-

فن التعامل مع من يتجاهلك

فن التعامل مع من يتجاهلك
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

التجاهل

يعيش الإنسان ضمن منظومةٍ من العلاقات التي لا يستطيع أن يستغني عنها، وتحكم هذه العلاقات مجموعة من القواعد العامّة، والأساليب والأفعال المحددة التي تجعل العلاقات تدوم وتكون قويّة وجالبةً للسعادة في حياة الإنسان، ولكنّ البعض قد يتعرّض لموقفٍ أو أكثر يستدعي منه الابتعاد والحذر، ومن هذه المواقف التجاهل، إذ يُعرف التجاهل بأنّه حالة من اللامبالاة نحو شخصٍ ما، وإغفاله، وعدم الاهتمام به، كما يُعرف بأنّه إظهار عدم معرفة شخص بشخصٍ آخر مع معرفته به، وهو أمرٌ يتعرّض له البعض من قبل أشخاصٍ تربطه بهم علاقات بسيطة، أو من أشخاصٍ مقربين له، مما يبعث على الحزن والألم في النفس، خاصةً في حال عدم وجود سبب يستدعي هذا التجاهل، كما أنّ التجاهل يتسبب بالقلق والحيرة للشخص، ويولّد حالةً من الضعف وعدم القدرة على التصرّف الصحيح.[1]

فن التعامل مع من يتجاهلك

توجد بعض الأساليب والأفكار التي يمكن أن يتبعها الشخص الذي يتعرّض للتجاهل مع الأشخاص الذين يتجاهلونه، وتختلف هذه الأساليب باختلاف طبيعة العلاقة مع ذلك الشخص، ودرجة أهميّتها، كما تعتمد على طبيعة الشخص وصفاته، وفيما يلي مجموعة من النصائح التي يمكن اعتمادها للتصرّف بشكلٍ صحيح عند التعرّض للتجاهل:

التعرض لتجاهل شخص مهم

يجب عدم التسرّع في التصرّف عند التعرّض للتجاهل من قبل شخص قريب ومهم كزوج أو صديق، فقد يكون التجاهل غير مقصود. لذلك يمكن اتباع هذه النصائح:[2]

  • حسن النيّة: تزدحم الحياة بالمشاغل والالتزامات التي قد تشغل النّاس عن علاقاتهم حتى مع أقرب النّاس إليهم، فقد لا يكون عدم السؤال، أو عدم الردّ على الاتصالات، أو عدم الاستجابة السريعة على الرسائل تعني التجاهل، فلا بدّ أن يضع الشخص أعذاراً لانشغال من يهمّونه.
  • المحاولة أكثر من مرّة: فلا ينبغي أن يشعر الشخص بأنّه يتعرّض للتجاهل من أوّل موقفٍ أو حتى موقفين، بل عليه أن يستمرّ بالمحاولة على قدر أهميّة الشخص عنده.
  • عدم توجيه الاتهامات: إنّ التسرّع وبناء توقّعاتٍ وأفكارٍ دون الاستماع للطرف الآخر، أو مهاجمة الشخص ومعاتبته دون إعطائه فرصةً للتوضيح، قد يؤدّي لخيبة أملٍ لكلا الطرفين.
  • التجاهل المتبادل: عندما يصدر التجاهل من شخصٍ مهمّ، فهو في الغالب يتوقّع ردّة فعلٍ من الشخص الذي يتجاهله، كأن يستمرّ بالتواصل معه رغم تجاهله له، ولكن إذا قوبل التجاهل بالتجاهل، فإنّ المتجاهل سيستغرب ردّة الفعل غير المتوقعة، وسيبادر بالتواصل.
  • إخفاء الضعف: إذا شعر المتجاهل أنّ تجاهله لم يؤثّر في الشخص الذي يتجاهله، ولم يسبب ردة فعلٍ أو اكتئابٍ له، فيراه بأحسن حالاته رغم تجاهله، ويشعر بأنّه لم يضعف بسبب بعده، سيلفت النظر إليه من جديد وينهي تجاهله.
  • إنهاء العلاقة برقيّ: بعد المحاولات المختلفة مع المتجاهل، وعدم تراجعه عن تصرفه، قد يكون الحلّ إنهاء العلاقة بطريقةٍ لبقةٍ، تظهر للمتجاهل ضعفه وعدم قدرته على إنهاء العلاقة بشكلٍ واضحٍ وناضجٍ.

