قصة حياة طه حسين مختصرة
طفولة الأديب طه حسين
وُلد الأديب والمُفكّر المصريّ طه حسين في شهر تشرين الثاني من عام 1889م، في قرية الكيلو بمحافظة المنيا، وقد أصيب الأديب بالرمد في عينيه وهو ابن أربع سنوات، الأمر الذي أدّى إلى إصابته بالعمى، ولكنّ عجزه لم يثنيه على أنْ يكون متميّزاً، فقد ألحقه والده بحلقات كتّاب القرية، وقد أشرف على تعليمه الشيخ محمد جاد الرب، وقد تمكّن من تعلّم علوم الحساب، واللغة العربية، والقرآن الكريم في فترةٍ قصيرةٍ.[1]
حياة طه حسين العلميّة
دخل عميد الأدب العربيّ طه حسين الأزهر عام 1902م؛ لدراسة العلوم الدينيّة، واللغة العربيّة، ولكنه انتقد الطرق والأساليب التي اتّبعها الأساتذة والشيوخ في التدريس، كما انتقد أيضاً المنهاج الدراسيّ بحسب رؤيته، ومن جانبه لم يكتفِ الكاتب بما ناله من علوم الأزهر، حيث سجّل في الجامعة المصريّة، وكان من أول الملتحقين بها، ودرس التاريخ، والجغرافيا، والعلوم العصريّة، والحضارة الإسلاميّة، ومجموعة من اللغات الشرقيّة؛ كالعبريّة، والسريانيّة، والحبشيّة.[2]
وقد حصل على شهادة الدكتوراة عام 1914م، وأعدّ أطروحته الأولى "ذكرى أبي العلاء"، ثمّ أرسلته الجامعة المصريّة إلى فرنسا؛ لمتابعة مسيرته العلميّة، والاستزادة من العلوم العصريّة، ثمّ أعدّ أطروحته الثانية هناك، والتي كانت تحمل عنوان "الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون".[2]
الانتقادات الموجّهة لطه حسين
يُعدّ الأديب حسين من الأشخاص الذين أثاروا موجةً عارمةً من تضارب الأفكار بين أفراد الشعب المصريّ، إذ أثارت أطروحته "ذكرى أبي العلاء" الأوساط الدينيّة المتزمتة، هذا كما تمّ اتهامه من قبل أحد أعضاء البرلمان المصريّ بالزندقة، والمروق، والخروج على مبادئ الدين الحنيف، هذا وقد رفع عدد من علماء الأزهر الدعاوى القضائيّة ضدّه؛ بسبب كتابه المثير للجدل "في الشعر الجاهليّ"، ولكنّه قد أُبرئ من قِبَل المحكمة، وعلى الرغم من كلّ الانتقادات التي أُخذت على تفكيره، ودعوته إلى التنوير، إلّا أنّه استمرّ في نهجه.[2]
كما كتب البعض آراءهم في توجّهات حسين النقدية، حيث رأوا فيها نقداً لا يستند إلى أدوات البحث العلميّ، ولكنه اكتفى بالنقد الأدبيّ القائم على الذوق، والقصة، والاستعراض التاريخيّ والسياسيّ، كما انتقده صديق عمره، والمدافع عنه عبّاس العقّاد في نظرته لأصول وأساسات النقد الأدبيّ.[3]
إنجازات طه حسين
يُعدّ طه حسين من الأدباء الذين أبدعوا في إثراء المكتبة العربيّة بالكثير من التراجم والمؤلّفات، وقد كرّس كافة أعماله للانفتاح الثقافيّ، والتحرر، إلى جانب اعتزازه بالموروثات الحضاريّة العربيّة والمصريّة، ويعدّ كتاب الأيّام الذي لخّص فيه سيرته الذاتيّة من أجمل وأروع ما ألّف،[1] هذا كما ألّف العديد من الكُتب، ومنها: مستقبل الثقافة في مصر، ولغو الصيف إلى جدّ الشتاء، وجنّة الحيوان، وأديب، ودعاء الكروان، والحب الضائع، والمعذّبون في الأرض، وغرام الأدباء، وغيرها العديد من الكتب.[4]
معلومات أخرى عن حياة طه حسين
يُعدّ زواج حسين من الفرنسيّة سوزان بريسو خطّاً داعماً في حياته الأدبيّة والعلميّة، حيث تولّت أمر القراءة له، فحثّته، وساندته، وساعدته على بذل وتقديم المزيد من الأدب والعلم، وقد أنجبت له طفلين، وهما: أمينة ومؤنس، وقد ظلّ حسين ناشطاً في حياته حتّى رحيله في عام 1973م، عن عمرٍ يناهز 84 عاماً.[1]
المراجع
- ^ أ ب ت "طه حسين"، www.hindawi.org، اطّلع عليه بتاريخ 14-4-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "طه حسين"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-4-2019. بتصرّف.
- ↑ إبراهيم محمد سرسيق، طه حسين حياته وأدبه في ميزان الإسلام (الطبعة الأولى)، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، صفحة 194، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ "نصوص للأديب : طه حسين "، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-3-2019. بتصرّف.