موضوع قصير عن تلوث البيئة
تعريف تلوث البيئة
يُمكن تعريف تلوّث البيئة بأنه عبارة إدخال الملوثات إلى بيئة طبيعية مما يجعلها غير آمنة وغير صالحة للاستخدام والعيش، وقد تكون هذه البيئة الأرض أو الهواء أو حتى الماء أو غيرها، ولا يقتصر أمر إدخال الملوثات على ما هو مُلوث مادي فحسب، فيُمكن أن تتسبب بعض الأشياء غير الملموسة بالتلوث، كالضوء أو الصوت أو حتى درجات الحرارة، وذلك عند إدخالها إلى بيئة مُعينة بشكل غير طبيعي، وتشير بعض الإحصائيات إلى أن ما يزيد عن مئتي مليون شخص حول العالم يتعرضون لخطر التلوُث،[1] ويُعرّف البعض تلوُث البيئة بأنه عبارة عن إدخال أي من المواد المُلوثة إلى البيئة بشكل أسرع من المُعدل الطبيعي والمسموح به، بحيث يصعب التخلُص من هذه المواد أو حتى تخفيفها أو تفريقها، وعادة ما يتم تصنيف أنواع التلوث إلى تلوث الماء والهواء والأرض، ولكن المجتمعات الحديثة أصبحت تتطرق لمفاهيم أُخرى من التلوث البيئي كالتلوث البلاستيكي والضوئي أو حتى الضوضائي.[2]
أنواع التلوث البيئي
تلوث الماء
يُعرف تلوُث المياه بأنه عبارة عن إلحاق الضرر بجودة المياه بحيث تُشكل خطراً على سلامة الإنسان والبيئة، ويحدث هذا النوع من التلوث عندما يتم تلويث مصادر المياه المُختلفة كالمحيطات والمياه الجوفية بأنواع الملوثات، سواء كانت هذه الملوثات كائنات حية دقيقة، أو حتى مواد كيميائية، ولتلوث الماء العديد من الأنواع المُختلفة والتي تُصنف تبعاً لنوع المصدر المائي الذي يتم تلويثه، وفيما يأتي بعض الأمثلة على أنواع تلوث الماء:[3]
- تلوُث المياه الجوفية: ويحدث هذا الأمر نتيجة تسرُب الملوثات المُختلفة؛ كالأسمدة والمبيدات الحشرية ومياه الصرف الصحي إلى المياه الجوفية الموجودة في باطن الأرض، وعندما يحدث هذا النوع من التلوُث فإنه لا يُمكن التخلُص منه أو معالجته على الإطلاق، الأمر الذي قد يُبقي المياه الجوفية مُلوثة لسنين طويلة قد تصل إلى آلاف الأعوام، وجدير بالذكر أن تلوُث المياه الجوفية قد يؤدي إلى انتشار التلوُث إلى مصادر أُخرى للمياه كالبحيرات أو الجداول أو حتى المُحيطات.
- تلوُث المياه السطحية: تُشكل المياه السطحية ما نسبته 70 بالمئة من سطح الأرض، ويحدث التلوث في هذه المياه نتيجة للسموم والأسمدة التي يتم طرحها في المجاري المائية.
- تلوُث المحيطات: ينشأ هذا التلوث نتيجة للعديد من الأمور المُختلفة؛ كتسرُب النفط في البحار والمحيطات، أو وصول النفايات التي يتم طرحها في الأنهار والجداول إلى تلك المحيطات، أو حتى نتيجة لما يُعرف بالحُطام البحري.
