التدخين بعد الأكل
التدخين
يعتبر التدخين من الآفات الضارّة التي ابتلى فيها العالم في القرون الأخيرة، لما يتسبّب به من ضرر شديد على صحّة المدخّن، فمع الوقت والاستمرار بالتدخين بشراهة تقتل حاسة الشمّ والذوقّ لدى المدخن وتتلف الرئتين، وقد أظهرت العديد من الدراسات أن للتدخين مضار عدّة، مثل: انعدام قدرة المدخن على الإنجاب، والإضرار بعضلة القلب والشرايين وترهل الجلد، كما تلحق الضرر بالأسنان واللثة وغيرها، والعجيب في الأمر أنّ المدخنين على دراية بجميع هذه المضار وفي بعض الأحيان يعانون منها إلّا أنّهم يرفضون العمل بالنصائح المقدمة لهم والإقلاع عن هذه العادة المضرة.
يلجأ بعض الناس إلى التدخين بعد الأكل للمحافظة على أوزانهم ورشاقتهم، ويعود ذلك إلّا أنّ التدخين المستمر والمنتظم يؤدّي إلى قتل شهية المدخن وشعوره بالشبع معظم الوقت، بالإضافة إلى أنّ التدخين يحرق الكثير من السعرات الحرارية الموجودة في الجسم فيمنع السمنة، لكن ما لا يعرفه المدخنين أنّ التدخين لا يحرق السعرات الحرارية التي تسبّب السمنة فقط بل يحرق المفيدة منها أيضاً، والتي يحتاجها الجسم للقيام بعمله وتوفير الطاقة اللازمة لأعضائه وأنسجته للقيام بعملها، ويرفض الكثير منهم الإقلاع عن التدخين خوفاً من زيادة أوزانهم بعد ذلك.
التدخين بعد الأكل
تعدّ كمية النيكوتين الموجودة في السيجارة ثابتة لكن يختلف امتصاص الجسم لها بحسب حالته، فإذا ما كان الجسم في حالة نشطة وخصوصاً نشاط في عمل الدورة الدموية فإن هذا يساهم بشكل كبير على امتصاص كميات أكبر من مادة النيكوتين، وقد أوضحت الدراسات التي أجريت على المدخنين الخطورة الشديدة التي يسببها التدخين بعد الأكل مباشرةً على جسم المدخن، فبعد تناول المدخن طعامه تتوجه معظم كمية الدم في الجسم إلى المعدة لتسهيل عملها على هضم الطعام، ونقل العناصر الغذائية المهضومة من المعدة إلى باقي أجزاء الجسم، ويؤدّي التدخين المباشر بعد الأكل إلى دخول كميات كبيرة من النيكوتين إلى المعدة وتلويث العناصر الغذائية والدم الحامل لها بالنوكيتين الضار، والذي ينتقل إلى أعضاء الجسم المختلفة مسبّباً الأمراض المختلفة المرافقة لعادة التدخين.
كما أكّدت العديد من الدراسات التأثير المباشر للتدخين بعد الأكل على الإصابة بمرض سرطان البنكرياس، وأمراض قرحة المعدة والتهاباتها، بالإضافة إلى التهابات الإثني عشر، كما أنّ التدخين بعد الأكل يحفز الجسم على الاحتفاظ بكميات أكبر من النيكوتين مسبباً أمراض الكبد، والقلب، وتضييق الأوعية الدموية القريبة من القلب مسبّباً بذلك جلطات قلبية تصيب الصغار في العمر والكبار من المدخنين على حد سواء.