِ فينا مَقالَ ذي حَسَدٍ

إِن كانَ هِجرانُكُم يَطيبُ لَكُم

خَلَعتُ في الحُبِّ ماجِناً رَسَني

وا بِأَبي مَن يَقولُ لي بِأَبي

يَطلُبُني حُبُّهُ لِيَقتُلَني

وَكَم مِن أَشياءَ قَد مَضَت سُنَناً

وَقائِلٍ لَستَ بِالمُحِبِّ وَلَو

فَقُلتُ رَوحي مُكاتِمٌ جَسَدي

شَفَّ الهَوى مُهجَتي وَعَذَّبَها

أَحَبَّ قَلبي وَما دَرى جَسَدي

لَو وَزَنَ العاشِقونَ حُبَّهُمُ

لا عَيبَ إِن كُنتُ ماجِناً غَزِلاً

أوصيك بالحزن لا أوصيك بالجلد

هو الحارث بن سعيد بن حمدان، كنيته أبو فراس، استقرّ أبو فراس في بلاد الحمدانيين في حلب، ودرس الأدب والفروسية، ولد في الموصل واغتيل والده وهو في الثالثة من عمره على يد ابن أخيه جرّاء طموحه السياسي، لكنّ سيف الدولة قام برعاية أبي فراس، وقد أوصى أبو فراس الحمداني بهذه القصيدة بالحزن على وفاة خولة بنت أبي الهيجاء:[2]

أوصيكَ بالحزنِ ، لا أوصيكَ بالجلدِ

إني أجلكَ أن تكفى بتعزية ٍ

هيَ الرّزِيّة ُ إنْ ضَنّتْ بِمَا مَلَكَتْ

بي مثلُ ما بكَ منْ جزنٍ ومنْ جزعٍ

لمْ يَنْتَقِصْنيَ بُعدي عَنْكَ من حُزُنٍ

لأشركنكَ في اللأواءِ إنْ طرقتْ

أبكي بدَمعٍ لَهُ من حسرَتي مَدَدٌ

وَلا أُسَوِّغُ نَفْسي فَرْحَة ً أبَداً وقدْ

وأمنعُ النّومَ عيني أنْ يلمَّ بها

يا مُفْرَداً بَاتَ يَبكي لا مُعِينَ لَهُ

هَذا الأسِيرُ المُبَقّى لا فِدَاءَ لَه

الكوليرا

نازك صادق الملائكة ولدت وتوفيت (بغداد 23 آب - أغسطس 1923- القاهرة 20 حزيران - يونيو 2007)، وهي شاعرة عراقية ولدت في بغداد، نازك الملائكة هي أول من كتبت الشعر الحر في عام 1947م، ويعتبر البعض قصيدتها المسماة الكوليرا من أوائل الشعر الحر في الأدب العربي، وتقول فيها:[3]

سكَن الليلُ

أصغِ إلى وَقْع صَدَى الأنَّاتْ

في عُمْق الظلمةِ, تحتَ الصمتِ, على الأمواتْ

صَرخَاتٌ تعلو, تضطربُ

حزنٌ يتدفقُ, يلتهبُ

يتعثَّر فيه صَدى الآهاتْ

في كل فؤادٍ غليانُ

في الكوخِ الساكنِ أحزانُ

في كل مكانٍ روحٌ تصرخُ في الظُلُماتْ

في كلِّ مكانٍ يبكي صوتْ

هذا ما قد مَزّقَهُ الموتْ

الموتُ الموتُ الموتْ

يا حُزْنَ النيلِ الصارخِ مما فعلَ الموتْ

طَلَع الفجرُ

أصغِ إلى وَقْع خُطَى الماشينْ

في صمتِ الفجْر, أصِخْ, انظُرْ ركبَ الباكين

عشرةُ أمواتٍ, عشرونا

لا تُحْصِ أصِخْ للباكينا

اسمعْ صوتَ الطِّفْل المسكين

مَوْتَى, مَوْتَى, ضاعَ العددُ

مَوْتَى, موتَى, لم يَبْقَ غَدُ

في كلِّ مكانٍ جَسَدٌ يندُبُه محزونْ

لا لحظَةَ إخلادٍ لا صَمْتْ

هذا ما فعلتْ كفُّ الموتْ

الموتُ الموتُ الموتْ

تشكو البشريّةُ تشكو ما يرتكبُ الموتْ

الكوليرا

في كَهْفِ الرُّعْب مع الأشلاءْ

في صمْت الأبدِ القاسي حيثُ الموتُ دواءْ

استيقظَ داءُ الكوليرا

حقْدًا يتدفّقُ موْتورا

هبطَ الوادي المرِحَ الوُضّاءْ

يصرخُ مضطربًا مجنونا

لا يسمَعُ صوتَ الباكينا

في كلِّ مكانٍ خلَّفَ مخلبُهُ أصداءْ

في كوخ الفلاّحة في البيتْ

لا شيءَ سوى صرَخات الموتْ

الموتُ الموتُ الموتْ

في شخص الكوليرا القاسي ينتقمُ الموتْ

الصمتُ مريرْ

لا شيءَ سوى رجْعِ التكبيرْ

حتّى حَفّارُ القبر ثَوَى لم يبقَ نَصِيرْ

الجامعُ ماتَ مؤذّنُهُ

الميّتُ من سيؤبّنُهُ

لم يبقَ سوى نوْحٍ وزفيرْ

الطفلُ بلا أمٍّ وأبِ

يبكي من قلبٍ ملتهِبِ

وغدًا لا شكَّ سيلقفُهُ الداءُ الشرّيرْ

يا شبَحَ الهيْضة ما أبقيتْ

لا شيءَ سوى أحزانِ الموتْ

الموتُ, الموتُ, الموتْ

يا مصرُ شعوري مزَّقَهُ ما فعلَ الموتْ

أما الفراق فإنّ موعده غد

قابوس الملك ابن المنذر بن ماء السماء، أبو إسماعيل، المعروف بابن دنينير، شاعر، كان في خدمة الأمير أسد الدين أحمد بن عبد الله المهراني، وصنف هذه القصيدة على أنّها عمودية من البحر الكامل، ويقول فيها:[4]

