خصائص أهل السنة والجماعة وصفاتهم
خصائص وصفات أهل السّنّة والجماعة
كثيراً ما نسمع في وسائل الإعلام ومجالس العلم مصطلح أهل السّنّة والجماعة، وعلى الرّغم من أنّ كثيراً من الفرق والجماعات الإسلاميّة تدّعي انتسابها إلى أهل السّنّة والجماعة إلاّ أنّ الواقع والتّطبيق يثبت خلاف تلك المزاعم، ذلك أنّ أهل السّنّة والجماعة لهم خصائصهم التي يتميّزون بها، وصفاتهم التي يتّسمون بها والتي تأهلهم لأن يكونوا بحقّ أهل السّنّة والجماعة، فما هي أبرز تلك الخصائص والصّفات؟
الوسطيّة والاعتدال
من صفات أهل السّنّة والجماعة أنّهم وسطيّون في الاعتقاد والسّلوك، فهم لا يعتقدون على سبيل المثال العصمة لأحدٍ من البشر غير أنبياء الله تعالى، فلا يغالون في رجال صالحين كما فعلت جماعات انحرفت عن جادة الصّواب مضفيةً هالةً من القدسيّة حول بعض الشّخصيّات، وفي نفس الوقت لا ينتقصون من أحدٍ بل ينزلون كلّ إناسٍ منزلهم وقدرهم.
الاحتكام للقرآن والسنة
يعتبر أهل السنة والجماعة القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة المصدرين الأساسيين للتّشريع، والمرجعين الأساسيين في استنباط الأحكام والتّوجيهات، فأهل السّنّة والجماعة يدركون أهميّة مصادر التّشريع الإسلامي فيأخذون بها، ويستدلون بحجيّتها في استنباط الأحكام.
صحّة الاعتقاد وسلامة التّوحيد
مما يميّز أهل السّنّة والجماعة أنّهم يؤمنون بما اعتقد به السّلف الصّالح من الأمّة بعيداً عن البدع والضّلالات أو الغلوّ، ولا ينجّرون وراء التّأويل لصفات الله تعالى أو التّحريف بل يؤمنون بها كما آمن بها السّلف الصّالح من غير تأويلٍ، أو تعطيلٍ، أو تكييفٍ، أو تحريف، كما لا يخوض أهل السّنّة والجماعة في الجدل العقيم، والفلسفة الزّائفة التي أدّت ببعض الجماعات عبر التّاريخ الإسلامي إلى الإيمان بمعتقداتٍ باطلة كخلق القرآن، ونفي اختيار العباد، مثل القدريّة والمعتزلة.
القدوة الصّالحة
ممّا يميّز أهل السّنّة والجماعة تحلّيهم بالأخلاق الحسنة الكريمة، ومطابقة أقوالهم لأفعالهم، فهم لا يدعون النّاس إلى خيرٍ أو خلقٍ كريم حتّى يكونوا أسرع النّاس إليه.
الحرص على الجماعة والتّوحّد
أهل السّنّة والجماعة يدركون أنّ الدّعوة الإسلاميّة لا تقوى شوكتها إذا كان المسلمون فرادى متفرقون، بل تأسّس دعائمها على الوحدة والاجتماع.
ترك التأويل
البعد عن المسائل التي تثير الجدل والنّصوص الشّرعيّة المتشابهة وترك تأويلها، فأهل السّنّة والجماعة يؤمنون بآيات الله تعالى المتشابهة كما يؤمنون بالمحكم منها، ولا يلجؤون لتأويلها؛ لأنّهم يدركون قصور العقل البشري وضعف إدراكه.
السعي للحق
يسعى أهل السنة والجماعة للوصول إلى الحقّ أينما كان، فضالّتهم الحقّ والحكمة فهم يسعون إليها في مظانّها، كما أنّهم لا يعرفون الحقّ بالرّجال، بل يعرفون الحقّ فيعرفون أهله، وليس لهم أمامٌ منزّه معصوم فكلّ إنسانٍ عندهم كما قال الإمام مالك يؤخذ منه ويردّ سوى النّبي عليه الصّلاة والسّلام.