صفات المنافقين في سورة البقرة
المنافقون
يُعدّ المنافقون من أشدِّ أصناف النّاس عداوةً للمسلمين الصّادقين، وهم خطرٌ كبير على الأمّة الإسلاميّة بما يحيكونه من مؤامرات، وما يبثّونه من دسائس وإشاعات في صفوف المسلمين تستهدف جسد الأمّة الإسلاميّة الواحد، لذلك كان عذاب الله الذي أعدّه لهذا الصّنف عذابًا شديدًا، فهم في الدّرك الأسفل من النّار حيث لا يجدون لهم من دون الله وليّاً أو نصيراً. ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم صفاتٍ كثيرةً لهذا الصّنف من النّاس، ووردت عددٌ منها في أوائل سورة البقرة، فما هي أبرز تلك الصّفات؟
صفات المنافقين في سورة البقرة
ادّعاء الإيمان
من صفات المنافقين أنّهم صنفٌ من النّاس يدّعون الإسلام والإيمان وهم في حقيقتهم يُضمِرون العداوة لأهل الإسلام، ويكرهون الدّين الإسلامي ومبادئَه التي تحثّ على كلّ فضيلة، وتنبذ كلّ فحشاءٍ ورذيلة، قال تعالى في وصفهم: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ) [البقرة: 8]، فهم مسلمون ظاهرًا يُقيمون شعائر الإسلام أمام النّاس، منافقون باطنًا يُظهرون من الأفعال والأقوال والمعتقَد خلافَ ما يُبطنون.
المخادَعة
فالمنافقون من صفاتهم المخادعة وحبّ المكر، فتراهم في حياتهم وتعامُلهم مع النّاس لا يتورّعون عن استخدام الحيلة الماكرة والوسائل الملتوية؛ لخداع النّاس وتزوير الحقائق، وهم في خداعهم ومكرهم هذا يظنّون أنّهم يخادعون اللهَ ورسولَه، وهم في الحقيقة ما يخدعون إلاّ أنفسهم من حيث لا يشعرون.
رفع شعار الإصلاح
يرفع المنافقون شعارَ الإصلاح بزعمهم على الدّوام في محافلهم ومنتدياتهم، وذلك لتحقيق مآربهم الخبيثة من وراء هذا الشّعار الجميل، فالإصلاح عندهم وكما يُقال: كلمة حقٍّ يُراد بها باطل، وهم في حقيقة الأمر مفسدون لا يهدفون من وراء أفعالهم إلاّ إفسادَ حياة المسلمين، وإحداث الشّرخ في جسد الأمّة الإسلاميّة.
الوجوه المتلوّنة حسب المواقف والشّخوص
من صفات المنافقين أنّهم أصحاب وجوه كثيرة قادرة على التّلون والظّهور بمظاهر مختلفة متنوّعة، فهم إذا التقوا مع المؤمنين الصّادقين قالوا لهم إنّا معكم، ويظهرون العلاماتِ كلَّها التي تدلّ على ذلك، بينما إذا التقوا مع أعداء الدّين رأيتَهم يظهرون بوجهٍ آخر حينما يقدّمون لهم قرابين الطّاعة والولاء، ولسان حالهم إنّا معكم على من عاداكم.
مرض القلوب
حيث إنّ المنافقين يعانون من مرضٍ نفسيّ حقيقيّ في قلوبهم، بمعنى أنّ قلوبهم قد ملأها النّفاق؛ فكأنّما كان ذلك من جبلتها، وعندما علم الله ما في قلوبهم من المرض زادها مرضًا، وأعدّ لها عذابًا أليمًا بسبب ذلك.