-

بحث عن المكتبات العامة

بحث عن المكتبات العامة
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

المكتبات العامة

يُمكن تعريف المكتبات العامة بأنها مؤسسات تعليمية ثقافية تثقيفية فكرية، يتم إنشاؤها بواسطة الجهات الحكومية في الدولة، وتُموّل من الميزانية العامة للدولة. وتحفظ المكتبات التراث الإنساني والفكري والثقافي،[1] وتعتبر المكتبات العامة ظاهرة أصيلة في الحضارة الإسلامية والعربية، وتُعبّر عمّا وصلت إليه الأمة الإسلامية من حضارة ورقي؛ حيث أقيمت المكتبات العامة في المساجد والكنائس، وخير مثال على المكتبات العامة في الحضارة العربية الإسلامية هي مكتبة بيت الحكمة. وفي عصرنا الحالي أصبحت المجتمعات الغربية هي من تقود التقدم الحضاري والفكري، واعترف الغرب بحق المواطن في المعرفة والثقافة؛ حيث تم إنشاء العديد من المكتبات العامة كخدمة أساسية وحق للمواطن ولا تقل أهمية عن حق التعليم والصحة، وعملت على تطوير المكتبات العامة لتصبح مراكز شاملة ومتكاملة تضم العديد من الخدمات بجانب الخدمات المعروفة للمكتبات العامة، كمراكز تدريب تكنولوجيا المعلومات والإنترنت، ومكان لعقد الندوات والأنشطة الفنية والترويحية.[2] وقد اكتسبت المكتبات العامة صفة العمومية لسببين رئيسين، وهما:[1]

  • عمومية المقتنيات: أي إن مقتنيات المكتبة العامة غير مخصصة لمجال أو علم معيّن، بل هي عامة وتشمل العديد من الموضوعات المتنوعة والمختلفة.
  • عمومية المستفيدين: أي إن المكتبات العامة تستهدف جميع فئات المجتمع سواء كان ذكراً أم أنثى، فقيراً أم غنياً، أبيض أم أسود؛ لهذا يُطلق على المكتبات العامة جامعة الشعب.

وظائف المكتبات العامة

تتعدد مهام ووظائف المكتبات العامة، ونذكر أهمها فيما يأتي:[1]

  • الوظيفية التثقيفية: فالمكتبات العامة توفر كمية هائلة من مصادر المعلومات، وتُساعد هذه المعلومات أفراد المجتمع على تطوير مهاراتهم وتنمية ثقاتهم.
  • الوظيفية التعليمية: حيث تلعب المكتبات العامة دوراً هاماً وفعّالاً في توفير المعرفة لمختلف فئات المجتمع، حيث تُزوّد الأطفال بالخدمات الخاصة بالتعليم ما قبل المدرسة، بالإضافة إلى تقديم المعلومات والخدمات التعليمية للكبار.
  • الوظيفة الإعلامية: إذ تتوفر في المكتبات العامة وسائل ثقافية وإعلانية مناسبة من شأنها تقديم المعرفة للزوار والإجابة عن جميع استفساراتهم، مثل النشرات، والكتب، ومطويات ورقية.
  • الوظيفية الترويحية: فالمكتبات العامة تحتوي على مصادر معلومات يُمكن رُؤيتها وقراءتها بهدف المرح والتسلية ولتقضية أوقات الفراغ بطريقة فعّالة وهادفة.

أهداف المكتبات العامة

توجد العديد من الأهداف التي تُعنى بها المكتبات العامة في المجتمع، وأهم هذه الأهداف هي:[3]

  • تشجيع التعليم المستمر والحد من مشكلات التعليم غير النظامي لدى البالغين والأطفال، من خلال تقديم الأساليب والوسائط التي تُساعدهم على تنمية مهاراتهم وتطوير الجانب العلمي لديهم.
  • تطوير المعرفة لدى أفراد المجتمع وتنمية معلوماتهم في جميع فروع المعرفة، بالإضافة إلى رفع نوعية البحث العلمي وتشجيع الباحثين على تطوير مهاراتهم.
  • تأكيد مبدأ تكافؤ الفرص بين أفراد المجتمع، وعدم التمييز بينهم.
  • توفير البيئة المناسبة لدعم النشاطات المختلفة سواء كانت نشاطات اجتماعية أو تربوية أو علمية.
  • تحقيق الرفاه الاجتماعي من خلال توفير فرص للاستثمار الإيجابي للوقت.
  • تنمية الهوايات وتعزيز روح الإبداع لدى أفراد المجتمع، بالإضافة إلى تنمية الذوق السليم وصقل المواهب لديهم.
  • مُساعدة أفراد المجتمع على مواكبة الأحداث الجارية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

