-

صحيح البخاري

صحيح البخاري
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مصنفات الأحاديث النبوية

صنف علماء الحديث الشريف كتباً ومصنفاتٍ كثيرةً جمعوا فيها أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، ومن أشهر هذه الكتب على الإطلاق الكتاب المعروف بصحيح البخاري الذي تلقاه العلماء بالقبول عند تدوينه، وتناقلته الأجيال وتدراسه الطلبة عبر مختلف مراحل التاريخ الإسلامي كواحدٍ من أهمّ المراجع وأكثرها مصداقية في جمع الحديث النبوي الشريف.

صاحب كتاب صحيح البخاري

نشأ الإمام محمد بن إسماعيل ابخاري في بخارى التي ولد فيها وترعرع صغيراً منذ عام 193 للهجرة، وقد أبدى البخاري نبوغاً منذ نعومة أظافره حيث بدأ بدراسة، وحفظ الحديث الشريف منذ أن بلغ عشرة أعوام، وقد تلقى تعليمه على يد عددٍ من الشيوخ والأئمة الكبار، مثل: علي بن المديني، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وقد راودت فكرة جمع أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام الصحيحة مخيلة وفكر الإمام البخاري عندما كان في مجلس الإمام إسحق بن راهوية، حيث طرح موضوع جمع الأحاديث الصحيحة دون غيرها من الأحاديث التي لم تثبت، فشرع الإمام البخاري بعد ذلك بالرحلة من أجل جمع الأحاديث النبوية وسماعها مرتحلا آلاف الأميال في سبيل ذلك شرقاً وغرباً، وقد استمر في رحلاته تلك ما يقارب ست عشرة سنةً، سمع فيها مئات الاحاديث من حفظة ورواة الحديث الشريف، وقد كان نتاج جهده العظيم إخراج كتابٍ جامع سماه (الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسننه وأيامه).

نبذة عن كتاب صحيح البخاري

تميّز كتاب الجامع الصحيح في أنّ الإمام البخاري قد تحرّى فيه جمع الحديث النبوي الصحيح دون غيره من الأحاديث التي لم يصحّ سندها، حيث وضع الأحاديث التي اتّصل اسنادها برواية العدل الضّابط الذي تتوافر فيه شروط الثّقة والاشتهار، فجمع البخاري ما يقارب من 600.000 حديثٍ، قام بغربلتها وتمحيصها ودراسة رواتها وسندها حتّى وصلت إلى ما يقارب من 7275 حديث وإذا حُذف المكرر منها بلغت 4000 حديث.

تلقى العلماء كتاب الجامع بالقبول والإشادة، وعندما أنهى البخاري كتابه وقرأه عددٌ من مشايخه ومنهم الإمام أحمد بن حنبل استحسنوه غاية الإستحسان، وقد سمع كتاب البخاري سبعين ألفا من العلماء وطلبة العلم، وقد تميز الكتاب بطريقة البخاري في تبويبه حسب المواضيع، فكانت أبوابه مصنفةً في جوانب العقيدة، والأحكام، والفقه، والتفسير، والسير، والأخلاق، كما جعل البخاري لكتابه تراجم ذكر فيها أقوال المفسرين، وفقه التابعين، حتى قيل أنّ فقه البخاري كان في تراجمه، وقد دونت بعده الكثير من الكتب التي عنيت بشرحه أو الاستدراك عليه.