بحث عن فرنسا
فرنسا
تُعتبر فرنسا من الدّول القديمة النشأة؛ حيث يرجع تاريخ قيامها للعصور الوسطى، كما أنّها من أكثر المناطق أهميّةً في تلك الحقبة في القارة الأوروبية، ويعتبر القرنان التاسع عشر والعشرين من القرون الذهبيّة بالنسبة لها نظراً لبلوغها أوج ازدهارها وقوّته. حافظت فرنسا على قوّتها وازدهارها وصولاً إلى الوقت الحاضر؛ فهي تُعتبر من الدول التي ساهمت في تأسيس الاتحاد الأوروبي، كما أنّها عضو دائمٌ في مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى عضويتها بأكثر من مؤسسة دولية من بينها الاتحاد اللاتيني، ومنظّمة التجارة العالمية، وحلف شمال الأطلسي.
تحتلّ فرنسا المرتبة الأولى على مستوى أوروبا الغربية والاتحاد الأوروبي من حيث المساحة الإجمالية لها، كما أنّها تلي روسيا وأوكرانيا على مستوى أوروبا، تتخّذ من باريس عاصمةً لها، ويتحدّث سكانها البالغ عددهم ستة وستين مليون نسمة اللغة الفرنسية، وترفع علماً ذا ثلاثة أعمدة فيها اللون الأحمر من الجهة اليمنى، ويتوسط هذه الأعمدة الثلاثة اللون الأبيض، وفي أقصى يسار العلم يقع اللون الأزرق. تعتبر اليورو هي العملة الرسمية للبلاد.
تركت فرنسا بصمةً واضحة في تاريخ العالم، وذلك نظراً لما كان لثقافتها من أثر، كما كان للغة الفرنسية دورٌ كبير أيضاً؛ حيث أصبحت بؤرة تمركز الثقافة والرقيّ والحضارة والموضة، وتُعتبر فرنسا بالإضافة إلى ذلك بأنّها تحتضن مواقع التراث العامي لليونيسكو.
المناخ
تتأثّر فرنسا بمناخ معتدل، إلّا أنّ هناك تباين ملحوظ بين الأقاليم، حيث يسود المناطق الفرنسية الممتدة على طول سواحل البحر الأبيض المتوسط مناخاً شبه استوائي، بينما يسود المناخ المعتدل المناطق المطلة على المحيط الأطلنطي؛ حيث تمنح التيّارات الهوائية القادمة من المحيط الاعتدال لدرجات الحرارة، كما تُساهم الرياح الجنوبية في ذلك، أمّا المناطق الداخلية من البلاد فإنها تعيش شتاءً قارس البرودة، ودرجات حرارة مرتفعة صيفاً، وتتساوى معدّلات الهطول المطري في كلا الفصلين على البلاد.
الجغرافيا
تعتبر فرنسا من الدول المطلّة على سواحل المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط إلى جانب جاراتها المغرب وإسبانيا، وتحتلّ موقعاً جغرافياً ذا أهميّة؛ حيث تمتد المساحات الفرنسية ابتداءً من البحر المتوسط نحو بحر المانش وصولاً إلى بحر الشمال، كما تمتدّ من نهر الراين نحو المحيط الأطلسي.
تمتاز فرنسا بمناظرها الطبيعيّة الخلّابة؛ حيث تمتدّ السهول الساحلية من الجهات الشمالية والغربية من البلاد، فتشكل بمجموعها تقريباً ثلثي المساحة الإجمالية للبلاد، وتنتشر في مناطقها الجنوبية الغربية سلسلة من الجبال، كما تضمّ المنطقة الجنوبيّة الشرقيّة امتداد سلسلة جبال الألب، بينما تتميّز بكثرة الأشجار الكثيفة والمرتفعات الصخرية في أواسط البلاد. تُعتبر أعلى قمة جبلية في البلاد هي قمّة المون بلان والتي يصل ارتفاعها إلى أربعة آلاف وثمانمائة وثمانية أمتار.
