أعراض الإصابة بفيروس C
التهاب الكبد الوبائي
يُعتبر مرض التهاب الكبد الوبائي C من الأمراض الفيروسية التي تنتقل عن طريق الدم، وتُصيب خلايا الكبد بشكل أساسي، فتؤثر في الوظائف الحيوية للكبد، ويجدر التنويه إلى أنّ هنالك عدداً من الأبحاث الحديثة التي أشارت إلى إمكانية تأثير هذا الفيروس في عدد من مناطق الجسم الأخرى غير الكبد، مثل: الجهاز الليمفاوي، والجهاز الهضمي، وجهاز المناعة، والدماغ.[1]
وقد قُسِّمت مراحل عدوى التهاب الكبد الوبائي C إلى مرحلتين: المرحلة الأولى هي مرحلة العدوى الحادة (بالإنجليزية: Acute Infection)؛ والتي عادةً ما تكون خلال الأشهر الستّ الأولى من العدوى، وتجدر الإشارة إلى أنّ حوالي 20% من المصابين في هذه المرحلة سيتعافون بشكل طبيعي خلال الأشهر الستّ الأولى دون تدخل علاجي، أمّا النسبة المتبقية والتي تُقدّر بـ 80% فإنّهم سيصلون للمرحلة الثانية من العدوى؛ وهي مرحلة العدوى المزمنة (بالإنجليزية: Chronic Infection) أي العدوى طويلة الأمد، وبحسب الإحصائيات وُجد أنّ هنالك 150 مليون شخص مُصاب بالتهاب الكبد الوبائي المزمن حول العالم.[1]
أعراض الإصابة بفيروس C
أعراض العدوى الحادة
في مرحلة العدوى الحادة لا تظهر على المصاب أي أعراض أو علامات واضحة، إذ تُقدر نسبة المصابين الذين لا تظهر عليهم أي أعراض في المرحلة الحادة بحوالي 70-80%، وفي حالة ظهور الأعراض فإنّها تتراوح ما بين الأعراض الخفيفة إلى الشديدة من حالة لأخرى، ومن هذه الأعراض نذكر ما يلي:[2]
- فقدان في الشهية للطعام.
- الإصابة بالحمى.
- الإعياء والتعب والإرهاق.
- الشعور بآلام في المفاصل.
- التحول في لون البول من اللون الطبيعي إلى اللون الداكن.
- اليرقان أو ما يعرف بالصفار (بالإنجليزية: Jaundice)
أعراض العدوى المزمنة
تكمن المشكلة هنا في أنّ الأشخاص الذين قد تطوّرت العدوى لديهم إلى النوع المزمن لا تظهر عليهم أي أعراض مرضية إلّا بعد مرور عدة سنوات من تعرّضهم للفيروس ووصول الكبد إلى درجات شديدة من التلف، فقد وُجد أنّ حوالي 10-20% من المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي C المزمن يصابون بتشمع الكبد (بالإنجليزية: Liver Cirrhosis) الذي يتمثل بحدوث تلف شديد ودائم في الكبد لا يمكن إصلاحه، وتجدر الإشارة إلى أنّ تشمع الكبد يتسبّب بظهور العديد من الأعراض والمضاعفات الصحية على المصاب، ومنها:[2]
- زيادة حجم البطن نتيجة لتجمّع السوائل فيه.
- تجمع السوائل في الساقين أو الكاحلين أو اليدين.
- انتفاخ الأوعية الدموية في المريء والمعدة؛ ممّا قد يُعرّض الشخص للنزيف الداخلي.
طرق الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي C
ينتقل الفيروس المسبب لالتهاب الكبد الوبائي C عن طريق اتصال دموي بين شخص مصاب بفيروس C وشخص غير مصاب، ويكون انتقال الدم الملوث بعدة طرق، منها:[3]
- استخدام شفرات حلاقة أو فرشاة أسنان وأدوات عناية شخصية يوجد عليها دم شخص مصاب بفيروس C.
- ولادة طفل أمه كانت مصابة بفيروس C في فترة الحمل به.
- الخضوع لعملية زراعة عضو أو نقل دم ملوث بفيروس C.
- استعمال الإبر الملوثة بدم مصاب بالتهاب الكبد الوبائي.
الوقاية من التهاب الكبد الوبائي C
في الحقيقة لا يتوفّر أي لقاح أو مطعوم للوقاية من التهاب الكبد الوبائي C، ولكن يمكن الوقاية من الإصابة بعدوى التهاب الكبد الوبائي C من خلال تقليل خطورة التعرض للفيروس، وفي الأخص في أماكن الرعاية الصحية، وهنالك بعض النصائح التي قد تساعد على الوقاية من الإصابة بالمرض، ومنها:[4]
- القيام باختبار للدم المُتبرع به والتأكد من خلوه من فيروس C.
- التخلص من الأدوات الحادة كالإبر والأدوات الطبية المُلوثة بالدم بالطرق المناسبة.
