جزيرة سعودية
جزيرة تاروت
تعتبر جزيرة تاروت من الجزر التي تتبع للمملكة العربيّة السعوديّة، وتقع في الخليج العربي ضمن محافظة القطيف التابعة لمحافظات المنطقة الشرقيّة في البلاد، وتوجد في منطقة هادئة على بعد 6 كيلومترات من ساحل خليج كيبوس على خط طول 50 باتجاه الشرق وخط عرض 26 باتجاه الشمال، وهي أحد أجزاء واحة منطقة القطيف في المنطقة الشرقيّة، وثاني أكبر الجزر السعوديّة في الخليج العربي، حيث تبلغ مساحتها قرابة 70 كم2، ويبلغ عدد سكان الجزيرة حوالي 77.757 نسمة، يعمل سكانها ضمن 4 فئات من العمل وهي: صيد السمك، والتجارة، والفلاحة، وموظفي حكومة ومؤسسات خاصة.
نبذة تاريخية
يعود تاريخ الجزيرة لأكثر من 5000 سنة قبل الميلاد، لذلك تعتبر من أقدم البقاع الموجودة في شبه الجزيرة العربيّة، بل من أقدم بقاع العالم التي سكن بها الإنسان، قديماً كانت الجزيرة من أهم مراكز مملكة دلمون ولها دور كبير في تاريخ تلك المنطقة، خاصة الحياة التجاريّة فيها، حيث استمر فيها الوجود البشري بشكل كبير ودليل ذلك اكتشاف العديد من المواقع الأثريّة التي تدل على هذا الوجود حتى يومنا هذا، وهذه الميزة نادرة الحدوث في أغلب المناطق الأثريّة على مستوى العالم.
التسمية والمناخ
تم أخذ اسم جزيرة تاروت من اسم أشتار أو عشتار أو عشتاروت أو عشروت، وكل هذه الاسماء تدل على آلهة الجمال والحب والحرب لدى الكنعانيين والبابليين وكذلك الفينيقيين، ويرمز اسمها لآلهة الأم الأولى منجلة الحياة، ومن رموزها الأسد، أما فيما يتعلق بمناخ الجزيرة فتتمتع بمناخ يشبه مناخ أغلب مناطق الخليج العربيّ، فهو شديد الرطوبة والحرارة في فصل الصيف، وبارد في فصل الشتاء.
الآثار التاريخية
كثر الوجود السكاني في الجزيرة منذ أزمان سحيقة، حيث تعاقبت عليها العديد من الحضارات والأقوام التي سادت المنطقة وتركت وراءها آثاراً تاريخيّة تدل على عيش الإنسان في هذه الأرض، وقد تمّ العثور على العديد من الآثار الساسانيّة والفينيقية وكذلك آثار إسلامية، فعندما بدأ أهل منطقة الربيعية ببناء منازل لهم من الجص والحصا وذلك خلال عام 1854م لجأ البعض منهم للمرتفعات القريبة من الجزيرة للحصول على الحجارة فعثروا على بعض الجرار والقبور، كما عثروا على أواني فخارية بفتحات كبيرة من أعلاها، كما عثر أهالي الجزيرة على بعض التماثيل الطينيّة في شمال الجزيرة. ومن أبرز المواقع التاريخيّة في الجزيرة قلعة تاروت والتي تمّ تشييدها خلال الفترة ما بين 1515-1521م، والتي تقع في منتصف الجزيرة، ولا يُعرف من الذي بناها.