دولة ماليزيا
ماليزيا
يعيش على أرضها أكثر من ثلاثين ألف مليون مواطن، وتقسم البلاد إلى قسمين هما شبه الجزيرة الماليزية وماليزيا الشرقية (بورنيو الماليزية) ويعتبر بحر الصين الجنوبي الحد الفاصل بينهما.
تتأثر دولة ماليزيا بالمناخ المداري، نظراً لموقعها قرب خط الاستواء، وتحيط بها كل من تايلند وإندونيسيا وسنغافورة وسلطنة بروناي، ونظام الحكم فيها يكون ملكياً بالانتخاب، وتقسم ماليزيا إلى ثلاث عشرة ولاية موزعة على ثلاثة أقاليم اتحادية.
عاشت ماليزيا بحلول أواخر القرن العشرين أوج ازدهار اقتصادها وذروته، فشهد تطوراً غير مسبوق به وذلك نظراً لوجود طريق بحري إلى جانبها وهو مضيق ملقا، ويعتبر طريقاً هامّاً في الملاحة الدوليّة.
كما تشكّل التجارة الدولية جزءاً ذا أهمية بالغة في اقتصاد ماليزيا، وتتخّذ الصناعة النصيب الأكبر في القطاعات الاقتصادية الرئيسية فيها، وفي عام 1997م دخلت ماليزيا ضمن مجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية وهي مصر ونيجيريا وباكستان وإيران وإندونيسيا وماليزيا وتركيا وبنغلادش، ومقرها في تركيا، والتي ساعدها ذلك على تحسين دورها كدولة نامية في تحسين مستوى الاقتصاد العالمي، وكما سمحت لها بإقامة علاقات تجارية جديدة في عهدها، بالإضافة إلى توفير حياة كريمة لمواطنيها في المجالات المالية والمصرفية والتنمية الريفية، ومواكبة التطورات التكنولوجية والعلمية، وتحسين قطاعات التنمية الإنسانية والزراعية والطاقة والبيئة والصحة.
الحدود
ذكرنا آنفاً بأن دولة ماليزيا تقسم إلى قسمين هما شبه جزيرة ماليزيا الجنوبية، وماليزيا الشرقية، وفيما يتعلق بحدودهما فإن تايلاند تحد ماليزيا الجنوبية من الجهة الجنوبية، بينما تحدّها سنغافورة من جهة الشمال، أما من الناحية الشرقية فتحدّها جزيرة سومطرة، أما حدود القسم الثاني من البلاد ماليزيا الشرقية فإنها ترتبط مع إندونيسيا وسلطنة بروناي بحدود وتشترك معهما من ناحية الساحل الشمالي.
الجغرافيا
تحتل دولة ماليزيا المرتبة السادسة والستين على مستوى العالم من حيث المساحة، بينما تحتل المرتبة الثالثة والأربعين من حيث التعداد السكاني، فتتساوي من حيث الكثافة السكانية مع كل من السعودية وفنزويلا، ومن حيث المساحة الإجمالية مع النرويج وفيتنام.
أما فيما يتعلق بجغرافيا البلاد، فإنّ السهول الساحلية تمتد على طول سواحل بحر الصين الجنوبي الذي يشطر ماليزيا إلى قسمين، وكما تعّد هذه السهول الساحلية غنيّة بالتضاريس على اختلاف أشكالها من تلال وجبال وغابات كثيفة، ويصل ارتفاع أعلى قممها إلى حوالي أربعة آلاف متر وهو جبل كينابالو في جزيرة بورنيو، وتشهد البلاد رياحاً موسمية من شهر أبريل وحتى شهر أكتوبر وتكون جنوبية غربية، أما في شهر أكتوبر وحتى شهر فبراير فتكون الرياح شمالية شرقية.
السياسة
يعتبر نظام الحكم في ماليزيا ملكياً انتخابياً دستورياً فدرالياً، وتجري الانتخابات الرئاسية كل خمس سنوات، ويدخل في المنافسة السياسية على حكم البلاد سلاطين تسعة ولايات، ويشار إلى أن ماليزيا قد ورثت نظام الحكم هذا عن الاستعمار البريطاني، وتستمد الدولة تشريعاتها من القانون المشترك الإنجليزي.
يقسم البرلمان الماليزي إلى شطرين هما مجلس النواب ومجلس الشيوخ، أي أنه مجلس الشعب ومجلس الأمة، ويتم تعيينهم بالانتخاب من قبل الشعب كل خمس سنوات، ويصل عدد أعضاء مجلس النواب إلى مئتين واثنين وعشرين نائباً، أما مجلس الشيوخ فيصل عددهم إلى سبعين عضواً وتستمر ولايتهم إلى ثلاث سنوات.
