موضوع تعبير عن قيمة العمل
العمل، من المتطلّبات الأساسيّة والضرورية في الحياة، وقيمته ليست مجرّد الحصول على الدخل المادي لسدّ رمق العيش، وإنما في قيمته المعنوية، فهو يُشكّل كيان الإنسان ويعطيه هدفاً سامياً لوجوده في الحياة، فقيمة العمل تمنح الشّخص مهابةً واحتراماً في قلوب الآخرين، لأن الشخص الذي يأكل من عمل يده وعرق جبينه ينال احترام الناس وتقديرهم.
العمل عبادة، وليس مجرّد مصدر رزق، فبالإضافة إلى قيمة العمل الماديّة والمعنوية فإنّه يعدّ باباً من أبواب الأجر والحسنات، فالسعي في طلب الرزق للصرف على الأبناء والأهل فيه الكثير من الأجر، وقد دعانا ديننا الحنيف للسعي في طلب الرزق من خلال العمل الشريف وغير الآثم، واكتساب حرفةٍ من أجل كسب العيش، لأن اليد العليا التي تعمل وتبني خيرٌ من اليد السفلى التي تأخذ من الآخرين.
في الوقت الحاضر، وتعظيماً لقيمة العمل والعمال، أصبحت في جميع دول العالم وزارات تُعنى بشؤون العمل، كما أصبح يومٌ عالمي يحتفل فيه العالم بالعمال، فقيمة العامل من قيمة العمل الذي يقوم به مهما كان صغيراً، ففي المجتمع الذي نعيش فيه نحتاج إلى العمل والعمال الذين يحملون جميع التخصصات والحرف كي تستمر الحياة دون صعوبة، وتصبح سهلةً على الناس.
قيمة العمل أكبر من أن يتم حصرها في جانبٍ واحدٍ أو جانبين، لأن العمل هو الشيء السامي الجميل الذي يجعل للحياة معنى، والدليل على أن العمل ليس مجرد مصدر للرزق؛ فقد كان لكل نبيٍ من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام جميعاً عمل يقوم به، ما بين التجارة ورعي الأغنام والحدادة والنجارة، والله سبحانه وتعالى قادرٌ على أن يسوق الرزق لعباده دون تعبٍ منهم، لكن جعل العمل والسعي هو سنة الكون والحياة، لأن قيمة العمل لا يعلمها إلا من كان محروماً منها.
من أروع القيم التي يمنحها العمل لصاحبهؤأنه يملأ ذلك الفراغ النفسي الكبير، والشعور باليأس والإحباط والاكتئاب، ويجعل الشخص متفائلاً وإيجابياً، لذلك نلاحظ أن الاكتئاب النفسي والانتحار منتشرٌ بين فئة العاطلين عن العمل، لأنهم يعانون من فراغٍ مخيفٍ، وشعور باللاجدوى من حياتهم.
كي لا نحرم أنفسنا من قيمة العمل، علينا جميعاً أن نحرص على اكتساب حرفةٍ ما، أو السعي للحصول على عملٍ يناسب ما نتطلع إليه في الحياة، وأن نبذل قصارى جهدنا كي نطور الأعمال التي نقوم بها ونتقنها، لأن الله سبحانه وتعالى يحب عبده الذي يقوم بالعمل ويتقن صنعه، وليس مجرّد أن يقوم به بشكلٍ شكلي وغير متقن.
مهما تنوعت الأعمال التي نمارسها، سواء كانت إدارية أو فنية أو حتى بسيطة تبقى للعمل قيمته التي لا تذهب أبداً ولا تزول؛ لأنّ العمل أساس تقدم الشعوب ورفاهيتها، وأساس اعتمادها على نفسها في كل شيء.