خصائص السور المكية والمدنية
سور القرآن الكريم
قسمّ علماء التفسير القرآن الكريم إلى سورٍ مكيّة، وسورٍ مدنيّة، حيث يقود علماء الإسلام لمعرفة النّاسخ والمنسوخ، بالتالي التوصل إلى الحكم الشرعيّ للعديد من مواضيع الحياة التي تخصّ المسلمين، والوصول إلى الحكم النهائيّ في الأمور.
يجب الإلمام بالسوّر المكيّة والمدنيّة، ومعرفة بداية المرحلة المكيّة والتي بدأت بعد البعثة، إلى الوصول لنهاية المرحلة المدنيّة والتي توقفّت بوفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث تتميّز كلّ مرحلةٍ من هذه المراحل بخصائصها وأساليبها وموضوعاتها.
يتميّز التشريع الدينّي بتدرّج نزول آياته القرآنيّة، حيث كانت تنزل على محمد عليه الصلاة والسلام، مواكبةً لمسيرة الإسلام، ومصحّحةً لها، ومشرّعةً لأحكامها الضرورّية، وناصحةً له في التعاون والدفاع عن الإسلام.
يعدّ الوحي أداة الوصل بين السماء والأرض، حيث قام بنقل الرسالة من الله عز وجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وتختلف السورالمكيّة في مواضيعها وخصائصها وميّزاتها عن السور المدنيّة، وسنتطرق في هذا المقال إلى ذكر خصائص كلٍّ من السور المكيّة والمدنيّة، وتعريف كلٍّ منهما.
السور المكيّة
هي السور الّتي نزلت على محمّد عليه الصلاة والسلام في مكّة المكرّمة، قبيل هجرته إلى المدينة المنوّرة، ويبلغ عددها اثنين وثمانين سورة، وتتضّمن: الأنعام، والأعراف، ويونس، وهود، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء، والحج، والمؤمنون، والفرقان، ويوسف، وإبراهيم، والحجر، والنحل، والإسراء، والشعراء، والنمل، والقصص، والعنكبوت، ويس، والصافات، وص، والزمر، وغافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف، وق، والذاريات، والطور، والروم، ولقمان، والسجدة، وسبأ، وفاطر، والنجم، والقمر، والواقعة، والملك، والقلم، والحاقة، والمعارج، ونوح، والجن، والمزمل، والمدثر، والقيامة، والتكوير، والانفطار، والانشقاق، والبروج، والطارق، والأعلى، والغاشية، والفجر، والبلد، والشمس، والليل، والضحى، والانشراح، والتين، والعلق، والعاديات، والإنسان، والمرسلات، والنبأ، والنازعات، وعبس، والقارعة، والعصر، والهمزة، والتكاثر، والفيل، وقريش، والماعون، والكوثر، والكافرون، والمسد.
خصائص السور المكيّة
تتّصف السور المكيّة بخصائص تميّزها عن السور المدنيّة، إلاّ أنّها تشترك بالخصائص والميزات التالية، وهي احتواؤها على قصص الرسل والأنبياء، ومعاملة أقوامهم لهم، وما واجهوه من إهانةٍ وتكذيب، لأخذ العبرة والعظة من الأقوام السابقة، وأيضاً للتخفيف عن الرسول عليه الصلاة والسلام ومواساته خلال دعوته إلى الإسلام، ومن خصائص السور المكيّة ما يلي:
- الدعوة إلى التوحيد، وعبادة الله عز وجل، والابتعاد عن الشرك به.
- ذكر العادات السيئة للمشركين من وأد البنات، وأكل أموال اليتامى، وسفك الدماء.
- التذكير بالجنّة والنار.
- مجادلة الكفار والمشركين، وتوضيح الحقائق.
- الإكثار من مخاطبة العباد بلفظ "يا أيها الناس".
- تبدأ سورها بحروف التهجّي، مثل: ألم، ألر، حم.
- تتميّز السور المكيّة بوجود السجدة في معظم سورها.
- تتّصف السور المكيّة بقصير ألفاظها وقوّتها، وموجز عباراتها.
- الدعوة إلى التمسك بالخلق الرفيع وفعل الخير.
السور المدنيّة
هي السور الّتي نزلت على محمد عليه الصلاة والسلام بعد الهجرة وفي المدينة المنوّرة، حيث تبلغ عدد سورها عشرين سورة، وهي: البقرة، وآل عمران، والنساء، ومحمد، والأحزاب، والفتح، والحجرات، والحديد، والحشر، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والنور، والممتحنة، والجمعة، والمنافقون، والطلاق، والتحريم، والمجادلة، والنصر.
خصائص السور المدنيّة
- تتميّز بالآيات والمقاطع الطويلة.
- تركّز السور المدنيّة على ذكر المنافقين وصفاتهم والتحذير منهم.
- معظم سورها تبدأ بلفظ "يا أيّها المؤمنون".
- تتطرّق الآيات المدنيّة إلى دعوة أهل الكتاب ومجادلتهم، ومخاطبتهم للدخول في الإسلام، عن طريق الإقناع والترغيب.
- تحتوي السور المدنيّة على الحدود والفرائض.
- تتميّز السور المدنيّة بذكر قواعد الشرع وأهدافه وصفاته.
- تتحدّث السور المدنيّة عن المعاملات، والعبادات، والأمور الدنيويّة الّتي تخصّ الإسلام، والأمور الماليّة، ومعاملات الطلاق والزواج، ووسائل التشريع من صلاة وصوم وزكاة، وأمور الحرب والسلم، والجهاد في سبيل الله.