- المُحافظة على تنظيف اليدين ولبس القفازات للعاملين في المجالات الجراحية والطبية وتدريبهم على استخدام أسس السلامة الصحية.
- الاستخدام الآمن ومراعاة طرق السلامة عند إعطاء الحُقن أو سحب الدم.
تشخيص التهاب الكبد الوبائي
هنالك بعض الأشخاص الذين يجدر بهم الخضوع لفحوصات التحري الطبية للكشف عن احتمالية إصابتهم أو عدمها بفيروس التهاب الكبد الوبائي C حتى إذا لم يشعروا بأي من أعراض للمرض، وهم: مواليد ما بين عامي 1945-1965، وأيضاً من أجرى عمليات نقل دم أو زرع عضو قبل يوليو 1992، ومن تلقى دماً من شخص ثبت لديه لاحقاً الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي C، والمعرضون للتعامل مع إبر المصابين بفيروس الكبد الوبائي C وخاصة أولئك الذين يعملون في مجالات الرعاية الصحية، والأطفال الذين وُلدوا وأمهاتهم مصابات بفيروس التهاب الكبد الوبائي C، ومتعاطو المخدرات أو من يتلقون الأدوية باستخدام الإبر، وفي حالات عديدة من الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي C تكون العدوى من دون أعراض ظاهرة وأكيدة تدل على الأصابة، فيلجأ الطبيب للفحوصات المخبرية للتأكد من إن كان الشخص مصاباً أم لا، ومن الفحوصات المتبعة في الكشف عن الفيروس نذكر ما يلي:[5]
- فحص الأجسام المضادة لـفيروس التهاب الكبد الوبائي C: (بالإنجليزية: Anti-HCV antibodies) هو فحص يكشف عن وجود الأجسام المضادة لفيروس C في الجسم؛ وهي بروتينات ينتجها الجسم عند الإصابة بالفيروس، وعادة ما تظهر هذه الأجسام المضادة في الجسم بعد 12 أسبوعاً من التعرّض لفيروس C، وتدل نتيجة الفحص الإيجابية على احتمالية الإصابة بالمرض حالياً أو في وقت سابق من حياة الشخص، بينما تشير النتيجة السلبية إلى أنّ الشخص غير مصاب أو لم يمضِ على تعرّضه للفيروس فترة كافية لظهور الأجسام المضادة في الدم.
- فحص الحمض النووي الريبوزي الفيروسي: (بالإنجليزية: Viral RNA test) إذا كانت نتيجة فحص الأجسام المضادة إيجابية ينبغي إجراء فحص آخر يُعرف بفحص الحمض النووي الريبوزي الفيروسي للتأكد من التشخيص؛ إذ يقيس هذا الفحص كمية المادة الوراثية للفيروس في الدم، فيُعطي صورة عن كمية الفيروس في الجسم، وبذلك فإنّ النتيجة الإيجابية تؤكد الإصابة بفيروس C بينما تؤكد النتيجة السلبية أنّ الشخص غير مصاب.
- فحص اختبارات وظائف الكبد: هو فحص يقيس مستوى الإنزيمات والبروتينات في الدم والتي عادة ما يحتاج ارتفاع مستواهم في الدم إلى مدة تتراوح بين 7-8 أسابيع، فعندما يتضرر الكبد، تتسرب الإنزيمات إلى مجرى الدم، لكن يجدر الإشارة أنّه في بعض الحالات يمكن أن يكون لدى المصاب مستويات إنزيمية طبيعية بالرغم من إصابته بالتهاب الكبد الوبائي C، و يُعطي هذا الفحص الطبيب إشارة عن مدى كفاءة عمل الكبد، ويساعده على تحديد العلاج المناسب لكل حالة.
- فحوصات أخرى: تُجرى هذه الفحوصات الإضافية في العادة بعد التأكد من أنّ الشخص مصاب بالفعل بفيروس C، وتهدف للحصول على معلومات إضافية حول حالة المصاب، ومن الأمثلة على هذه الفحوصات: إختبار النمط الجيني (بالإنجليزية: Genotype)، وفحوصات الأشعة فوق الصوتية، وخزعة الكبد، وفحص الرنين المغناطيسي، وغيرها.
المراجع
- ^ أ ب ت "About the hepatitis C virus", www.hepctrust.org.uk, Retrieved 21-1-2019. Edited.
- ^ أ ب "Everything You Need to Know About Hepatitis C: Causes, Diagnosis, Symptoms, Treatment, and More", www.everydayhealth.com,25-5-2018، Retrieved 21-1-2019. Edited.
- ↑ "Everything You Want to Know About Hepatitis C", www.healthline.com, Retrieved 21-1-2019. Edited.
- ↑ "Hepatitis C"، www.who.int، 18-7-2018، Retrieved 21-1-2019. Edited.
- ↑ "Diagnostic Tests for the Hepatitis C Virus"، www.webmd.com، 11-12-2018، Retrieved 21-1-2019. Edited.