مراحل قيام الدولة العباسية
تاريخ الحكم الإسلامي
تعتبر الحضارة الإسلامية من الحضارات العريقة التي كان لها أثراً واضحاً على مسار الحضارة البشرية، فنشأت الدولة الإسلامية بعد مدة من بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم برسالة الإسلام، وبعد وفاة نبي الأمة عليه الصلاة والسلام آل الحُكم إلى الخلفاء الراشدين، وبعد وفاة الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه قامت الخلافة الأموية التي استمرّت في حكمها واحداً وتسعين سنة (661م- 750م)، وفي هذه الخلافة كثرت الفتوحات الإسلامية واتسعت الدولة الإسلامية، وبعد ذلك قامت الدولة العباسية وهي ثالث مراحل الحكم الإسلامي، وسنعرّف في هذا المقال بمراحل قيام الخلافة العباسية وكيف انتهت.
مراحل قيام الدولة العباسية
مرحلة التأسيس
شهدت الدولة الأموية في أواخر حكمها الكثير من الفوضى، والنزاعات على الحكم، وحركات الشيعة والخوارج عن الشرعية الإسلامية، فكان آخر خلفاء بني أمية هو الخليفة مروان بن محمد الذي قام بنقل عاصمة الدول الأموية من دمشق إلى مدينة حران وبهذا النقل قامت الثورات على هذا القرار الذي أغضب الكثيرين من بني أمية، فقامت الحركات السرية والتحضير لقيام الدولة العباسية التي بدأت من مدينة الحميمة إحدى مدن بلاد الشام بقيادة أبو العباس السفاح، والذي بدوره قام بالاتصال مع مواليه في الكوفة مثل أبي سلمة الخلال، ومواليه من الفرس في خراسان أبي مسلم الخراساني، فمع وصول الجيوش التي أسّسها أبو مسلم الخرساني إلى الكوفة؛ هاجر أبو العباس وأهله وأنصاره إلى مدينة الكوفة أيضاً، ليبدأ التخطيط وخوض معركة لإنهاء الحكم الأموي بموالاة الفرس الناقمين على خلفاء بن أمية الذين استبعدوهم عن المناصب الإدارية في الدولة الأموية، ففي عام 750م قامت معركة الزاب الكبير التي انتهت بمقتل آخر خلفاء بني أمية، ولم يهدأ العباسيون لذلك فقاموا بقتل جميع أمراء بني أمية، ما عدا عبدالرحمن الداخل الذي قام بتأسيس خلافة أموية من جديد في الأندلس بعيداً عن حكم الدولة العباسية.
مرحلة شباب الدولة العباسية
لم يستمر حكم أبو العباس كثيراً في الكوفة، فتولى الحكم بعد وفاته أبو جعفر المنصور والذي بدوره قام بنقل العاصمة إلى بغداد لتكون أهم المدن في ذلك العهد، فكانت فترة حكم أبي جعفر المنصور فترة القضاء على جميع الثورات والنزاعات في شرعية الحكم، فقام هذا الخليفة بقتل أبي مسلم الخرساني للقضاء على أهمّ رؤوس الفتنة المخالفة للحكم العباسي، وبعد ذلك اهتمّ هذا الخليفة باقتصاد الدولة ونجح بذلك إلى أن تولى الحكم هارون الرشيد.
مرحلة العصر الذهبي
تعتبر هذه المرحلة هي مرحلة النهوض بالدولة العباسية في عهد الخليفة هارون الرشيد أحد أبناء أبو جعفر المنصور، فشهدت فترة حكمه الكثير من الفتوحات الإسلامية واتساع رقعة الدولة العباسية، وتميّز عهد هذا الخليفة بازدهار النهضة العلمية وحركات الترجمة، وتولي البرامكة الكثير من المناصب الإدارية، وبعد وفاة الخليفة تولّى الحكم ابنه الأمين الذي بدوره خان وصية أبيه بتغير ولي العهد من أخيه المأمون إلى ابنه، فقام المأمون بقتل الأمين وتولّي الحكم، فقام بتنصيب الفرس الكثير من المراكز الإدارية، وبعد ذلك جاء عهد المعتصم بالله الذي التفّ حوله الكثير من الترك.
مرحلة الانهيار
انهارت الدولة العباسية في عهد الخليفة المستعصم بالله آخر الخلفاء، حيث في هذه المرحلة بدأت الخلافة العباسية بالضعف؛ نتيجة نقل الخلافة إلى سامراء، وقيام الكثير من الحكام بتأسيس دويلات مستقلة بالحكم كأمثال الدولة الفاطمية، والسامانية، والطولونية، والأخشيدية، والبويهية، والسلجوقية وغيرها، حيث استغل البيزنطيون والمغول تعدد الأمصار للهجوم على أطراف الدولة والسيطرة عليها، فتمكّن المغول من الهجوم على بغداد وحرقها، ومن ثمّ انتقل الحكم العباسي بتلك الفترة إلى القاهرة كمسمى شرفي فقط في ظلّ حكم المماليك، فأدار المماليك البلاد ولكن انهار حكمهم بعد انتصار العثمانيين عليهم في معركة مرج دابق الشهيرة عام 1517، وبذلك انتهت الخلافة العباسية وبدأت الدّولة العثمانية بحكم العرب والمسلمين.