بحث عن عبد الحميد بن باديس
ابن باديس
عبد الحميد بن باديس، ابن محمد المصطفى ابن مكي ابن باديس، وُلد في القسطنطينيّة في الجزائر عام 1889مـ/1308هـ، ويعود نسبه إلى ابن المعُز بن باديس الصنهاجي مؤسّس الدولة الصنهاجيّة في القيروان، وأمّه أيضًا من أسرة ابن جلّول. كان والده عضوًا في المجلس الأعلى للجزائر وريئسًا لبلديّة قسنطينة ومندوبًا ماليًا، ووشّحت فرنسا صدره بوسام الشرف.
توفّي والده سنة 1951م وتلقّى تعليمه الأول في الجزائر، وحفظ القرآن الكريم وتلقّى علوم اللغة العربيّة، وقصد تونس عام 1827 للهجرة طالبًا للعلم في جامعة الزيتونة، ومكث أربع سنوات فيها. تلقّى العلم على يد الشيخ محمد الطاهر بن عاشور والشيخ محمد النخلي وحمدان الونيسي .
حياته العلميّة
تأثّر باحتكاكه بمشايخ الجزائر إلى أن ارتحل بعد ذلك إلى تونس، وكانت جامعة الزيتونة حينها قبلةَ الكثير من طلّاب العلم. تأثّر بشيخه النخليّ بقضية الإصلاح وعدم التقليد، وأيضًا درس منهج القرآن، وآثار شيخه محمد الطاهر في نفسه حب اللغة العربية، وبعد ذلك ارتحل إلى الحجاز لأداء فريضة الحج ليلتقي بشيخه السابق حمدان الونيسي.
لقاؤه بالإبراهيميّ
درّس ابن باديس في الجزائر ونظم الدروس الدينية في المساجد بحماية والده الذي كان مُقربًا من الفرنسيين، وبدأ بالمسجد الأخضر وكان شيخه قد طلب منه أن لا يتوظّف عند الفرنسيين أبدًا وهو حمدان الونيسي، وبدأ بتفسير القرآن الكريم وانتهى منه بعد 25 عاماً قبل وفاته بسنتين.
الإمام ورؤيته الواضحة والراسخة
هذان الأمران مُهمّان جدًا في مسألة الإصلاح المنشود في مجتمعات المسلمين، والذي يريد أن يسير في إصلاح المجتمعات عليه أن يكون صاحب رؤى ثابتة في أصولها كما كانت رؤى ابن باديس؛ بحيث كان مرنًا أيضًا في تطبيقه للرؤى، وهو كان يؤمن بأصلين للإصلاح الأول الدين والثاني اللغة؛ هكذا بدأ ابن باديس في دعوته، واستخدم الأصلين ليُحدث التميّز في هذه الأمة عن غيرها.
سيرة أحد مشايخه
كان من مشايخه كما ذكرنا العلّامة محمد الطاهر بن عاشور المولود في تونس عام 1296هـ/1879م، وبدأ مراحل التعليم الأولى في تونس واستطاع أن يجتاز مراحل التعليم بخُطىً سريعة وتدرّج إلى أن وصل إلى الأستاذية وهو شاب في جامعة الزيتونة والمعهد الصادقيّ، وكان عضوًا في المجمع العلميّ في دمشق والقاهرة.