التركيبة السكانية
كشفت إحصائيات عام 2012م عن التعداد السكاني لفرنسا؛ حيث بلغ إلى ستةٍ وستين مليون نسمة، ويقدّر ذلك بكثافةٍ سكانيّة بلغت وجود مئة وإحدى عشر نسمة على كل كيلومتر مربّع من مساحة البلاد، وتحظى باريس بنسبة السكان الأكبر؛ حيث يُقيم على أراضيها اثني عشر مليون وثلاثمائة ألف نسمة.
الحكومة والسياسة
تُعتبر الجمهوريّة الفرنسية بأنّها ذات نظام مركزي برلماني، وتخضع لحكم رئيسها فرانسي أولاند، وبموجب نصوص الدستور الفرنسي فإنّ الدولة علمانيّة بحتة؛ حيث تفصل السياسة والحكم عن الدين تماماً، كما تُعتبر البلاد ديمقراطية؛ أي إنّ الشعب يكون مصدر السيادة، ومن مظاهر ديمقراطيتها أنّ دستور البلاد تمّ إقراره بعد الموافقة عليه بالاستفتاء، وكان ذلك في الثامن والعشرين من شهر سبتمبر عام ألف وتسعمائة وثمانية وخمسين، أمّا فيما يتعلّق بالأمور الرئاسيّة والحكم للبلاد فإنّ الشعب ينتخب رئيساً للبلاد كل خمس سنوات.
الاقتصاد
تمكّنت فرنسا بعد أن ازدهرت وبلغت أوج قوتها في عام ألف وتسعمائة وخمسين ميلادية من أن تقف على قدميها؛ حيث أصبحت بعد ذلك ضمن الدول الكبرى في عدّة مجالات ومن أهمها: الاقتصادية، ثم العسكرية، ثم السياسية؛ حيث تتصدّر المرتبة الثانية اقتصادياً على المستوى الأوروبي، كما أنّها احتلّت المرتبة الخامسة عالمياً بفضل الناتج المحلي الإجمالي، وبناءً على ما تقدّم فإن الشعب الفرنسي يتمتّع بمستويات معيشية عالية للغاية، كما مكّنها موقعها الرابع على مستوى العالم كأغنى دولة من تحقيق مستويات جيّدة في كلٍّ من الحريات المدنية، ومؤشر التنمية البشرية، والتعليم، وتقديم الرعاية الصحية للمواطن الفرنسي.
لم يقتصر التقدّم الاقتصادي الفرنسي على داخل البلاد؛ بل تعدّى ذلك لتصبح الدولة الخامسة عالمياً في التجارة الخارجية، وننوّه إلى أنّ النفط ومشتقاته من أهم ما تستورده البلاد، كما أنّها تعتبر المنتجات الكيميائيّة والآليات والمعدات الكهربائية والمركبات الفارهة من أهم صادرات البلاد، ويعود الفضل بهذا الاقتصاد المزدهر للقطاعين الخاص والعام؛ حيث يُشكّل القطاع الخاص ما نسبته اثنين ونصف بالمئة من الاقتصاد الكلّي لفرنسا، إلا أنّ التأثير الأكبر في الاقتصاد يبقى للقطاعات الحكومية.
السياحة
تحتضن فرنسا داخل حدودها سبعةً وثلاثين موقعاً ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي؛ حيث تُعتبر هذه المدن ذات أهميّةٍ بالغة ثقافياً، كما تضمّ منتجعات خاصّة للتزلج، كما تستقطب فرنسا زواراً للسياحة الخضراء أي الاستمتاع بجمال طبيعتها الخضراء في المناطق الريفيّة الصغيرة، كما تشتهر العاصمة الفرنسيّة بوجود المتاحف الأكثر شهرةً عالمياً؛ كمتحف اللوفر الذي يُعدّ المتحف الفني الذي يُسجّل أكثر عدد زيارات من السياح له عالمياً، كما تعتبر ديزني لاند باريس من المناطق الأكثر شعبيّةً حيث يزورها ما يقارب خمسة عشر مليون سائح.
