جزر كناريا
جزر كناريا
تعدّ جزر الكناري، أو جزر كناريا، أو جزر الكنري عبارة عن مجموعة من الجزر التابعة لإسبانيا، وتقع في المحيط الأطلسي، وتعتبر هذه الجزر واحدة من حوالي سبع عشرة منطقة تتمتع بالحكم الذاتي في إسبانيا، وهي تتكوّن من أربع جزر كبرى رئيسيّة، ويحيط بها عدد من الجزر الصغيرة، ومن أهم هذه الجزر الرئيسيّة جزيرة كناريا المعروفة باسم كناريا الكبرى، كما أنّ جزر كناريا تحتوي على مجموعة من القرى الصغيرة التي تحوّل بعضها إلى مدن؛ بسبب انتشار العديد من المنتجعات السياحيّة الممتدة على طول شواطئها، وتبلغ مساحتها سبعة آلاف وأربعمئة وثلاثة وتسعين كم².
سكان الجزر
إنّ السكان الأصليين لهذه الجزر من الغوانش الذين تعود أصولهم إلى الأمازيغيين، ويعتنق أغلب سكان هذه الجزر الديانة المسيحيّة تحديداً المذهب الكاثوليكي، مع وجود بعض التجمعات السكانيّة التي تعتنق المذهب البروتستاني، ويبلغ عدد سكان هذه الجزر ما يقارب المليونين ومئة وخمسة آلاف نسمة.
تاريخ الجزر
لعبت هذه الجزر دوراً مهماً أثناء الرحلة الشهيرة التي قام بها المستكشف كريستوفر كولومبس لاكتشاف أمريكا اللاتينيّة، والسبب في ذلك يعود إلى أنّ السفن الأربع التابعة لهذا المستكشف توقفت في جزر كناريا للتزود بالطعام والمؤونة اللازمة لاستكمال هذه الرحلة، ومنها أكملت المسيرة في اكتشاف أمريكا، لذلك اعتُبرت جزر كناريا مركزاً ضروريّاً للعبور إلى العالم الجديد، وهذا ما يفسّر وجود علاقة أسريّة بين سكان جزر الكناريا والإسبان المقيمين في أمريكا اللاتينيّة، كما توجد علاقة من نوع خاص تربط بين سكان جزر الكناريا وسكان كوبا؛ حيث ترتبط هاتان المنطقتان بعلاقة عضويّة ملتحمة فيما بينهما تصل إلى اشتراكهما في نطق اللغة القشتاليّة.
آثار الجزر
تحتوي جزر الكناريا على العديد من الآثار التاريخيّة التي تعود إلى رحلة كريستوفر كولومبس، حيث تمّ تجميع هذه الآثار في متحف أثري لتخليد هذه الذكرى التاريخيّة، وقد أُقيم هذا المتحف في البيت الذي نزل فيه الرحالة الشهير، حيث يحتوي هذا المتحف على العديد من الأدوات والمواد التي استخدمها، بالإضافة إلى آثار أخرى.
مناخ الجزر
يتميّز مناخ هذه الجزر بالاعتدال، حيث تتساقط الأمطار في فصل الشتاء، كما أنّ درجات الحرارة تبقى ثابتة طيلة أيام السنة، وتهب على هذه الجزر الرياح الإفريقيّة الجافة والتي تؤثر في الشواطئ الجنوبيّة والمزروعات، حيث ساعدت هذه الرياح على نمو العديد من النباتات الخاصة بالمناطق الإفريقيّة في هذه الجزر ومنها النخيل، والتين، والصبار، والكينا، والغار.
اقتصاد الجزر
يعتمد اقتصاد هذه الجزر بشكل أساسيّ على الزراعة، والصيد، والسياحة، ومن المعروف أنّ هذه الجزر تعتبر من أكثر الجزر السياحيّة الجاذبة للسياح من جميع أنحاء العالم، كما أنّها تعدّ مكاناً مثالياً لمراقبة الفلك، وهذا ما يفسّر احتوائها على أهم المراصد في العالم، وهي تعتمد في اقتصادها على التصدير، حيث تصدّر العديد من الفواكه مثل الموز، والحمضيّات، والدراق، والتين، والعنب، وكذلك الخضار مثل الطماطم، والبصل، والبطاطا، وقصب السكر، والحبوب، بالإضافة إلى أنّها تعتمد على العديد من الصناعات، مثل صناعة الأقمشة والمواد الغذائيّة.