-

بحث عن خصائص التربية الإسلامية

بحث عن خصائص التربية الإسلامية
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

التربية الإسلامية

تعتبر التربية الإسلامية إحدى فروع العلوم التربوية التي تركز على إعداد وتربية الإنسان إعداداً يشتمل على جميع جوانب حياته، ووفق منظور ومرجعية القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وعلى الرغم من عدم ورود مصطلح التربية الإسلامية في تراثنا القديم، إلا أنّ كثيراً من الصطلحات التي ذكرت في القرآن والسنة، أو جاءت في كتب التربويين قديماً تشير إلى المعنى المقصود من هذا المصطلح، وخلاصة هذه المصطلحات تدور حول تنشئة، ورعاية النفس البشرية، وإعدادها، والعمل على تزكيتها وإصلاحها وتهذيبها، وتقديم الإرشاد والنصح لها، والعمل على تنمية تلك النفس وتعليمها، وبما يحقق التكيف المطلوب، والتفاعل الإيجابي لتلك النفس الإنسانية مع محيطها وبيئتها.[1]

خصائص التربية الإسلامية

من خصائص التربية الإسلامية نذكر:[2]

الربانية

تعتبر أحد خصائص التربية الإسلامية والقرآنية الربانية، فالله سبحانه وتعالى أعلم بمفاتيح فطرة الإنسان، وما يكون فيه العلاج والدواء له، لأنّه سبحانه هو الصانع الذي يعلم ما صنع وخلق، وهذه الربانية تشتمل على أمران هما ربانية المصدر، وربانية الغاية، قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارا).[3]

الشمولية

الشمولية في التربية الإسلامية تعني أنّها تتطرق إلى حياة المسلم الخاصة والعامة، كما تتعلق بحياته الدنيوية والأخروية، وهي كذلك تشمل علاقة الأفراد بعضهم في المجتمع، وعلاقتهم هذا المجتمع مع غيره من المجتمعات.

التكامل

التربية الإسلامية تعالج جميع جوانب حياة الإنسان الأخلاقية، والاقتصادية، والسياسية، كما تتطرق التربية الإسلامية إلى جوانب العقيدة، والعبادة، والسلوك الفردي والاجتماعي.

الوسطية

معنى الوسطية في التربية الإسلامية القسط والاعتدال، فلا تفريط ولا مغالاة، كما راعت التربية الإسلامية جميع متطلبات الإنسان وحاجاته الجسدية والروحية بشكل متوازن بدون أن تطغى حاجة على أخرى، فالتربية الإسلامية على سبيل المثال نهت عن البخل لأنّه تقصير في حق النفس والآخرين، وفي نفس الوقت نهت عن التبذير لأنّه تقصير في الانفاق، قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا).[4]

الواقعية

تشمل التربية الإسلامية تنظر إلى البشر على أنّهم مختلفين، متنوعين في صفاتهم، فالإسلام يدرك ضعف الإنسان أمام المغريات والتكاليف، وحدود طاقاته وإمكاناته، فلا يفرض عليه تكاليف تثقل كاهله، أويعجز عن أدائها، وهذا ما يقصد بالواقعية.

الوضوح

التربية في الإسلام لها منهج واضح لا يدخله إبهام أو غموض، أو يعتريه شك أو نقص، فالأوامر والنواهي، والمواعظ والتوجيهات واضحة جلية لا لبس فيها، قال تعالى: (وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).[5]

