-

مدينة جبل طارق

مدينة جبل طارق
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مدينة جبل طارق

تُعَدُّ مدينة جبل طارق عاصمة بلد جبل طارق،[1] وهي تتبعُ إداريّاً إلى المملكة المُتَّحِدة، وتقعُ على شبه جزيرة ضيِّقة تُطِلُّ من الشاطئ الجنوبيّ لإسبانيا على البحر الأبيض المُتوسِّط، علماً بأنّ المدينة تحتلُّ مساحة جغرافيّة تُقدَّر بنحو 6كم2، ومعظم هذه المساحة تحتلُّها كُتلة صخريّة ضخمة من الحجر الجيريّ تُعرَف ب(صخرة جبل طارق)، أمّا تسمية المدينة بجبل طارق فهي تُنسَب إلى القائد المُسلم طارق بن زياد الذي دخل إسبانيا فاتحاً في عام 92هـ/711م.[2]

الجغرافيّة والمُناخ

تلعب التضاريس في منطقة جبل طارق، والموقع الجغرافيّ المُتميِّز دوراً مُهمّاً في تنوُّع مناخها؛ فهي تقع على حافّة القارّة الأوروبّية، بالقُرب من القارّة الأفريقيّة، كما أنّها قريبة في الوقت نفسه من البحر الأبيض المُتوسِّط، والمحيط الأطلسيّ، عند المدخل الغربيّ لحوض البوران الواقع بين سلسلة جبال الأطلس من الجهة الجنوبيّة، وسلسلة جبال سييرا نيفادا في الشمال، وتُشكِّل هذه الجبال حاجزاً طبيعيّاً أمام الرياح القادمة من حوض البوران؛ نتيجة لذلك تسود الأجواء الجافّة، والدافئة، وتهبُّ الرياح المَحلّية القادمة من الاتّجاه الغربيّ، أو الشرقيّ خلال فصل الصيف، ويَصل مُعدَّل الفترة الزمنيّة لوجود الأشعّة الشمسيّة إلى نحو 10 ساعات وثلاثين دقيقة خلال اليوم، ويستمرُّ الجفاف خلال الصيف إلى 90 يوماً مُتتالِياً، أمّا مُتوسَّط درجة الحرارة خلال شهر آب/أغسطس، فهو يبلغ 24.3 درجة مئويّة. وفي فصل الشتاء تسودُ الأجواء الرطبة، والباردة، حيث تكون الأجواء بما تبلغ نسبته 30% من الأيّام رطبة، ويصل مُتوسَّط درجة الحرارة خلال شهر كانون الثاني/يناير إلى 13.5 درجة مئويّة.[3]

السكّان

يقطنُ جبلَ طارق ما يُقارب 30,000 نسمة، وتتشكَّل الغالبيّة العُظمى من السكّان من الأصول الإيطاليّة، والبرتغاليّة، والإسبانيّة، والمالطيّة، بالإضافة إلى السكّان من أصل العسكريّين البريطانيّين، ويُذكَر أنّ سُكّان مدينة جبل طارق جميعهم يقطنون في شقق سَكَنيّة صغيرة، ومبانٍ سَكَنيّة عالية قد يصل عدد أدوارها إلى 16 دوراً، علماً بأنّ الحكومة هي مَن أنشأت هذه المباني، أمّا من الناحية الدينيّة، فإنّ مُعظم سُكّان المدينة يتبعون الكنيسة الرومانيّة الكاثوليكيّة، بالإضافة إلى أنّ مُعظم العائلات في جبل طارق يتحدَّثون اللغة الإسبانيّة في منازلهم، إلّا أنّ اللغة المُستخدَمة في التدريس هي اللغة الإنجليزيّة، مع التنويه إلى أنّ التعليم مجّاني لِمَن هم بَين سِنّ 5-15 سنة.[2]

الجانب الاقتصاديّ

اعتمدَ اقتصاد جبل طارق بشكل أساسيّ قَبل 20 سنة على الجيش البريطانيّ؛ فقد كان هو المُحرِّك الرئيسيّ لاقتصاد البلاد، حيث وصلت نسبة مساهمته في الدخل القوميّ إلى نحو 60%، ومع تنوُّع الأنشطة الاقتصاديّة بين التجارة، والسياحة، وغيرها من المجالات، بدأت مساهمة الجيش البريطانيّ في الدخل القوميّ تَقِلُّ إلى أن وصلت في الآونة الأخيرة إلى نحو 7%، علماً بأنّ الحكومة البريطانيّة منعت ضريبة القيمة المُضافة على البضائع، ممّا شَجَّع حركتي الاستثمار، والتجارة، كما تنتشر في جبل طارق العديد من دُور النَّشر، ومراكز صناعة الألعاب الإلكترونيّة، بالإضافة إلى أنّ مضيق جبل طارق يساهم في نَقْل نحو سُدس التجارة العالَميّة، وحوالي 5% من تجارة النِفط العالَميّة، ومن الجدير ذِكره أنّ جبل طارق لا يضمُّ الكثير من المناطق الزراعيّة؛ ولذلك فإنّ السكّان يستوردون الموادّ الغذائيّة من الخارج.[4]