أمّا الوجهة السياحية الفرنسية الثانية فهي الريفيرا الفرنسية وتقع في الجنوب الشرقي للبلاد، وتضمّ سواحل وشواطئ تمتد مساحتها إلى مئة وخمسة عشر كيلومتراً، بالإضافة إلى ثلاثة آلاف مطعم وأربعة عشر فندقاً للتزلج، وثمانية عشر ملعباً للغولف. أمّا الوجهة الثالثة في السرايات وادي لوار، وتدرج ضمن التراث المعماري العالمي، وتحتضن عدّة سرايات مثل دي المحكمة الخبز، دي فيلاندري وتشينونسو، ومن أهمّ المعالم الأثرية في فرنسا التي تستحق الزيارة، هي:
- متحف اللوفر: هو المتحف الفنّي الأكثر أهميّةً عالمياً، ويُعتبر الصالة الأكبر لاستعراض الفنون على مستوى العالم أيضاً، يَستعرض ما تم الاستيلاء عليه وسرقته أثناء الحملة الفرنسية على مصر، ويقع هذا المتحف في العاصمة باريس على شمال نهر السين.
- متحف دورسيه: يقع هذا المتحف قبالة متحف اللوفر على الضفّة المقابلة لنهر السين، ويضمّ عدداً هائلاً من الأعمال الفنية الفرنسية، ومن أشهرها لوحات الفن الانطباعي، والقطع نادرة الوجود.
- قصر فيرساي: يعود تاريخ نشأة هذا القصر وبناؤه إلى عهد لويس الثالث عشر؛ حيث تمّ تشييده في مقاطعة فيرساي التي تبعد بينها وبين العاصمة باريس ما يقارب خمسةً وعشرين كيلومتراً، ويُعدّ من أكثر القصور الملكيّة أهمية.
- برج إيفل: يعّد هذا البرج رمزاً لباريس، والوجهة السياحية الأولى في فرنسا، ويصل ارتفاعه إلى نحو ثلاثمائة وأربعةٍ وعشرين متراً، ويستقطب ستة ملايين سائح سنوياً.
- قوس النصر.
- مسلة الأقصر.
- نافورة ميدان الكونكورد.
- التماثيل المشهورة، ومن أهمّها التمثال الفروسي هنري الرابع، وأسد بلفور، وأحصنة مارلي.
- مقبرة العظماء.
- قصر الإليزية.
- لا ديفونس.
الثقافة
تعّد فرنسا موطناً للفن والحضارة والثقافة معاً؛ حيث تمكّنت من التميز على مر القرون الأخيرة لتصبح بعد ذلك الثقافة الغربية متمركزةً فيها بشكل كبير، كما خرّجت فرنسا الفنانين المشهورين، الأمر الذي حفّز ازدهار الجانب الثقافي فيها هو اهتمام الأنظمة السياسيّة التي عاشت فرنسا تحت ظلها لعدّة قرون؛ حيث حظي الإبداع الفني بالدعم والتشجيع الدائم منها، وما زاد الأمر أهميّةً هو قيام حكومة الثقافة سعياً للاهتمام بالتراث والحفاظ عليه من الضياع، وتمكين المواطن الفرنسي والسائح من الاطّلاع عليها والتعرّف إليها عن قرب.
ومن أهمّ نشاطات الحكومات الفرنسيّة في الجانب الثقافي والفني هو ما قدّمته من إعانات لفنانيها، وتشجيع إقامة المهرجانات ودعمها، والمشاركة في المهرجانات العالميّة بفعاليات ثقافية، كما أولت أهميّةً كبيرة للآثار التاريخيّة والحفاظ عليها.