التاريخ
لم يكن لماليزيا أي ذكر في التاريخ القديم وذلك حتى حلول عام 1963م، وجاءت نشأتها بعد إعادة تنظيم مالايا البريطانية ضمن اتحاد ملايو، وذلك إثر وجود معارضة على نطاق واسع، وبحلول عام 1948 تمت إعادة تنظيم اتحاد مالايا الفدرالي، ثم تبعتها مرحلة دمج بورنيو الشمالية البريطانية وساراواك وسنغافورة، واتحاد مالايا لتتحد معاً وتشكّل دولة ماليزيا، وحصلت على استقلالها في السادس عشر من شهر سبتمبر من عام 1963م، وتم انفصال سنغافورة على أثر أحداث وتوترات شهدتها البلاد في التاسع من شهر أغسطس من عام 1965م.
الاقتصاد
استغلّت الأيدي العاملة في ماليزيا أشجار المطاط وأشجار زيت النخيل في أغراض تجارية، حتى تصدرّت ماليزيا دور المصدّر الأول للقصدير والمطاط وزيت النخيل بالإضافة إلى بعض المواد الخام، والتي ساهمت بدورها في بلوغ النشاط الاقتصادي الماليزي أوج ازدهاره.
وتمكنت ماليزيا من إحراز قفزة نوعية في المجال الاقتصادي حيث انتقلت من الاعتماد على التعدين والزراعة في اقتصادها إلى التصنيع، فشهدت ازدهاراً فاق جميع النشاطات في مجال الصناعات الثقيلة خلال سنوات قليلة، وتعتبر ماليزيا في وقتنا الحاضر مصدراً للأقراص الصلبة الحاسوبية. ويشار إلى أن الحكومة بذلت مجهوداً عظيماً للارتقاء بالاقتصاد للقضاء على الفقر والبطالة.
السياحة
يحظى القطاع السياحي بأهمية بالغة من قبل الحكومة الماليزية، فبات محط اهتمام حتى سخّرت له كل الإمكانيات لتصبح محط أنظار السياح، فساهمت في نشر مدن الألعاب والملاهي وخاصة ذات الألعاب المائية التي تشهد انتشاراً كبيراً في البلاد، وذلك إثر تأثر البلاد بالجو الحار الذي يسود في البلاد طيلة أيام السنة، وتمتاز السياحة في ماليزيا بأنها غير مكلفة نسبياً، ويتجه الملايين من السياح العرب إلى ماليزيا سنوياً، وقامت بتدشين أول موقع سياحي حول ماليزيا باللغة العربية وأطلقت عليه اسم دليل ماليزيا.
المعالم السياحية
- برجا بيتروناس (Petronas Towers): يعتبر هذان البرجان من أكثر المعالم السياحية شهرة في ماليزيا وكوالالمبور خاصة، ويعتبران برجين توأمين وذلك نظراً لتشابههما في الارتفاع والتصميم وعدد الطوابق، ويصل ارتفاع الأبراج ما يقارب أربعمئة واثنين وخمسين متراً، وتضم ثمانية وثمانين طابقاً فوق الأرض، وخمسة تحت الأرض.
- شارع العرب: اتخذ هذا الشارع اسمه نظراً لكثرة وجود النشاطات المنحدرة من أصول عربية، فتقام به المطاعم والمقاهي والمكاتب السياحية، ويعتبر من أكثر الشوارع أهمية في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
- المعبد الهندي: يعتبر هذا المعبد الهندي (BATU CAVE) رمزاً دينياً للديانة الهندوسية، ويتوافد إليه الهندوس مع حلول أواخر شهر يناير من كل عام لممارسة الطقوس الدينية للاحتفال بعيد التايبوسام، وتتخللّ هذه الطقوس ممارسات دموية كأسياخ في الجسد وكلبشات الحديد المعلقة في الظهر.
- السوق الصيني (China Town): يعّد السوق الصيني من أكثر المعالم إزعاجاً في ماليزيا وذلك لاجتماع عدة عوامل منحته هذه الصفة، لما يشهده من ازدحام ومطر، ويعتبر معلماً هاماً وضرورياً.
- برج كوالالمبور.
- حدائق الحيوانات والطيور والزهور.
- مسجد كوالالمبور الكبير.
الكوارث الطبيعية
حدثت في ماليزيا الكثير من الكوارث الطبيعية ومنها ما يلي:
شهدت منطقة ماليزيا قبل نشأتها وبعد نشأتها منذ عام 1926م خمسة عشر فيضاناً من الفيضانات الكبرى، كان ذلك بسبب ارتفاع متوسط هطول الأمطار الذي يصل إلى أكثر من ألفي مليمتر سنوياً، وبالتزامن مع وجود مئة وتسعة وثمانين من الأحواض المائية زادت فرصة حدوث الفيضانات، وقد باتت تشكل الفيضانات مصدر قلق لماليزيا نظراً لما تشهده من التطور السريع في مجال أحواض الأنهار.
ساهم موقع ماليزيا الكائن بين اثنين من الحدود الرئيسية للصفائح التكنونية، وهي بليت الأسترالية، والأوراسية. بليت الواقعة في غرب شبه الجزيرة الماليزية ولوحة بحر الفلبين، ويشار إلى أن الهزات قد ضربت شرق ماليزيا وكانت قد سجلّت ضحايا وجرحى، ومنها زلازل سومطرة، وجزر إندونيسيا، والفلبين.