أعراض هبوط السكر المفاجئ
هبوط السكر المفاجئ
يُمكن تعريف هبوط السّكر (بالإنجليزية: Hypoglycemia) على أنّه انخفاض مستوى سكر الجلوكوز في الدم بحيث يبلغ 70 ملغم/ديسيلتر أو أقل، ويُذكر بأنّ الأشخاص المُصابين بمرض السكري؛ سواء من النّوع الأول أو الثاني هم الأكثر عُرضة للمُعاناة من تقلّبات مستويات السكر في الدم مُقارنةً بالأشخاص الأصحّاء الذين لا يُعانون من هذا المرض، وفي هذا السياق نُشير إلى أنّ الإصابة بالنّوع الأول من السكّري تتمثل بعدم قدرة جسم المريض على تصنيع كمية كافية من هرمون الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin)، أمّا المُصابين بالنّوع الثاني فهم يمتلكون القدرة على تصنيع هذا الهرمون ولكنّهم يُعانون من حالة تُعرف بمقاومة الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin resistance)؛ إذ تُقاوم خلايا الجسم هذا الهرمون ولا تستجيب له، ممّا يُسبّب تراكم السكر في الدم.[1]
أعراض هبوط السكر المفاجئ
يُصاحب هبوط السّكر المُفاجئ مجموعة من العلامات والأعراض، نذكر منها ما يلي:[2]
- زغللة العين (بالإنجليزية: Blurred vision).
- تسارع ضربات القلب.
- التقلّبات المزاجيّة المُفاجئة.
- العصبية المُفاجئة.
- الشعور بالتّعب والإرهاق غير المُبرر.
- شحوب الجلد.
- صداع الراس.
- الجوع.
- الارتعاش.
- الدوخة.
- زيادة التعرق.
- مواجهة صعوبة في النوم.
- الشعور بتنميل الجلد.
- مواجهة صعوبة في التفكير بوضوح أو التركيز.
- المُعاناة من فقدان الوعي، أو النّوبات، أو الغيبوبة.
أسباب هبوط السكر المفاجئ
تُعزى الإصابة بهبوط السكر إلى العديد من العوامل والمُسبّبات، وفيما يلي بيان لأبرزها:[3]
- العلاج بالإنسولين: خاصّة عند أخذ جُرعة من الإنسولين أعلى من حاجة الشخص، أو في الحالات التي يأخذ فيها الشخص الجُرعة المُعتادة من الإنسولين مع تناول كميّة طعام أقل من المُعتاد، أو عند ممارسة تمارين رياضيّة أكثر من المُعتاد، وتجدر الإشارة إلى أنّ هبوط سكر الدم لا يرتبط باستخدام الإنسولين فحسب، بل قد يحدث نتيجة تناول أنواع أخرى من أدوية مرض السّكر خاصّة تلك التي تُحفّز البنكرياس لإفراز الإنسولين، أو قد تحدث هذه الحالة نتيجة تناول أدوية مرض السّكر من قِبل شخصٍ غير مصاب بالسكّري.
- تناول أنواع مُعينة من الأدوية: نذكر منها ما يلي:
- تعاطي الكحول: إذ يؤدي تناول الكحول بكميات كبيرة إلى تأثر قدرة الكبد على إفراز سكّر الجلوكوز المُخزن وإطلاقه في مجرى الدم عند الحاجة إليه.
- الإصابة ببعض أمراض الكبد: مثل التهاب الكبد الناجم عن تناول الأدوية.
- اضطرابات الكلى: فقد يُعاني الأشخاص المُصابون بأمراض الكلى من مشاكل في إفراز الأدوية، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات سكر الدم.
- عدم تناول كميات كافية من الطّعام: وقد يتمثل ذلك بالمُعاناة من اضطرابات الأكل؛ مثل فقدان الشهيّة العصبيّ (بالإنجليزية: Anorexia nervosa).
- الورم الإنسوليني: (بالإنجليزية: Insulinoma)، حيث تؤدي الإصابة بورم البنكرياس إلى إنتاج كميّات كبيرة من الإنسولين، وممّا ينبغي التنويه إليه أنّ الإصابة بالأورام في أجزاء أخرى من الجسم قد تتسبّب بانخفاض سكّر الدم؛ ولكن يُعتبر حدوث ذلك أمراً نادراً.
- زيادة النّشاط البدني: فقد يتسبّب ذلك بتقليل مستويات السكر في الدم لبعض الوقت.
- اضطرابات الغدد الصماء: حيث تؤدي المُعاناة من بعض اضطرابات الغدّة الكظرية أو الغدة النخامية إلى انخفاض سكّر الدم، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الحالة تؤثر في الأطفال أكثر من البالغين.
