موضوع تعبير عن فضل المعلم وواجبنا نحوه
فضل المعلم
إنّ المعلم هو الأب الروحي للطلاب وهو الصديق المرافق لهم والذي يدلهم على طريق العلم والمعرفة غارساً فيهم ثمار العلم وآدابه رافعاً عنهم جهل العلم وعواقبه؛ فالعلم لا يعرف صغيراً أو كبيراً غنياً أو فقراً حاكماً أو محكوماً؛ وكذلك المعلم الذي يعلمه إليه تضرب أكباد الإبل وبه تناط مهمة التربية وتعليم العلم، ويعرفه الصغار كأب لكثرة ما يرونه منه ويتعلمونه منه فهو المؤدِّب قبل كل شيء والذي يعرفه الكبار بمقام العلم والوقار.
المعلم هو الذي يرفع رداء الجهالة عن الناس وينير لهم الطريق فهو مصباح العلم الذي يقودهم إلى المعرفة التي تحيط بهم لتصد عنهم كل تحديات العصر من الشبهات الخطيرة والفتن الأمية وتمنحهم القوة الكافية للتغلب على كل ما يعيق تقدمهم ونجاحهم، فالعلم هو خط الدفاع الأول في التغلب على الأفكار الشاذة ومحاربة الجهل وما قد ينتج عنه من ضياع للأمة.
إن فضل المعلم على المتعلم كفضل الرسل على سائر الناس فبذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم كيف لا وهو الذي يميط رداء الجهل عن البصيرة ويفسح للنور فيرى به كل طالبٍ ما لم يكن يراه ليعينه على مشقة الحياة ومواجهة الأمواج العاتية التي قد تواجهه من الجهل الكبير وبذلك يطهر العالم من الجاهل فالمعلم حريصٌ على توعية الطلاب لمواجهة كل ما يؤدي إلى ضياع الأمة وهلاكها فما كان للأم السابقة من سبب لضياعها إلا بعدهم عن العلم والتعلم والتصاق صفة الجهل فيهم.
مكانة المعلم
إن المعلم الصادق هو الذي يبث في طلابه الطريق الواضح للنهوض بالأمة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وأخلاقياً وهو أهم جانبٍ يقوم به المعلم وينميه لذا فإن مفهوم الأخلاق القيم والأدب مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً لا ينفك عن العلم فهو مراده ومبتغاه.
يا لأجر المعلم وفضله لما يقوم به من عمل عظيم ذي شرفٍ ومكانة بل أنهم أشد الناس خشيةً لله كما قال عنهم ربنا في كتابه العزيز لذا وجب علينا الاستفادة من علمهم فهم علينا حجة ووجب علينا نشره بعد تعلمه، لذا تنبّه العالم إلى فضل المعلم وأثره في الحياة فقد أصبح محط اهتمام الدول المتقدمة والتي تطمح في رفع المعلم والاهتمام به مما يدفعه إلى الاهتمام بعمله أكثر والاهتمام بتعليم الطلاب وتنشئتهم تنشئة سليمة حيث إنّ صلاح المعلم يقود إلى صلاح الطلاب والمجتمع كله.
واجبنا تجاه المعلم
أما واجبنا تجاه المعلم فله عدة محاور فعلى صعيد الطلاب الذين يتعاملون مع المعلم فقد وجب عليه احترام المعلم وتقديره فهو الأب الروحي لهم وهو من يرشدهم للأدب قبل العلم ويميط أذى الجهالة عنهم ويساعدهم على تخطي العقبات ويجب أن يكون هذا الاحترام نابعاً من قلوبهم لكي يكون تعلمهم خالصاً لله كما ينبغي أن يستجيبوا لكل ما يأمرهم به المعلم فهو مدلولهم للخير ومرشدهم للحق ومصباحهم الذي لا يكل عن الإضاءة لهم في طريق الظلمة والجهل فهو الذي يسعى إلى تغيير المستقبل وتحسينه لكي يصل بهم إلى حالة من الإبداع المعرفي الذاتي التي تسمح للطالب بالانطلاق بعد أن تغذى على العلم وشبع من معلمه.
أما عن محور الآباء وواجبهم تجاه المعلم فيتمثل في الإصغاء للمعلم وتعي دوره والثناء عليه ومعرفة كل ما يدور في خلد المعلم من من ملاحظات حول أبنائه لكي يعمل بها ولا يتركها هملاً لكي يقوم بتصحيح المسار العلمي والعملي ومساندة المعلم من المنزل للوصول إلى مرحلة الانتهاء من كافة المشاكل والعقبات التي قد يواجهها الطالب.
إن للموسسات التعليمية دوراً فعالاً تجاه المعلم فمن مسؤولياتهم حفظ حقوق المعلمين والدفاع عنهم في وجه من يسعى إلى تشويه سمعتهم والتقليل من شأنهم أو حرمانهم من حقوقهم والسعي ورائهم والتدخل في مجال عملهم لذا فإن هذه المؤسسة من شأنها الذب عن المعلم والحفاظ عليه لرفع كفاءة التعليم والحفاظ عليها من المشوّهين.
تقوم المؤسسات التعليمية بتكريم المعلمين في المحافل التعليمية والمهرجانات العلمية وذلك من خلال تعزيز يوم المعلم والاستفادة منه في ترسيخ مفهوم العلم والمعلم وواجب الطلاب تجاه المعلم وإيضاح الجهود المبذولة من قبل المعلمين في رفع كفاءة التعليم وإنتاجيتها مما يؤدي إلى إنشاء مجتمعٍ سوي قادر على النهوض على كافة المستويات.
حقوق الطلاب على المعلم
يجب على المعلم أن يكون عادلاً رحيماً وحكيماً في تعمله مع طلابه لا يظلمهم ولا يظلم أحداً على آخر فهو القدوة الحسنة لهم ويجب أن يراعي الفروق الطلابية وأن يدرك مواطن التفوق الأسرع وينميها وكذلك إدراك ظروف الطلاب الاجتماعية والنفسية وأن يوليها الاهتمام الكامل.
مع نهاية كل ما أسلفنا فإن هذا المعلم العظيم يستحق منا كل الاحترام والتقدير والثناء على جهوده التي قدمها في تعليم الطلاب وتأديبهم وإنارة الطريق أمامهم لصعود سلم التطور والنجاة لذا فقد وجب علينا السعي لكي نرد بعض الجميل لهم على ما قدموه وأن نشكرهم أما الجميع دون استحياء وخجل وأن نرفع من شأنه أمام الجميع وخصوصاً الأبناء، فالمعلمون هم نبراس هذه الأمة وقادتها وقيمة الحياة وزهرتها فهم نواة التأسيس للعالم المثقف وعامود المجتمع الذي يشع بالعلم والثقافة وهو الذي يقود المجتمع إلى شاطئ البر والأمان لكي لا يغرقوا في ظلمات البحر ولم يغفل الشعراء والأدباء عن وصف المعلميين ومدحهم فهذا شوقي أخذ يمدحهم بأجمل من خرج من قريحته وأصبحت أبياته أطروبةً للطلاب يرددونها في كل حين لكي يعلم كل واحد منهم أن فضل المعلم على سائر الخلق كفضل الرسل على سائر الناس.