الأحداث التاريخيّة البارزة

مرَّ جبل طارق عبر تاريخه الطويل بالعديد من الأحداث المِفصَليّة التي كان لها الأثر البارز في حاضر، ومُستقبَل المنطقة، وأهمّ هذه الأحداث:[5]

  • دخول القائد المسلم طارق بن زياد إلى منطقة جبل طارق في عام 771م، حيث سُمِّيَت حينها باسمه.
  • خسارة المسلمين لمنطقة جبل طارق بعد أن وقعت تحت الاحتلال الإسبانيّ في عام 1462م.
  • انضمام جبل طارق إلى إسبانيا بأَمرٍ من الملكة إيزابيلا الأولى، ملكة قشتالة، وأراجون في عام 1501م.
  • استغلال البريطانيّين حربَ الخلافة الإسبانيّة التي وقعت بين عامَي 1701، و1714م، حيث استولوا على جبل طارق الواقع تحت الحُكم الإسبانيّ عام 1704م.
  • توقيع معاهدة أوترخت التي تنصُّ على تنازُل إسبانيا عن سيادتها على جبل طارق لمصلحة بريطانيا عام 1713م.
  • إطلاق صفة المُستعمَرة التابعة للتاج البريطانيّ على جبل طارق عام 1830م.
  • إخلاء سُكّان منطقة جبل طارق من مساكنهم بشكل مُؤقَّت؛ بهدف تحويل المنطقة إلى حِصن عسكريّ خلال الحرب العالَميّة الثانية، إلّا أنّه لم يتمّ إرجاع السكّان بشكل سريع، ممّا أغضبهم، ودفعهم إلى المُطالَبة بوجود حُكم مَحلّي عام 1940م.
  • انعقاد المجلس التشريعيّ الأوّل في منطقة جبل طارق عام 1950م.
  • إطلاق حملة إعادة جبل طارق إلى السيادة الإسبانيّة من قِبَل لجنة إزالة الاستعمار التابعة للأُمَم المُتَّحِدة عام 1963م.
  • التصويت بالأغلبيّة العُظمى على استمرار السيادة البريطانيّة، وذلك وِفق استفتاءٍ عامٍّ أُجرِيَ على سُكّان المنطقة عام 1967م.
  • منح جبل طارق حُكماً ذاتيّاً داخليّاً تامّاً وِفق دستورٍ حديث، ممّا أدّى إلى احتجاج إسبانيا من خلال إغلاق حدودها مع جبل طارق، وسَحْب القُوى العامِلة منها، وذلك في عام 1969م.
  • انضمام جبل طارق برفقة بريطانيا إلى المجموعة الاقتصاديّة الأوروبّية في عام 1973م.
  • توقيع اتّفاقية لشبونة، بين الحكومَتَين: الإسبانيّة، والبريطانيّة، بحيث تتيحُ استئنافاً تدريجيّاً للمُفاوضات بين البلدَين بشأن جبل طارق، وذلك في عام 1980م.
  • إعطاء الجنسيّة البريطانيّة التامّة لقاطِني جبل طارق عام 1981م.
  • فتح الحدود بين إسبانيا، وجبل طارق، وِفق شروط مُحدَّدة عام 1982م.
  • توقيع اتّفاقية بين إسبانيا، وبريطانيا، حيث تقضي بضمان حقوق السكّان الإسبانيّين في جبل طارق، وفي المُقابل أيضاً حقوق سُكّان جبل طارق في إسبانيا، وذلك في عام 1984م.
  • مُعارَضة المُقترَح البريطانيّ بشَأن الشراكة بين بريطانيا، وإسبانيا في السيادة على جبل طارق، وذلك وِفق استفتاء أُجرِيَ على سُكّان جبل طارق، وذلك في عام 2002م.
  • السماح بإقلاع، وهبوط الطيران، من وإلى مطار جبل طارق، وذلك في عام 2006م.
  • زيارة وزير الخارجيّة الإسباني آنذاك ميغيل أنخيل موراتينوس إلى جبل طارق، وذلك في عام 2009م.
  • توتُّر العلاقات بين جبل طارق، وإسبانيا بعد بناء جزيرة اصطناعيّة في المياه المُحيطة بالجبل، وذلك في عام 2013م.
  • التصويت بالأغلبيّة العُظمى على بقاء جبل طارق في الاتِّحاد الأوروبّي، وذلك في عام 2016م.

المراجع

  1. ↑ حسام الدين إبراهيم عثمان، موسوعة مدن العالم، صفحة 74. بتصرّف.
  2. ^ أ ب دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية )، السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 213،214، جزء الثامن. بتصرّف.
  3. ↑ " Weather ", www.gibraltar.gov.gi, Retrieved 2-12-2018. Edited.
  4. ↑ "جبل طارق.. عقدة جديدة بمسار البريكست"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2018. بتصرّف.
  5. ↑ "سرد موجز لتاريخ جبل طارق"، www.bbc.com، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2018. بتصرّف.