- انخفاض سكر الدم المُرتبط بتناول الطعام: فقد يُعاني الشخص من هبوط السكر بعد تناول الطّعام نظراً لإنتاج البنكرياس كميات كبيرة من الإنسولين في تلك الفترة.
- الإصابة بالأمراض الشديدة: فالإصابة ببعض الأمراض الشديدة قد تؤثر في العديد من أعضاء الجسم المختلفة؛ بما في ذلك البنكرياس، مما قد يؤدي إلى انخفاض سكّر الدم.
- الكينين أو الكوينين (بالإنجليزية: Quinine)، المُستخدم في علاج الملاريا.
- الساليسيلات (بالإنجليزية: Salicylates)، المُستخدمة في علاج الأمراض الروماتيزمية، خاصّة عند تناوله بجرعات مُرتفعة.
- البروبرانولول (بالإنجليزية: Propranolol)، المُستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
علاج هبوط السكر المفاجئ
ينطوي علاج انخفاض سكّر الدم على إجراء العلاج الأوليّ الفوريّ لرفع مستوى سكر الدم، ومن ثمّ علاج المُسبّب الرئيسيّ الذي أدّى إلى حدوث هذه الحالة، وفيما يلي بيان لآلية كل منهما[4]:
العلاج الأولي الفوري
يعتمد العلاج الأوليّ الفوريّ على الأعراض الظاهرة على المصاب، إذ يُمكن علاج الأعراض الأوليّة بتناول ما مقداره 15-20 غرام من الكربوهيدرات سريعة المفعول، وتتمثل هذه الكميّة بتناول أقراص الجلوكوز، أو عصير الفواكه، أو المشروبات الغازية العاديّة، أو الحلوى السكّرية، ومن ثمّ يتمّ قياس مستوى سكر الدّم بعد ربع ساعة من إعطائه إحدى الخيارات السابقة، فإذا ما بقيت قراءة السكر أقل من 70 ملغم/ديسيلتر فيُصنح بإعطاء المريض 15-20 غرام من الكربوهيدرات سريعة المفعول مرةً أخرى، ومن ثمّ تكرار أخذ القراءة بعد ربع ساعة، مع الحرص على تكرار الخطوات السابقة إلى أن تُصبح قراءة سكّر الدم أعلى من 70 ملغم/ديسيلتر، ويُنصح بتناول وجبة طعام أو وجبة خفيفة بمُجرد عودة مستويات السكر في الدم إلى طبيعتها؛ إذ يُساهم ذلك في الحفاظ على ثبات مستوى سكر الدم، إضافةً إلى تجديد مخازن الجلايكوجين (بالإنجليزية: Glycogen) في الجسم؛ فقد تكون نفذت أثناء نوبة هبوط السكّر.[4]
في الحالات التي يُعاني فيها الشخص من أعراض أكثر شدّة؛ بحيث تحول دون قدرته على تناول الأطعمة أو المشروبات السكرية عن طريق الفم، فقد يتطلب الأمر إعطاء المصاب حقن الجلايكوجين أو الجلوكوز الوريديّة، مع الحرص على تجنّب إعطاء الأطعمة أو المشروبات للشخص فاقد الوعي، تجنّباً لدخول هذه المواد إلى الرئتين، كما نُهيب بضرورة مراجعة الطبيب والاستفسار عمّا إذا كان اقتناء حقيبة الجلوكاجون (بالإنجلزية: Glucagon kit) مُناسباً للشخص في حال كان أكثر عُرضة للإصابة بنوبات هبوط سكر الدم، إضافة إلى تعليم المصاب كيفية استخدامها في حال احتاجها مستقبلياً.[4]
علاج المسبب الرئيسي
يتطلب الأمر تحديد المُسبّب الأساسيّ الذي أدّى إلى هبوط السّكر ومعالجته تجنّباً للتعرّض لنوبات الهبوط مرةً أخرى، إذ يتمّ تحديد الخطّة العلاجية اعتماداً على المسبّب الأساسي، ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:[4]
- الأدوية: فقد يتطلب الأمر تغيير الدواء أو تعديل الجرعة إذا كان هو المُسبّب الذي يكمن وراء هبوط السكّر.
- علاج الورم: ففي حال كان وجود ورم في البنكرياس سبباً في هبوط سكر الدم، يتمّ علاج ورم البنكرياس عن طريق الاستئصال الجراحي للورم، وقد يتطلب الأمر إزالة جزء من البنكرياس في بعض الحالات.
المراجع
- ↑ "hypoglycemia", www.everydayhealth.com, Retrieved 28-12-2018. Edited.
- ↑ "Low Blood Sugar (Hypoglycemia)", www.healthline.com, Retrieved 28-12-2018. Edited.
- ↑ "All about hypoglycemia (low blood sugar)", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 28-12-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث "hypoglycemia", www.mayoclinic.org, Retrieved 28-12-2018. Edited.