أعراض مرض شبكية العين
العين
تأخذ العين شكل كرة مستديرة، ذات انتفاخ طفيف في المقدمة، وتتكون من ثلاث طبقات رئيسية وهي: الطبقة الخارجية المكونة من غشاء أبيض غير شفاف يُسمى بالصلبة أو بياض العين (بالإنجليزية: Sclera)، ويحتوي على قرنية العين في الجزء الأمامي منه. وتُعرف الطبقة الوسطى باسم المشيمية (بالإنجليزية: Choroid)، وتضم في الجزء الأمامي منها القزحية؛ وهي الجزء الملون من العين وتحتوي على ثقب دائري أو فتحة تسمى بالبؤبؤ. أما الطبقة الداخلية من العين فتُعرف بالشبكية (بالإنجليزية: Retina) وتشكل ثلثي كرة العين من الخلف، وتحتوي الشبكية على خلايا عصبية مهمتها نقل المعلومات المرئية وإرسالها إلى الدماغ لتمييز صور الأشياء.[1]
أعراض مرض شبكية العين
بشكل عام يمكن القول بأنّ أمراض الشبكية تتشابه بعض الشيء فيما بينها بالأعراض التي تسبّبها، فأغلب أمراض الشبكية قد تتسبّب بمعاناة المصاب من تشوّش في النظر، ومشاكل في الرؤية الجانبية، ورؤية بقع صغيرة عائمة في مجال النظر. وفيما يلي بيان لمجموعة من أبرز أمراض شبكية العين، وتفصيل للأعراض المصاحبة لكل منها:[2]
انفصال الشبكية
يُعدّ انفصال الشبكية (بالإنجليزية: Retinal detachment) حالة طبية طارئة تستدعي مراجعة الطبيب على الفور، إذ إنّ استمرار الانفصال دون تلقي العلاج يزيد من خطر فقدان البصر الدائم في العين المصابة. ويحدث انفصال الشبكية نتيجة ابتعاد طبقة الأنسجة الرقيقة المكونة للشبكية عن موقعها الطبيعي، مما يتسبب بانفصال خلايا الشبكية عن طبقة الأوعية الدموية التي تزودها بالأكسجين والمواد الغذائية. ويزداد خطر الإصابة بانفصال الشبكية مع التقدم في السن خاصة بعد الخمسين من العمر، وفي حال وجود تاريخ عائلي من انفصال الشبكية، وفي حالات الإصابة بقصر النظر الشديد (بالإنجليزية: Myopia)، أو الخضوع لجراحة في العين سابقاً، أو الإصابة بمرض أو اضطراب شديد في العين سابقاً مثل التهابُ العنبِيَّة (بالإنجليزية: Uveitis). وتجدر الإشارة إلى أنّ انفصال الشبكية بحدّ ذاته لا يتسبّب بالشعور بالألم، إلا أنّ هناك العديد من العلامات التحذيرية التي تظهر عادة قبل حدوث انفصال الشبكية، ومن هذه العلامات:[3]
- رؤية بقع صغيرة تتحرك في مجال النظر.
- رؤية ومضات ضوء في عينٍ واحدة أو في كلتا العينين.
- عدم وضوح الرؤية، وتدني دقة الرؤية الجانبية أو الطرفية بشكل تدريجي.
- رؤية ظل يشبه الستار في مجال الرؤية.
اعتلال الشبكية السكري
يمكن أن يتسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم بتلف الأوعية الدموية في شبكية العين، في حالة تُعرف باعتلال الشبكية السكري (بالإنجليزية: Diabetic retinopathy). ويُقسم اعتلال الشبكية السكري إلى مرحلتين أساسيين وهما: اعتلال الشبكية السكري غير التكاثري (بالإنجليزية: non-Proliferative diabetic retinopathy) الذي يمثل المرحلة الأولى من اعتلال الشبكية السكري، والذي يصيب عدداً كبيراً من مرضى السكري، واعتلال الشبكية السكري التكاثري (بالإنجليزية: Proliferative diabetic retinopathy) الذي يُعدّ المرحلة الثانية والأكثر تقدماً من اعتلال الشبكية السكري. وتبدأ المرحلة الأولى في العادة نتيجة تسرب الدم من الأوعية الدموية الصغيرة ممّا يؤدي إلى انتفاخ الشبكية، كما يمكن أن تنتج عن انسداد الأوعية الدموية في شبكية العين مما يعيق وصول الدم إلى خلايا الشبكية. أما المرحلة الثانية والمتقدمة من اعتلال شبكية العين السكري فتبدأ حالما تتكوّن أوعية دموية جديدة هشة ورقيقة في شبكية العين، ونظراً لرقة هذه الأوعية الجديدة وهشاشتها فإنّها قد تنزف بسهولة داخل السائل الزجاجي للعين مسببة رؤية بقع عائمة مظلمة إذا كان النزيف قليلاً أو قد تتسبب بحجب الرؤية بالكامل إذا كان النزيف شديداً. وقد تتسبب هذه الأوعية الدموية الجديدة بتشكّل نسيج ندبي يمكن أن يؤدي إلى انفصال الشبكية. وممّا ينبغي التنبيه إليه أنّ اعتلال الشبكية السكري قد لا يكون مصحوباً بأعراض واضحة في المراحل الأولى للمرض، إلا أنّ الأعراض قد تظهر مع تفاقم اعتلال الشبكية السكري ومن هذه الأعراض ما يلي:[4]
- رؤية عدد متزايد من بقع العائمة المظلمة في مجال النظر.
