بحث عن صلاة التطوع
صلاة التطوع
منّ الله تعالى على عباده بالكثير من النعم، ومن هذه النعم كسب الحسنات الزائدة وجبر النقص الذي قد يصيب الفرائض الأساسية، فقد أوجد عز وجل عباداتٍ مرادفةٍ للفرائض مثل: صيام التطوع في شهر شوال، والعشرأيام الأولى، من ذي الحجة، وصيام يومي الإثنين والخميس الذي يجبر التقصير في فريضة صيام شهر رمضان المبارك، وهناك صلاة التطوّع التي تجبر النقص الذي قد يعتري الصلاة المفروضة.
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّم يَقُولُ : ( إِنَّ أولَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ ؟ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِك)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، فالمقصود بـ"إن فسدت " أي أن العبد لم يصليها أو أنّه صلاها ولكنها كانت ناقصة وغير مكتملة سواء بالشروط أو الواجبات، والإنسان بطبعه كثير الأخطاء، كما أنّ الشيطان يجتهد على المسلَّم أثناء الصلاة لتضييعها عليه لذلك قد تصيب صلاته شيء من النقص فيستطيع أن يسدّ هذا النقص من خلال صلاة التطوّع.
يستحب أن تكون صلاة التطوّع في البيت، فقد حثّ الرسول صلى الله عليه وسلَّم الصحابة عند الفروغ من الصلاة في المسجد أن يؤدوا صلاة التطوع في البيت.
أنواع صلاة التطوع
- الصلاة المقيّدة: والمقصود بها السنن والرواتب المتعارف عليها قِبل الصلاة المفروضة، وتنقسم إلى:
- الصلاة المطلقة والتي يؤديها العبد في أي وقتٍ من اليوم.
- صلاة تطوّع مؤكّدة: هي عبارة عن عشر ركعاتٍ في اليوم والليلة؛ ركعتين قبل فريضة الظهر وركعتين بعدها، وركعتين بعد فريضة المغرب، وركعتين بعد فريضة العشاء، وركعتين قبل فريضة الفجر، وتعتبر ركعتي التطوع التي تؤدى قبل فرض الفجرمن أفضل الصلوات التي قد يؤديها العبد في بحسب قول النبيّ: "ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها"، وكان كذلك صلى الله عليه وسلَّم يقضيها إذا فاتته صلاة الفجر وكان يقرأ سورة الكافرون في الركعة الأولى وسورة الصمد في الركعة الثانية.
- صلاة تطوع غير مؤكدة: وهي ركعتان قبل صلاة العصر والمغرب والعشاء.
من النوافل أيضاً صلاة الوتر بل إنّ البعض أدخلها ضمن أحكام الواجب لفضلها وأهميتها، فيؤدّيها العبد بعد صلاة العشاء إذا خاف أن لا يقوم في آخر الليل للقيام، وهي عبارة عن عدد فردي من الركعات يختم بها صلاته اليوميّة.