الرضا بما قسمه الله لك
الرضا بما قسم الله
كان من جملة وصايا النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لأصحابه؛ أن ذكر لهم أنّه مأمورٌ أن ينظر إلى من هو دونه بالنعمة، ولا ينظر لمن هو فوقه، وفي حديثٍ آخرٍ ذكر تبرير ذلك بأنّه أدنى للعبد أن يرى نعمة ربه فلا يزدريها، ولقد أُمر العبد بالرضا بما قسمه الله له في غير موضعٍ من الأحاديث الشريفة، فقال النبيّ -عليه السلام- في أحدها: (وارضَ بما قسمَ اللَّهُ لَك تَكن أغنى النَّاسِ)،[1] وقد أُمر العبد بالرضا بقسمة ربّه؛ وذلك لأنّ الدنيا ما كملت لأحدٍ، فمن الناس من ابتُلي بصحته، أو ولده، أو ماله، أو غير ذلك، فكان حريٌّ بمن وقع عليه أمرٌ من الله تعالى أن ينظر إلى من هو أقلّ منه في العطاء ولا ينظر لمن هو خيرٌ منه؛ لأنّ الجميع قد أصابهم امتحانٌ من الله سبحانه.[2]
أمورٌ معينةٌ على تحقيق الرضا
هناك عدّة أمورٍ إن أدركها العبد استعان بها على الشعور بالرضا على ما قسم الله تعالى له، ومن تلك الأمور:[3]
- أن يعلم العبد أنّ الرزق بيد الله تعالى، فمهما كان سعيه فإنّه لا يحصّل إلّا ما كتب الله له.
- أن يستيقن العبد أنّ السعادة ليست مقترنةً بوفرة المال، بل إنّ السعادة تكون في الرضا والقناعة.
- أن يعتاد العبد النظر في حال من هم أقلّ منه رزقاً وقسمةً، ولا ينظر إلى من فضّلوا عليه في الأرزاق.
- أن يتوجّه العبد لربه بسؤاله البركة في الرزق الحلال.
وجوب الرضا بقسمة الله وقضائه
يجب على العبد أن يعلم أنّ الرضا بقسمة الله، وقضائه الواقع عليه واجبٌ شرعاً، وعليه أن يصبر لحكم الله تعالى، وينظر في حكمته، ويستيقن أنّ الله سبحانه ما وضع شيئاً غير موضعٍ؛ إلّا وله حكمةٌ من وراء ذلك، وأنّ المؤمن مهما أصابه من مكروهٍ لا يحبّه ويرجوه فعليه أن يدرك دائماً أنّ الصبر مفتاح التيسير، وأنّه يجلب له الخير الكثير، ولا يستعجل حكمة الله من وراء هذا البلاء، فقد يكون من وراء هذا البلاء منحةً عظيمةً للعبد وهو لا يدري، أو وأجراً عظيماً قد ترتّب له جرّاء صبره ورضاه.[4]
المراجع
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5/8، حسن كما قال في المقدمة.
- ↑ "تعظيم نعمة الله والرضا بعطائه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-14. بتصرّف.
- ↑ "من أسباب جلب الرزق والصبر على ضيق الحال"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-14. بتصرّف.
- ↑ "وجوب الرضا بالقضاء وعدم الاعتراض على حكم الله تعالى"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-15. بتصرّف.