تلوث الهواء
وهو ذلك التلوث الذي يحدث للهواء نتيجة وجود مواد وجزيئات كيميائية في الهواء، مما ينتج عنه إلحاق الضرر بالكائنات الحيّة الموجودة في النظام البيئي، سواء كان الإنسان أو الحيوان أو حتى النبات، وقد تكون هذه المُلوثات عبارة عن غازات أو حتى جزيئات صلبة، أو قد تكون على شكل قطرات سائلة، وينتُج تلوث الهواء من خلال العديد من المصادر والأسباب، وهذه المصادر قد تكون بفعل البشر كتلك الانبعاثات الناجمة عن المصانع والسيارات والطائرات، وقد تكون هذه المُلوثات طبيعية كالرماد الناتج من البراكين أو حتى الدخان المُتصاعد من حرائق الغابات، ويتركز تلوُث الهواء بشكل كبير في المدن، وتحتل مُدن كراتشي ونيودلهي وبكين والقاهرة قائمة أكثر المُدن تلوثاً حول العالم، ولا يقتصر تلوُث الهواء على المدن فقط بل يُمكن أن يحدث تلوُث الهواء داخل المنزل نفسه، وذلك من خلال الرماد والدخان اللذان ينتجان عن حرق بعض المواد كالخشب والفحم داخل المنزل، ويتسبب تلوُث الهواء بالعديد من المشاكل الصحية التي تؤثر على الإنسان، كما أنه يتسبب بالعديد من المشاكل البيئية كظاهرة الاحتباس الحراري.[4]
تلوث التربة
يعد أحد أشكال التلوث البيئي، ويُمكن تعريف تلوُث التربة بأنه عبارة عن دخول المواد الضارة إلى التربة مما ينعكس سلباً على صلاحيتها وجودتها وعلى صحة الكائنات الحية التي تعيش عليها، وقد يحدث تلوُث التربة نتيجة للعديد من الأسباب المُختلفة كامتصاص التربة للماء المُلوث، أو قد تنتج عن وصول بعض المواد الكيميائية إليها، أو حتى بفعل بعض ملوثات الهواء التي تستقر على الأرض، كالغبار المُلوث،[5] كما تُعد إزالة الغابات من الأسباب الأُخرى المؤدية لتلوُث التربة، ويؤدي التلوث الحاصل في التربة إلى العديد من النتائج المُختلفة كإفقادها خصوبتها، بالإضافة إلى حدوث تغييرات في المُناخ، وفضلاً عن تأثيراته السلبية على صحة الإنسان، كما توجد العديد من الممارسات التي يُمكن أن تُسهم في الحد من تلوث التربة، ومن هذه المُمارسات الآتي:[6]
- الحرص على زراعة الأشجار لمنع تآكل التربة.
- الحد من ظاهرة الرعي الجائر.
- إدخال بعض الكائنات الحية الدقيقة إلى التربة المُلوثة لمُعالجاتها بيولوجياً من التلوث الحاصل بها.
- استخدام المنتجات التي تتكون قابلة للتحلُل لتصبح جزءاً من التربة.
- ضبط استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة.
التلوث الضوضائي
التلوث الضوضائي هو التلوث الناتج عن وصول الأصوات المُختلفة إلى مستويات ضارة وغير صحية، وقد تكون هذه الأصوات ناتجة عن مصادر صناعية كالسيارات والطائرات أو حتى الماكينات، وقد تكون صادرة حتى عن الإنسان نفسه، ويُمكن أن يتسبب هذا النوع من التلوُث بالعديد من المشاكل على المستوى الصحي للإنسان، فعلى الأمد البعيد قد يتسبب التعرُض إلى الضوضاء بالإصابة إلى طنين مُستمر في الإذن، وقد يؤدي التعرُض إلى كمية كبيرة من الضوضاء مرة واحدة إلى تمزُق طبلة الأُذن، كما يتسبب هذا النوع من التلوُث بالصداع وارتفاع في ضغط الدم، وغيرها من الأمور الصحية الأُخرى.[7]
يُمكن الحد من هذا النوع من التلوُث عبر اللجوء إلى بعض الأمور التي تعمل على ذلك، ومن هذه الأمور الآتي:[8]
- محاولة التقليل من مقدار تعرُض المرء للضوضاء، من خلال وضع العوازل والحواجز التي تُقلل انتقال الصوت.
- استبدال أصوات الضوضاء بأصوات أُخرى ذات تأثير إيجابي على الشخص، ويُمكن استخدام بعض الأجهزة لإصدار أصوات صحية تطغى على الأصوات الضوضائية.
- ممارسة تمارين التنفُس والتأمل للتخلُص من الإجهاد الذي يُسببه التلوُث الضوضائي.
المراجع
- ↑ Alina Bradford (27-2-2018), "Pollution Facts & Types of Pollution"، www.livescience.com, Retrieved 4-4-2019. Edited.
- ↑ Jerry A. Nathanson, "Pollution"، www.britannica.com, Retrieved 4-4-2019. Edited.
- ↑ Melissa Denchak (14-5-2018), "Water Pollution: Everything You Need to Know"، www.nrdc.org, Retrieved 4-4-2019. Edited.
- ↑ "Air pollution", www.nationalgeographic.org, Retrieved 4-4-2019. Edited.
- ↑ SUZANNE S. WILEY, "Definition of Soil Pollution"، www.livestrong.com, Retrieved 4-4-2019. Edited.
- ↑ LOUISE BETHANY (3-4-2017), "SOIL CONTAMINATION: ITS CAUSES, EFFECTS, AND SOLUTIONS"، permaculturenews.org, Retrieved 4-4-2019. Edited.
- ↑ Meg Michelle (25-4-2017), "How to Minimize Noise Pollution"، sciencing.com, Retrieved 4-4-2019. Edited.
- ↑ Elizabeth Scott, MS (27-7-2018), "How to Reduce Noise Pollution's Negative Effects"، www.verywellmind.com, Retrieved 4-4-2019. Edited.