- ضبابية الرؤية.
- تغير الرؤية في بعض الأحيان من رؤية ضبابية إلى رؤية واضحة.
- رؤية مناطق فارغة أو مظلمة في مجال النظر.
- ضعف الرؤية الليلية.
- ملاحظة أنّ الألوان تبدو باهتة.
التنكس البقعي
يحدث التنكس البقعي (بالإنجليزية: Macular degeneration) نتيجة خلل في جزء معين من الشبكية يُعرف بالبقعة (بالإنجليزية: Macula)، وهو الجزء المركزي والأكثر حساسية في شبكية العين، ويتكون من ملايين الخلايا التي تستشعر الضوء وتوفر رؤية مركزية حادة. وينتج التنكس البقعي عن تراكم رواسب صفراء تحت الشبكية تُعرف بالبراريق (بالإنجليزية: Drusen). ويُعدّ التنكس البقعي من أمراض العين الشائعة حيث يؤثر في عشرات الملايين حول العالم، ويُعدّ أحد الأسباب الرئيسية لفقدان البصر. وفي الغالب لا يؤدي التنكس البقعي إلى العمى الكلي لأنّه لا يؤثر في الرؤية المحيطية، إلا أنّه يمكن أن يؤثر بشكل كبير في القدرة على أداء الأنشطة اليومية مثل: القيادة، والقراءة، والكتابة، والطهي، والتعرف على الوجوه أو الألوان. ويُقسم التنكس البقعي إلى نوعين أساسيين وهما: التنكس البقعي الجاف والتنكس البقعي الرطب. ويُعدّ النوع الأول أي التنكس البقعي الجاف أقل خطورة وأكثر شيوعاً من النوع الثاني حيث يشكل أكثر من 85% من حالات التنكس البقعي. وينبغي القول أنّ الأعراض الأولية للتنكس البقعي لا يصاحبها الألم، وقد تتأثر عين واحدة في البداية مما يدفع العين الأخرى للتعويض عن وظيفة العين المصابة، وهذا ما يفسر عدم ملاحظة المصاب أو شعوره بأي أعراض واضحة تتعلق بتغير الرؤية بشكل فوري بعد بدء المشكلة في تلك العين. وتتمثل الأعراض الأساسية للمرض بتشوه الرؤية المركزية في عين واحدة أو في كلتا العينين، وانخفاض القدرة على رؤية أو تمييز الألوان، ورؤية بقعة عمياء أو ضبابية في مجال الرؤية، وتشوش الرؤية بشكل عام.[5]
التهاب الشبكية الصباغي
يُعرف التهاب الشبكية الصباغي (بالإنجليزية: Retinitis pigmentosa) بأنّه مجموعة من الأمراض الجينية المتوارثة التي تؤدي إلى تنكس الشبكية وتلفها تدريجياً؛ إذ يحدث المرض نتيجة تدهور خلايا المستقبلات البصرية في الشبكية مما يقلل من مجال الرؤية مع مرور الوقت. ويضم التهاب الشبكية الصباغي أنواعاً مختلفة من الأمراض مثل: متلازمة أوشر (بالإنجليزية: Usher syndrome)، وكُمْنَةُ ليبر الخِلْقِيَّة (بالإنجليزية: Leber congenital amaurosis)، ومتلازمة بارديت-بيدل (بالإنجليزية: Bardet-Biedl syndrome)، وغيرها. وفي العادة، يتم تشخيص التهاب الشبكية الصباغي في مرحلة المراهقة والشباب، ويُعدّ اضطراباً تقدمياً، بمعنى أنّ أعراضه وحدته تزداد مع مرور الوقت. ويمكن القول أنّ معدل تقدّم المرض ودرجة فقدان البصر تختلف من شخص لآخر، إلا أنّ معظم المصابين بالمرض يكونون قد فقدوا البصر ببلوغهم أربعين عاماً من العمر. وتعتمد أعراض التهاب الشبكية الصباغي على جزء الشبكية الذي تأثر أولاً؛ فقد يبدأ المرض من المخاريط الموجودة في شبكية العين ثم يصيب العصي أو العكس. وفي معظم الأحيان يبدأ الضرر في العصي التي تتركز في الأجزاء الخارجية من شبكية العين مما يقلل وضوح الرؤية المحيطية والرؤية الليلية. وعندما يمتد تأثير المرض إلى المخاريط، تتضاءل حدة البصر، والرؤية المركزية، والقدرة على تمييز الألوان، ومعرفة تفاصيل الأشياء.[6]
المراجع
- ↑ "Eye Anatomy and Function", www.uofmhealth.org, Retrieved 5-1-2019. Edited.
- ↑ "Retinal diseases", www.mayoclinic.org, Retrieved 5-1-2018. Edited.
- ↑ "Retinal detachment", www.mayoclinic.org, Retrieved 5-1-2019. Edited.
- ↑ "What Is Diabetic Retinopathy", www.aao.org, Retrieved 5-1-2019. Edited.
- ↑ "What Is Macular Degeneration", www.everydayhealth.com, Retrieved 5-1-2019. Edited.
- ↑ "Retinitis Pigmentosa", www.blindness.org, Retrieved 5-1-2019. Edited.