صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة
صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة
تقسم صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة إلى عدة أقسام تبعاً لعدة اعتبارات ومنها:[1]
- اعتبار ثبوت الصفة وعدمها: هي نوعان؛ الصفات الثبوتية التي أثبتها الله لنفسه، أو تلك التي وردت في السنة، كالعلم وذلك في قوله تعالى: (يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى)،[2] والنزول والاستواء، والوجه وغيرها، والصفات السلبية، وهذه الصفات نفاها الله تعالى عن نفسه، أو نفاها الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية، ومنها الظلم حيث قال تعالى: (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا)،[3] والموت، والنوم وذلك في قوله تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ)،[4] ويجب على المسلم أن يثبت ما أثبته الله من الصفات، وينفي ما نفاه الله عن نفسه من الصفات.
- اعتبار أدلة الثبوت: هي خبرية أو سمعية عقلية، فالخبرية لا يمكن الإحاطة بها أو إثباتها إلا بالخبر عن الله تعالى أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم، كاليدين، والوجه، والضحك، والفرح، أما السمعية العقلية فهي صفات يشترك الدليل السمعي في إثباتها، كالعلم، والخلق، والحياة ومن ذلك قوله تعالى: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)،[5] والإعطاء قال تعالى: (وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا).[6]
- اعتبار تعلقها بذاته سبحانه وأفعاله: هي صفات ذاتية، وصفات فعلية، وصفات ذاتية فعلية، فالذاتية كالقدرة والسمع، في قوله تعالى: (قالَ لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ)،[7] والحياة، واليدين، والوجه، وهي صفات لازمة، والصفات الفعلية تتعلق بمشيئة الله، كالنزول إلى السماء الدنيا، والضحك، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: (يَضْحَكُ اللهُ إلى رَجُلَيْنِ، يَقْتُلُ أحدُهما الآخَرَ، يَدْخُلَانِ الجنةَ، يُقاتِلُ هذا في سبيلِ اللهِ فيُقْتَلُ، ثمّ يتوبُ اللهُ على الآخَرِ فيُسْلِمُ، فيُقاتِلُ في سبيلِ اللهِ فيُسْتَشْهَدُ)،[8] وأيضاً الفرح، والغضب، والاستواء على العرش، وهي صفات اختيارية، والأخيرة صفات ذاتية فعلية كالكلام.
- اعتبار الجلال والجمال: هناك صفات الجمال التي تبعث في قلب العبد محبة الله كصفة الرحمة والرأفة والرغبة وهي تبعث في قلب العبد مخافته تعالى، وندلل على ذلك قوله تعالى: (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا)،[9] وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخلُ الجنَّةَ مَن كان في قلبِه مثقالُ ذرَّةٍ من كِبرٍ. قال رجلٌ: إنَّ الرَّجلَ يحبُّ أن يكونَ ثوبُه حسنًا ونعلُه حسنةً. قال: إنَّ اللهَ جميلٌ يحبُّ الجمالَ. الكِبرُ بَطرُ الحقِّ وغمطُ النَّاسِ)،[10] وباعتبار الجلال كصفة القدرة والقوة والقهر، وذلك في قوله تعالى: (إنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ).[11]
الفرق بين الأسماء والصفات
تعرف الأسماء على أنّها كل ما دل على ذات الله فيدل الاسم على أمرين، وتشمل صفات الكمال القائمة به، كالحكيم والسميع والعليم، أما الصفات فهي نعوت الكمال التي تقوم بذات الله تعالى، كالعلم والحكمة والسمع والبصر.[12]
إنّ الإيمان بأنّ صفات الله تعالى كاملة واجب على كل مسلم لكن الكيف فيها مجهول، فالله تعال لا يشبه أحداً من خلقه، فنثبت ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له نبيه صلى الله عليه وسلم في السنة ونؤمن به.[13]
ثمار معرفة أسماء الله الحسنى
لله سبحانه وتعالى تسعة وتسعون اسماً،[14] وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن للهِ تسعةً وتسعين اسمًا، مائةً إلا واحدًا، مَن أحصاها دخلَ الجنةَ)،[15] ومن هنا يظهر لدينا أنّ معرفة معاني أسماء الله تعالى وتعلمها يزيد من معرفة المسلم بربه ويزيد رجاؤه به وتوكله عليه وخوفه منه.[14]
المراجع
- ↑ "صفات الله عز وجل أقسام بعدة اعتبارات"، الإسلام سؤال وجواب، 8-9-2012، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2017. بتصرّف.
- ↑ سورة طه، آية: 7.
- ↑ سورة الكهف، آية: 49.
- ↑ سورة البقرة، آية: 255.
- ↑ سورة الزمر، آية: 62.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 20.
- ↑ سورة طه، آية: 46.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 8100، صحيح.
- ↑ سورة فاطر، آية: 2.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 91، صحيح.
- ↑ سورة النحل، آية: 40.
- ↑ "ما الفرق بين صفات الله وأسمائه "، إسلام ويب، 18-2-2003، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2017. بتصرّف.
- ↑ "مقال عن صفات الله عز وجل"، الموقع الرسمي لسماحة الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2017. بتصرّف.
- ^ أ ب "من ثمار وفوائد معرفة أسماء الله الحسنى"، إسلام ويب، 13-5-2003، اطّلع عليه بتاريخ 3-1-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2736، صحيح.