التعرض لتجاهل شخص غير مهم

التعرّض لتجاهل شخصٍ غير مهمّ لا يتسبب بالحزن للشخص على قدر ما يتسبب بضيقٍ من التصرفات الصادرة عنه، ويمكن اتباع هذه النصائح لتجاوز هذا النوع من التجاهل:[3]

  • الثقة بالنّفس: يجب عدم الربط بين تجاهل النّاس وثقة الإنسان بنفسه، لأنّ التجاهل قد لا يكون بسبب خطأ ارتكبه الفرد، بل بخللٍ في نفسيّة المتجاهل.
  • فهم سبب التجاهل: قد يكون الشخص غير مهمّ، لكنّ شخصيته معروفٌ عنها بطيبتها وعدم تعرّضها للآخرين بالسوء، عندها يمكن اللجوء لصديقٍ مشتركٍ لفهم سبب التجاهل.
  • التعامل ببرود: وإشعار المتجاهل أنّ تصرفاته غير مهمّة، وأنّ تجاهله لا ينعكس بأي أثر سلبيّ.
  • تجنّب التواصل: فالمتجاهل قد يزداد تجاهله عند ملاحقته، وعدم التصميم على التواصل معه، فينبغي عدم خلق أيّ تواصلٍ بأيّ شكلٍ من الأشكال، ومحاولة تجنّب التواصل بلغة الجسد أيضاً، كالنظر، أو الإشارات، أو الإيماءات الجسديّة.
  • التجاهل: فإذا كان المتجاهل ضمن مجموعةٍ من النّاس، يوجّه الكلام للآخرين مع إهمال وجوده، وعدم توجيه الكلام له.
  • تجنّب الانفعال: فإذا حاول المتجاهل قول بعض الكلمات الجارحة يقصد بها الإيذاء بشكلٍ غير مباشر، يجب مقابلة كلامه بعدم الاهتمام، وعدم محاولة الدّفاع عن النّفس.
  • التعامل بطريقة لبقة: إذ إنّ كلّ شخصٍ يتعامل بفكره وأخلاقه، لذلك لا ينبغي مقابلة المتجاهل بالشجار أو توجيه الإهانات له.

أسباب التجاهل

إنّ التجاهل الذي يصدر عن بعض الأشخاص للآخرين، مرتبطٌ بالعديد من الأسباب، منها ما يلي:[3]

  • يهدف البعض لتجاهل النّاس للحصول على الاهتمام ولفت انتباههم له.
  • يعاني بعض الأشخاص من الغيرة، أو مشاعر كراهية نحو شخصٍ معيّن، وقد يكون بلا أسباب معيّنة، تسبب لجوء الشخص للتجاهل.
  • أن تكون شخصيّة الفرد عنيدة، وغير مرنة، وتفضل الهروب على المواجهة.
  • قد تصل للشخص أخبار كاذبة، تهدف لتدمير العلاقات بين النّاس، وقد تؤدي هذه الأخبار للتجاهل.
  • يتأثر الأشخاص بموقف صدر من الشخص الآخر، فينزعج منه ويتجاهله.
  • تجنّب المشاكل، وعدم الرغبة بالخوض بنقاشاتٍ ونزاعاتٍ، تدفع الشخص للتجاهل.

أثر التجاهل في النفسيّة

عندما يتعرّض الإنسان للتجاهل المستمرّ، وخاصّةً أولئك الذين يتعرّضون للتجاهل من قبل أهلهم، أو أزواجهم، أو أحبابهم، فإنّهم قد يعانون من الاكتئاب، كما يتسبب التجاهل بخلق الشعور بالقلق، وعدم الرغبة بالتواصل مع الآخرين، كما قد يؤدي التجاهل إلى توليد نوعٍ من عدم الثقة بالنّفس، والعديد من النتائج التي تنعكس على سلوك الفرد، فقد يصبح شديد الغضب، أو انطوائيّاً، وكلّ ذلك ينعكس سلباً على حياة الشخص ومن حوله.[4]

المراجع

  1. ↑ "تعريف و معنى تجاهل في معجم المعاني الجامع "، /www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2018. بتصرّف.
  2. ↑ علاء علي عبد (3-12-2017)، "كيفية التعامل مع أشخاص يتقنون فن "التجاهل""، جريدة الغد، صفحة 1. بتصرّف.
  3. ^ أ ب محمد دالي (6-5-2017)، "اقتلني.. ولكن لا تتجاهلني!"، جريدة النور، صفحة 1. بتصرّف.
  4. ↑ Dr.Hemant Mittal (17-6-2014), "The psychology of ignoring or Giving someone a Cold Shoulder"، www.linkedin.com, Retrieved 29-3-2018. Edited.