موضوع عن صلاة العيد
تعريف العيد
يشتمل مصطلح العيد على تعريفين هما:[1][2]
- العيد في اللّغة: وهو إعادة الامر أكثر من مرّة، وتكراره، مشتقٌّ من العَود، وهو جمع كلمة عادة، وجمع عيدٍ أعياد، وهو أيضاً اليوم الذي يُحتفل فيه بمناسبة ذكرى أو حادثةٍ معيّنة.
- العيد في الاصطلاح: هو العيد الذي يكون يومان في السّنة للمسلمين، فاليوم الأوّل هو يوم الفطر من رمضان، ويكون في الأوّل من شوّال، والثّاني هو يوم الأضحى، ويكون في العاشر من ذي الحجّة.
صلاة العيد
يؤدّي المسلمون في عيد الفطر وعيد الأضحى صلاةً تسمّى بصلاة العيد، ولهذه الصّلاة صفةٌ، وحُكمٌ، ووقتٌ، وحكمةٌ من تشريعها، وفيما يأتي بيانها:
حكم ووقت صلاة العيد
صلاة العيد سنّةٌ مؤكدّة، حيث كان يفعلها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- باستمرار، ويحين وقتها عقب طلوع الشّمس بحوالي ربع ساعةٍ تقريباً، وينتهي وقتها بدخول وقت الظهر عند زوال الشّمس عن كبد السّماء، ومن السّنة أن تكون صلاة عيد الأضحى مبكّرة حتّى يسهل على المسلمين ذبح الأضاحي، ويكون لهم متّسعٌّ من الوقت، أمّا في وقت عيد الفطر فمن السّنة أن تكون الصّلاة متأخّرة حتّى يكون للمسلمين مزيداً من الوقت لإخراج زكاة الفطر.[3]
كيفيّة تأدية صلاة العيد
صلاة العيد عبارة عن ركعتين من غير قصرٍ يؤمّ بهما الإمام المسلمين، ولهذه الصّلاة صفةٌ خاصّةٌ، وهي كالآتي:[4][5] يبدأ الإمام بصلاة ركعتين ولا يسبقهما أذانٌ ولا إقامة، فيبدأ رافعاً يديه مكبّراً تكبيرة الإحرام، ثمّ يقوم للرّكعة الأولى ويكبّر سبع تكبيرات، بعدها يقرأ سورة الفاتحة، ثمّ سورة ق، ثمّ يقوم للرّكعة الثّانية، ويكبّر خمس تكبيراتٍ بعد قيامه، ثم يقرأ سورة الفاتحة، ثمّ يقرأ سورة القمر؛ وذلك اقتداءً بسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحتى يداوم المسلمين عليها، ويجوز قراءة سورتي الأعلى والغاشية، وذلك لما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قرأهما، ثمّ يكمل الصلاة كباقي الصلوات، بعد التّسليم يقوم الإمام بإلقاء خطبةٍ واحدةٍ للمسلمين، يبدؤها بحمد الله -تعالى- والثّناء عليه، يحدّث النّاس فيها عن الأمور التي تنفعهم في الدنيا والآخرة، ويحثّهم على العمل الصالح الذي يُرضي الله تعالى، ويكون فيها شيءٌ خاصٌّ موجّهٌ للنساء إن رغب الإمام؛ وذلك لوعظهنّ وإرشادهنّ، وفي خطبة صلاة عيد الأضحى يرغّب الإمام المسلمين في ذبح الأضاحي، مع بيان ما تشتمل عليه من الأحكام.
الحكمة من مشروعيّة صلاة العيد
تتجلّى الحكمة من تشريع الله -تعالى- صلاة العيد في الإسلام في عدّة أمور، منها:[6]
- الدّلالة على شعائر الإسلام: والتنبيه والتأكيد عليها، فصلاة العيد شعيرةٌ من الشّعائر الأكثر أهمية، واجتماع المسلمين فيها يكون أكثر من اجتماعهم لصلاة الجمعة، نظراً لكثرة عددهم، وخروج النّساء، والصبيان، والرجال إليها.
- إظهار قوّة المسلمين: وكثرتهم، فيستحب في الذهاب لصلاة العيد أن يخالف المسلمون الطريق ذهاباً وإياباً، ليعلم ويرى أهل الطريقين قوة شوكة المسلمين.
