-

موضوع تعبير عن المولد النبوي الشريف

موضوع تعبير عن المولد النبوي الشريف
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

عيد المولد النبوي الشريف

قال الشاعر أحمد شوقي:

وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ

الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ

وُلد سيد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين في يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل، حيث أضاء بحسنه مكة المكرمة التي ولد فيها فكان بشرى لأمه آمنة بنت وهب، وخير خلف لأبيه الهاشمي المتوفى عبد الله بن عبد المطلب ومصدر فخر وسرور لجدّه عبد المطّلب الذي تبنّاه بعد وفاة أمه، ثم ولّى أمره لعمه أبي طالب من بعده.

يترقب المسلمون يوم ميلاد سيدهم المصطفى؛ فتتعدّد مظاهر السعادة والبهجة في الدول العربية والإسلامية عند حلوله، رغم أنّه ليس من أعياد المسلمين المُشرّعة؛ إلا أنّ رغبة لا تبارح قلوبهم في تعظيم هذا اليوم الذي جاء فيه حامل نبراس الهدى للبشرية، ومبدد ظلمة الشرك فيها يدفعهم للفرح بهذا اليوم والابتهاج فيه، وكأنّ الشوارع تزدان في ذكرى ميلاد الحبيب، فتفتوح روائح البخور والطِّيب من بعض البيوت، وتُعقد حلقات الذكر في المساجد، فيما تعلو بعض الترنيمات التي تحاكي الروح والفؤاد بالمدائح النبوّية العذبة، وتُنصبُ الخيام التي تعجُّ بأصناف الحلويات والسكاكر، ويُرى الخلق متزاورين حاملين أصنافاً شتى منها كلٌ وفقاً لعاداته وتقاليده المتعارف عليها، فهذا (المشبّك) ببهجة ألوانه وحلاوة طعمه يبهج الناظر ويسرُّ الآكِل، وتلك الرشتة والسمسمية اللتان يتبعهما احتساء كأس من الشاي ليلاً على نور الشموع وسط جلسة من الأهل والأصدقاء لا يحلو اليوم إلا بهما، وأصناف عديدة أخرى تتنوّع وتتلوّن باختلاف البلدان وطبائع الناس فيها.

وفي هذا اليوم العظيم يُستحسن الذكر، والإكثار من الصلاة على الشفيع لنيل شفاعته يوم الدين، كما يجب أن تُستغل هذه الذكرى بكل ما هو مفيد من عمل الخير على اختلافه فتقدّم الصدقات وتُستذكر الأحاديث النبوية الشريفة والسنن، ويُجمع الأطفال على فيضٍ من المواقف النبويّة السمحة ليتعرفوا على نبيِّهم وهادي أمتهم أكثر، ويتلمَّسون حلاوة أخلاقه بقلوبهم، ويتمثلون بطباعه الزكيّة في معاملاتهم؛ فلا ينقطعون عنه وعن سِيره، ولا يُغيَّبون عن محاسنه ومناقبه.

فلنجعل شوقنا للصادق الأمين متجدداً لا يخبو، دافعاً لنا لعمل الخير واستحضار الرقابة الإلهية والنبوية لنا كما قال الله في عزيز كتابه (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)، ولنعتصم بحبل الله وسنة رسوله لئلا نضل أبداً، ولنلحق بمراكب الغانمين بشفاعته وحلاوة جواره يوم الدين.