الحاجة إلى المكتبات العامة

ظهرت العديد من العوامل التي تستدعي وجود المكتبات العامة في المجتمع، وأهم هذه العوامل ما يأتي:[3]

  • انتشار التعليم بشكل واسع بين أفراد المجتمع وفي مختلف المجتمعات البشرية.
  • ظهور العديد من الأساليب والنظريات الجديدة في التعليم والتربية والتدريس.
  • اهتمام عدد كبير من دول العالم بنظرية التعليم الإلزامي لجميع أفراد المجتمع، بالإضافة إلى ظهور برامج محو الأمية وتعليم الكبار.
  • بروز التطوّر العلمي والتكنولوجي في كافة مجالات المعرفة، وزيادة التنافس في مجال التكنولوجيا في بعض الدول.
  • التطوّر الاقتصادي والثقافي والاجتماعي في معظم دول العالم وخاصة الدول النامية.
  • نشأة النظريات الحديثة التي تهتم بالناحية الجسمية والثقافية والعلمية والروحية للإنسان، والنظر إلى أن حاجة الإنسان للقراءة والمُطالعة لا تقل أهمية عن حاجته للهواء والماء.
  • توفر إمكانية أكبر لرفاهية الإنسان ورفع مستواه المادي، مما يمنحه الفرصة للاهتمام بمهاراته الفكرية والثقافية.

فروع المكتبة العامة

في معظم الأحيان تخدم المكتبات العامة سكان المنطقة أو الحي المحيط بها، وقد دعت بعض الظروف إلى وجود ضرورة لانفصال بعض أقسام المكتبة العامة لتصبح مكتبة مستقلة؛ بهدف تقديم الخدمة لشريحة أو منطقة ما، فالهدف من إنشاء الفروع هو تسهيل إمداد وصول الخدمات المكتبية لمن يصعب عليهم الوصول إلى المكتبة المركزية، ومن أهم فروع المكتبة العامة:[3]

  • المكتبة الفرعية: وهي أحد فروع المكتبة العامة وتتبعها إدارياً وفنياً، وتهدف بشكل أساسي إلى تقديم المعرفة والثقافة لسكان القُرى والضواحي، حيث تُقام المكتبات الفرعية في الأماكن القريبة من تجمع السُكان كالأسواق والمراكز التجارية ومحطات المواصلات. وتعتبر المكتبة الفرعية صورة طبق الأصل عن المكتبة الرئيسة؛ فهي تحتوي على مجموعة أساسية من الكتب والمطبوعات المختلفة والعديد من الوثائق، ويتم تزويدها بشكل مستمر بالكتب الجديدة التي تحصل عليها المكتبة الرئيسة.
  • مكتبة الطفل: وهي أحد أجزاء المكتبة العامة، وتتميّز بتصميم مختلف عن باقي مرافق المكتبة، وتحتوي على كافة الخدمات الخاصة بالأطفال، ويُراعى عند تصميمها أن تكون سهلة الوصول أي في الطابق الأرضي أو الأول، وأن يتم تصميم أجزائها بصورة تتناسب مع اهتمامات الأطفال كالاهتمام بالألوان الجذابة وتزيين الجدران برسومات يُحبها الأطفال. وتهدف مكتبة الأطفال إلى استثمار أوقات الفراغ بطريقة فعّالة، وتنمية المواهب والمهارات الفكرية لدى الأطفال.
  • المكتبة المتنقلة: ففي بعض الأحيان لا تتوفر كثافة سُكانية تسمح ببناء مكتبة رئيسة أو فرعية في منطقة ما، كأطراف المدن والقرى النائية والبعيدة؛ لهذا الغرض توجد المكتبات المتنقلة التي تهدف إلى إيصال الخدمات المكتبية إلى المناطق المحرومة، وتتضمن المكتبة المتنقلة وظائف متعددة كإعارة الكتب، وتعليم القراءة، وقد تعرض التسجيلات العلمية والثقافية.

المراجع

  1. ^ أ ب ت -، المكتبات العامة ودورها في تنمية الكتاب العربي من وحي تجربة الجامعة الإسلامية ، صفحة 1،2. بتصرّف.
  2. ↑ محمد فتحي عبد الهادي، الاتجاهات الحديثة فى المكتبات و المعلومات - العدد الثامن و العشرين، صفحة 7. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت سمية الزاجي، المكتبات العامة في الجزائر، صفحة 45،46،43،42،39،38. بتصرّف.