-

مراحل تدوين السيرة النبوية

مراحل تدوين السيرة النبوية
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

السيرة النبوية

السيرة النبوية هي كلّ ما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفةٍ خُلقية أو خَلقية، واهتم المسلمون بالسيرة النبوية لأنّها تحتوي على شرح تعاليم الدين الإسلامي بالتفصيل، فبعض التعاليم نزلت في القرآن الكريم دون تفصيل فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وفصّلها وشرحها للمسلمين بالقول أو الفعل أو التقرير وهو السكوت على فعل الصحابة وعدم رفضه أو قبوله، قال تعالى: (وَما يَنْطِقُ عَنِ الهَوَىَ*إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يُوُحَى) [النجم: 3-4]، فمثلاً أمر الله تعالى بالصلاة في القرآن الكريم إلا أنّه لم يرد في القرآن عدد الصلوات والركعات والشروط والواجبات وأوقات الصلوات فجاء الرسول صلى الله عليه وسلم ووضح كلّ ما يخص الصلاة وكيفية تأديتها.

مراحل تدوين السيرة النبوية

مرت عملية تدوين السيرة النبوية بعدة مراحل حتى وصلت إلينا بهذا الشكل، ففي عهده صلى الله عليه وسلم كان الصحابة يحفظون أفعال الرسول وأقواله ويطبقونها في حياتهم لذلك لم يكن هناك حاجة لتدوينها، كما أنّ النبي نهى عن تدوين السنة لكي لا تختلط الأمور على المسلمين ويخلطون بين آيات القرآن الكريم والسنة، لكنه عليه الصلاة والسلام لم يرفض تدوين بعض الصحابة بعض السيرة بعد أن تأكد عليه من رسوخ العقيدة في قلوب المسلمين، ومن الأحاديث الواردة عنه صلى الله عليه وسلم استطاع العلماء الاستدلال على أنّ عملية التدوين بدأت بشكل فعلي في عهد التابعين.

نهاية القرن الأول الهجري

كان التدوين الأول للسنة في نهاية القرن الأول الهجري، فبعد أن انتشر الإسلام وازدادت مساحة الدولة الإسلامية ودخول الكثير من الناس في الإسلام من غير العرب ازداد الخطأ في نقل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك قرر الخليفة الإمام العادل بن عبد العزيز تدوين السُّنة لحفظها من التغيير والافتراء على النبي صلى الله عليه وسلم، فكتب إلى بعض علماء الأمصار وأمرهم بجمع الحديث الشريف بشكلٍ رسمي.

عهد الخليفة أبي جعفر المنصور

كانت المرحلة الثانية من تدوين السنة أيام الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، حيث إنّه طلب من الإمام مالك أن يكتب كتاباً يجمع فيه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فسماه الإمام مالك الموطأ، وتميز الكتاب بتبويب الأحاديث حسب الموضوعات بالإضافة إلى أقوال الصحابة رضي الله عنهم والتابعين.

القرن الثالث الهجري

تميزت هذه المرحلة بتنوع المؤلفات والإبداع فيها، وتم التركيز في الجمع والتصنيف والتدوين على المسانيد وهي (الكتب الحديثية التي تجمع فيها الأحاديث المروية عن كل صحابي على حدة)، والجوامع وهي (الكتب الحديثية التي تحتوي على جميع مواضع الفقه والعقائد والتفسير وغيرها)، والسنن وهي (الكتب الحديثية التي رتبت اعتماداً على الأبواب الفقهية)، كما أفرد علماء هذا القرن السنة عن أقوال الصحابة والتابعين وركزوا على الرواة والروايات.