بحث عن ظاهرة الكتابة على الجدران
الكتابة على الجدران
هنالك تساؤل يطرحه الدارسون عن هذا الموضوع؛ هل الكتابة على الجدران تشويه أم هي فن أم موضة ؟ لا شك أنّ أول ما قد يتبادر إلى ذهن القارئ الآن تلك المناظر المشوّهة للجدران البيضاء المكتوب عليها عبارات شخصية لا تعني إلا كاتبها أو تكون رسالة من كاتبها لشخص واحد فقط، ويقول العديد من علماء الاجتماع أنّ هذا السلوك هو ظاهره غير حضاريه وهو تشويه للمنظر العام:
الأسباب
مع انتشار هذه الظاهرة يجب أن نفكر بالأسباب وهي حسب الدراسات كما يلي:
- رغبات مكبوتة ودوافع غريزية لدى الشباب.
- رغبة بالشتم والسب لبعض العناصر المعروفة من الشباب، وهذا بغرض الإساءة بسبب اختلاف مواقفهم السياسية أو الاجتماعية.
- عادة يمارسها الأفراد بغاية اللهو والتسلية.
- إشباع ميل نحو الكتابة ولأجل الكتابة فقط.
- عدم القدرة على التعبير بشكل حرّ؛ فيلجأ الشخص إلى الكتابة لإظهار آرائه للجميع أو السياسية.
لكن ألا تعتبر الكتابة على الجدران فناً أيضاً
جرافيتي
الجرافيتي أو Graffiti بالإنجليزية: ممارسة فعل الكتابة على الجدران بوضع رسومات أو ترك أحرف على الجدران، ويتم هذا بطريقة غير مرغوب بها غالباً أو من دون أن يحصل الفاعل على إذن صاحب المكان قبل دهن الحائط الخاص به، وهذه عادة تعود أصولها إلى الحضارات القديمة، فكان قدماء المصريون والرومان والإغريق وغيرهم يقومون بممارستها.
يعتقد أنّ هذه الممارسات كانت تعود إلى أيام حضارات موغلة بالقدم مثل الحضارة الفرعونية والأغريقية والرومانية، وتطور الجرافيتي ليصبح عبر مرور الوقت ما يعرف بفن الجرافيتي الحديث وهو كل التغيرات العامة التي يمكن إحداثها على ملامح سطح ما باستخدام أقلام تعليم أو بخاخات الدهان أو مواد ملوّنة أخرى، ونشأ في الستينات من القرن الماضي ما يعرف اليوم بفن الجرافيتي الحديث وبدأ يظهر في نيويورك، وكان ظهوره بإلهام من موسيقى الهيب هوب.
الجرافيتي دون الحصول على إذن مالك المكان يعتبر تخريباً يعاقب عليه القانون في معظم الدول في أرجاء العالم، ويستخدم فن الجرافيتي لهدف إيصال رسائل اجتماعية أو سياسية غالباً، وبات اليوم شكل من أشكال الإعلان أو الدعاية، ويعتبر اليوم أحد أشكال الفن الحديث الذي تقام له معارض عالمية.
اليوم بات البعض يفضلون طلاء جدار على الأقل في منازلهم بصفحة من كتاب يحبونها، فلم يعد نشر الاقتباسات المحببة مقتصراً على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بل صار الناس يفضّلون كتاب مقاطع يحبونها على الجدران بمنازلهم، فما بدأ كتخريب على جدران المنازل والمؤسسات العام تطور ليصبح شيئاً يتقبله الناس ثم يعدونه فناً ثم يقومون بعمله في منازلهم بداعي التزيين، وبات بعض الفنانين يقومون بما يسمى الرسم ثلاثي الأبعاد على الجدران العامة ليظن الناظر أنّه أمام منظر حقيقي من ثلاثة أبعاد.