التدرج في التربية

حتّى تأتي التربية الإسلامية ثمارها فإنّها تتدرج في التوجيه شيئاً فشيئاً، بدون أن يكون هناك عملية تحول مفاجئ في السلوك، ذلك أنّ طبيعة النفس البشرية تحتاج إلى التقديم والتقريب، كما أنّها تحتاج إلى التجريب والحث على التغيير، ومن الأمثلة على هذه الخاصية للتربية الإسلامية القرآنية مسألة تحريم الخمر، فقد كان العرب قبل بعثة النبي عليه الصلاة والسلام يشربون الخمر ويحبونها، وبعد أن بعث النبي الكريم كان لا بد من تحريم هذه الآفة التي لها مفاسد كثيرة، ولكن الشريعة الإسلامية راعت عند تحريم الخمر تعلق النفوس بها، فلم يكن تحريم الخمر مرة واحدة، وإنّما كان على ثلاثة مراحل تتدرج مع الناس في تحريمها، فبدأت الآيات الكريمة بالحديث عن منافع الخمر وإثمها، مبينة أنّ آثامها أكبر من نفعها، ثمّ نهت الشريعة الإسلامية المسلمين أن يقربوا الصلاة وهم سكارى، ثمّ جاء التحريم النهائي والحاسم للخمر في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).[6]

أهداف التربية الإسلامية

من مقاصد التربية الإسلامية وأهدافها نذكر منها الآتي:[7]

  • تحقيق العبودية لله تعالى: الله سبحانه وتعالى لم يخلق الإنسان إلا لعبادته والخضوع له، وهذه العبادة لا تقتصر على الصلاة والصيام والمناسك، وإنّما هي اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى من القول والفعل، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)،[8] فالإنسان الذي يريد تحقيق العبودية في نفسه لا بد وأن يخضع ويمتثل لما أمره الله به، وينتهي عما نهى عنه، وأن يلتزم بهدي الله تعالى وشريعته في عقيدته وقوله وعمله.
  • التنشئة العقدية الصحيحة للمسلم: بحيث تنشئة المسلم على أن يعبد ربه على هدى وبصيرة.
  • التخلق بالأخلاق الحسنة والحميدة: كالصدق والأمانة والإخلاص، اقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام في أخلاقه التي شهد الله تعالى له بها في قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).[9]
  • تنمية شعور المسلم: من خلال الانتماء إلى مجتمعه والاهتمام بقضاياه وهمومه، قال تعالى: ( إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)،[10] وفي السنة النبوية: (مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).[11]
  • صقل مواهب الأجيال ورعايتها: ذلك لتكوين الأفراد المبدعين الذي يمتلكون المواهب التي تحقق التقدم لمجتمعاتهم.
  • تكوين الشخصية المتزنة: من خلال تكون الشخصية نفسياً وعاطفياً من خلال معالجة مشاكل الأطفال النفسية، وحسن توجيههم، وتشجيع الحوار معهم بما يسهم في خلق فرد فعال نافع لمجتمع وأمته.
  • تكوين الفرد: الذي يتمتع بالصحة والعافية في بدنه وجسمه، حتّى يحقق مقصد الاستخلاف في الأرض، ويقوم بمهمة عمارة الأرض وأصلاحها، ولذلك شجع الإسلام على ممارسة أشكال مختلفة من الرياضة تكسب الجسم القوة والصحة مثل الرماية والسباحة وركوب الخيل.

المراجع

  1. ↑ الدكتور صالح بن علي ابو عراد ، "التربية الإسلامية المصطلح والمفهوم "، صيد الفوائد ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-10. بتصرّف.
  2. ↑ محمد سلامة الغنيمي (2013-11-6)، "خصائص التربية في القرآن الكريم "، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-10. بتصرّف.
  3. ↑ سورة سورة الإسراء ، آية: 82.
  4. ↑ سورة سورة الفرقان ، آية: 67.
  5. ↑ سورة سورة الأعراف ، آية: 203.
  6. ↑ سورة سورة المائدة ، آية: 90.
  7. ↑ محمد بن سالم بن علي جابر (2006-12-7)، "أهداف التربية الإسلامية ومقاصدها "، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-10. بتصرّف.
  8. ↑ سورة سورة الذاريات، آية: 56.
  9. ↑ سورة سورة القلم ، آية: 4.
  10. ↑ سورة سورة الحجرات ، آية: 10.
  11. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 2586، خلاصة حكم المحدث صحيح .