- شكر الله -تعالى- على ما أنعم على المسلمين بالنعم العظيمة: ومن أدائهم العبادات، فيشكرونه في عيد الفطر على أن يسّر لهم صيام شهر رمضان المبارك، وإتمامه بالأعمال الصالحة، ويشكرونه في عيد الأضحى على أن يسّر لهم القيام بأداء فريضة الحجّ.
آداب العيد وسننه
إن للعيد آدابٌ حثّ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن السنة أن يقوم بها المسلمون، ومن هذه الآداب:[7]
- القيام بالتكبير في يوم العيد، فهذه من أعظم السّنن في ذلك اليوم؛ وذلك لإحياء عظمة الله -تعالى- في قلوب المسلمين، والإقبال على طاعته، قال تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)،[8] وحسب رأي جمهور العلماء أنّ وقت التّكبير في عيد الفطر يكون من حين الخروج إلى الصلاة حتى يبدأ الإمام بالخُطبة، في حين يكون التّكبير في عيد الأضحى من صباح يوم عرفة إلى وقت عصر آخر أيام التشريق، وصيغ التكبير متعدّدة منها:
- تأدية صلاة العيد قبل سماع الخطبة وإلقائها، ودلالة ذلك ما ورد في الحديث الشّريف الآتي: (أنَّ النبي صلى اللَّه عليه وسلم، وأبا بكرٍ، وعمر، كانوا يُصلُّون العيدين قبل الخُطبة)[9]، كما إنّ تأدية الصلاة يكون من غير إتباعها بسنّةٍ قبليةٍ أو بعديةٍ.
- قيام المسلم بمعايدة أهله وإخوانه وأصدقائه، وتهنئتهم بقدوم العيد، وإدخال السّرور على قلوبهم وفق ما أمر الله -تعالى- به.
- الاستمتاع بتناول الطعام والشراب يوم العيد دون الإسراف في ذلك، ومن الاستحباب أن يأكل المسلم قبل ذهابه إلى صلاة عيد الفطر.
- قيام الإمام بتخيير المسلمين بعد انتهائهم من الصّلاة بحضور الخطبة، أو الانصراف والذهاب.
- الاغتسال في يوم العيد، والحرص على الرائحة الجميلة بالتطيب.
- التكبير شفعاً وذلك بترديد: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد".
- التكبير وتراً وذلك بترديد: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد".
- التكبير وتراً في المرة الأولى ثمّ شفعاً وذلك بترديد: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد".
- التكبير شفعاً في المرّة الأولى ثمّ وتراً وذلك بترديد: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد".
الحكمة من مشروعيّة العيد
إن من رحمة الله -تعالى- بأمّته ومن عظيم نعمه عليهم أن شرع لهم في دنياهم الشعور بالفرح والسعادة في عيدين هما؛ عيد الفطر، وعيد الأضحى، فأمّا عيد الفطر فهو يأتي عقب صيام شهر رمضان المبارك المفروض على كل مسلمٍ ومسلمةٍ، فعقب انتهائهم من الصّيام يكون عيد الفطر كهديةٍ وجائزةٍ من الله -تعالى- لهم على حُسن صيامهم، وقيامهم، وعملهم الصالح في رمضان، ويؤدّون صلاة العيد، ويخرجون زكاة الفطر رجوعاً إلى الله تعالى، وشكراً له على ذلك، أمّا عيد الأضحى فهو يأتي عند إتمام الحجّ وقت إدراك الوقوف بعرفة، فهذا يومٌ من أكثر أيّام السّنة التي تُعتق فيه الرّقاب من النّار، وتُغفر فيه الذّنوب، لذلك كان في اليوم الذي يلي يوم عرفة عيد الأضحى.[6]
المراجع
- ↑ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية (1404هـ-1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الاولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 114، جزء 31. بتصرّف.
- ↑
- ↑ الشيخ صلاح الدق (16-7-2015)، "حكم صلاة العيد ووقتها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "صفة صلاة العيد"، www.islamqa.net، 2006-10-20، اطّلع عليه بتاريخ 2-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "حكمة مشروعيّة صلاة العيد"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2-6-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "الحِكمةُ من تشريعِ العِيدينِ"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-6-2019. بتصرّف.
- ↑ د.احمد عرفة، "آداب العيد في الإسلام"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-6-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 158.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 888، صحيح.