أما الفراق فإنّ موعده غد

قد ازمعوا للبين حتى أنه

فدموع عيني ليس ترقأ منهم

أورثتموني بالنوى من عزكم

يا جيرة العلمين قلّ تصبّر

أنى ذكرتكم فصبر غائر

أوشمت بارقة الشآم فإنما

يا حبّذا ربع بمنبج إذ غدا

ربع يروح القلب فيه مروحا

ما لذّ لي عيش بغير ربوعه

يا من نأوا والشوق يدنيهم إلى

أصفيتكم في الحبّ محض مودمي

ولربّ لاح في هواكم لم يبت

قد زاد في عذ لي بكم فكأنّه

أيروم أن أسلو وسمعي لم يصح

والشيب في رأسي يلوح ومفرقي

والنائباتُ تنوبني لكنما

ملك يدين له القضاء كأنّما

ملك على ايام منه سكينة

خفّت حلوم الناس وهو مثقف

عري الأنام من الناقب فاغتدى

نظر الأمور بجانب من طرفه

اسد إذا احتدم الوغى فسيوفه

فتكات أغلب في الكريهة باسل

وعزيمة قطع الخطوب مضاؤها

شرفا بني مهران بالملك الذي

الواهبُ الأموال غير مكدّر

فله العطايا الغرّ ليس يشويها

يهتزّ للمداح حتى أنه

ثمل بإنشاد القريض كأنه

يا أيها الملك الذي يوجوده

لو لم تكن في الناس لم يكن فيه

هنئت بالعيد الذي بكم له

فانحروا ولا تنحر عداك فإنما

واسلم لتحيا في جنابك أنفس

مأساة الحياة

الشاعرة العراقية عاشقة الليل نازك بنت صادق جعفر الملائكة ولدت في بغداد عام 1354هــ الموافق 1923م ونشأت في بيت علم وأدب، وأمها هي الشاعرة سلمى عبد الرزاق وكنيتها (أم نزار) ووالدها هو الشاعر العراقي (صادق جعفر الملائكة) الذي جمع قول الشعر والاهتمام بالنحو واللغة كعادة الشعراء آنذاك، ومن قصائدها:[5]

عبثاً تَحْلُمين شاعرتي ما

من صباحٍ لليلِ هذا الوجود

عبثاً تسألين لن يُكْشف السرُ

ولن تَنْعمي بفكِ القيودِ

في ظلال الصفصافِ قَضَيتِ ساعاتكِ

حَيْرى تُمضُك الأسرارُ

تسألين الظلالَ و الظلُ

لايعلمُ شيئاً

أبداً تنظرين للأ ُفق المجهول

حَيْرى فهل تجلّى الخفيُّ

أبداً تسألين

صمتٌ مُسْتغلِقٌ أبديُّ

فيمَ لا تيأسينَ ما أدركَ الأسرارَ

قلبٌ من قبلُ كي تدركيها

أسفاً يا فتاةُ لن تفهمي الأيامَ

فلتقنعي بأن تجهليها

أُتركي الزورق الكليل تسِّيرْه

أكفُّ الأقدارِ كيف تشاءُ

ما الذي نلتِ من مصارعة الموجِ؟

وهل نامَ عن مناكِ الشقاءُ؟

آهِ يا من ضاعتْ حياتك في الأحلامِ

ماذا جَنَيْتِ غير الملالِ؟

لم يَزَلْ سرُّها دفينا فيا ضياعهَ

عُمْرٍ قضَّيتِهِ في السؤالِ

هُوَ سرُّ الحياة دقَّ على الأفهامِ

حتى ضاقت به الحكماءُ

فيأسي يا فتاةُ ما فُهمتْ من

قبلُ أسرارُها ففيم الرجاءُ؟

جاء من قبلِ أن تجيئي إلى الدُّنْيا

ملايينُ ثم زالوا و بادوا

ليتَ شعري ماذا جَنَوْا من لياليهمْ

وأينَ الأفراحُ و الأعيادُ

ليس منهم إلاَّ قبورٌ حزيناتٌ

أقيمت على ضفاف الحياةِ

رحلوا عن حِمَى الوجودِ ولاذوا

في سكونٍ بعالم الأمواتِ

كم أطافَ الليلُ الكئيب على الجو

وكم أذعنت له الأكوانُ

شهد الليلُ أنّه مثلما كان

فأينَ الذينَ بالأمس كانوا؟

كيف يا دهرُ تنطفي بين كفَّيك

الأماني وتخمد الأحلامُ؟

كيف تَذْوي القلوبُ وهي ضياءٌ

ويعيشُ الظلام ُوهو ظلامُ

المراجع

  1. ↑ صريع الغواني، "أيا سرور وأنت يا حزن"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-30.
  2. ↑ أبو فراس الحمداني، "أوصيك بالحزن لا أوصيك بالجلد"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-30.
  3. ↑ نازك الملائكة، "الكوليرا"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-30.
  4. ↑ ابن دنينير، " أما الفراق فإن موعده غد"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-30.
  5. ↑ نازك الملائكة، "مأساة الحياة"، www.poetsgate.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-30.