-

الضوابط العلمية والمنهجية للتعامل مع القرآن الكريم

الضوابط العلمية والمنهجية للتعامل مع القرآن الكريم
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

القرآن الكريم

يعتبر القرآن الكريم كتاب الله المعجز الذي أنزله على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ليكون خاتم الكتب السماوية، حيث اشتمل على الأحكام والعقائد والأمثال والقصص القرآنية، فكان دستوراً شاملاً، ومنهجاً كاملاً، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، يعلم ما يصلح للبشر، وما يحقق لهم السعادة في الدنيا والآخرة.

الضوابط العلمية والمنهجية للتعامل مع القرآن الكريم

لا شك بأنّ التعامل مع هذا القرآن الكريم له ضوابط ومنهجية ينبغي على العالم والمتعلم أن يلتزم بها احتراماً لمكانته وقدسيته، ومن هذه الضوابط التي سار عليها السلف الصالح:

  • تفسير القرآن بالقرآن: فالمعتمد عند علماء الإسلام أنّ أفضل تفسير للقرآن الكريم هو عرض آيات القرآن الكريم على بعضها البعض من أجل البحث عن تفسير ما أشكل من معاني النصوص القرآنية، ثم بعد ذلك يأتي تفسير آيات القرآن الكريم بنصوص السنة النبوية المطهرة التي جاءت مفسرة لكثير مما أجمله وأبهمه القرآن.
  • ترك تأويل المتشابه من آيات القرآن الكريم: فقد جعل الله سبحانه وتعالى آيات القرآن الكريم نوعين، نوعٌ محكم تفسيره واضح الدلالة على المعنى المراد، وآيات متشابهة أي أنّها غير واضحة الدلالة، وربما تحتمل أكثر من معنى، وإنّ منهج الشريعة الإسلامية إزاء هذه المسألة ترك تأويل نصوص القرآن الكريم المتشابهة والإيمان بها كما جاءت، ومن الأمثلة على هذه النصوص الآيات التي تتحدث عن صفات الله تعالى وأفعاله كاليد، والاستواء على العرش، فالأصل الإيمان بها وترك التأويل الذي يحرف المعنى، وكما قيل الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.
  • الحرص على معرفة أسباب نزول آيات القرآن الكريم: فمعرفة سبب نزول كل آية من آيات القرآن تعين المفسر والمتعامل مع القرآن الكريم على وضع تصور موضوعي لمراد الآيات الكريمة ومعانيها، كما يعين العالم على معرفة المكي والمدني من آياته وسوره، ومعرفة الناسخ والمنسوخ.
  • عدم حمل نصوص القرآن على وجوه لا تحتملها: فقد ثبت عن الإمام علي رضي الله عنه أنّه قال لعبد الله بن عباس حينما أرسله للتفاوض مع الخوارج: (لا تُخاصِمْهم بالقُرآن؛ فإنَّ القُرْآن حمَّالُ أوجُه، ذو وجوه، تقول ويقولون، ولكنْ حاجِجْهم بالسنَّة؛ فإنَّهم لن يَجدوا عنْها مَحيصًا)، وبالتالي فإنّ على المسلم والعالم أن يحرص على عدم تفسير آيات القرآن الكريم بناء على الرأي الشخصي والهوى.
  • عدم الأخذ بنصوص القرآن الكريم بشكل جزئي: فقد نعى الله سبحانه وتعالى حال الظالمين الذي يتخذون القرآن مطية لأهوائهم، فما ناسبهم من الأحكام أخذوه به، وما عارض أهواءهم تركوه.