مدينة معضمية الشام
الجُمهوريّة العربيّة السوريّة
سُوريا هي دولة عربيّة تقع في الجُزء الشماليّ الشرقيّ للبحر الأبيض المُتوسِّط، ويحدُّها من جهة الشرق العراق على طول 605كم، ومن الجنوب تحدُّها المملكة الأردنيّة الهاشميّة على طول 275كم، ومن جهة الجنوب الغربيّ تحدُّها كلٌّ من فلسطين على طول 76كم، ولبنان على طول 375كم، ومن الجانِب الشماليّ تحدُّها تُركيا على طول 822كم، ويمتدُّ الشريط الساحليّ لها على طول 192كم، ومن الجدير بالذكر أنَّ سوريا تتميَّز بمناخ حارّ، وجافّ خلال فصل الصيف في مُعظم المَناطِق السوريّة، وبمناخ حارّ، ورَطب في المَناطِق الواقعة على طول الشريط الساحليّ، ويُعتبَر المناخ مُعتدِلاً في مَناطِق المُرتفعات الجَبَليّة، وفي فصل الشتاء يكون الطقس مُهيّأ لسُقوط الأمطار، والثلوج على المُرتفعات، وبالنظر إلى الجانب الطبوغرافيّ من الدَّولة، فإنَّ سَطْح الدَّولة يتكوَّن في مُعظمه من هضبة تحتوي على صحاري، وسُهوب رعويّة، وسُهول ساحليّة تُطلُّ بامتدادها على شَواطئ البحر الأبيض المُتوسِّط، ومن الجدير بالذكر أنَّ الجُمهوريّة السوريّة تُقسَّم إداريّاً إلى 14 مُحافظة، وهي: درعا، ودير الزور، وريف دمشق، وحَلَب، وحَماة، وحِمْص، وإدلب، واللاذقيّة، والحسكة، والقنيطرة، والرقَّة، والسويداء، وطرطوس، ومدينة دمشق.[1]
مدينة معضميّة الشام
مدينة معضميّة الشام هي مدينة عربيّة سوريّة، وتُعتبَر المدينة الأقرب في المسافة إلى عاصمة الجمهوريّة العربية السوريّة (مدينة دمشق)، وهي تُمثِّل أكبر مناطق غُوطَة دمشق من حيث المساحة،[2] وتتبَع المدينة إداريّاً إلى منطقة داريا (إحدى مناطق ريف دمشق)، ويُعتقَد تاريخيّاً بأنَّ مدينة معضميّة الشام نُسِبت إلى الملك المُعظَّم (عيسى بن أيّوب) الذي تُوفِّي في عام 624 للهجرة، وأنَّ تاريخ نشأة المدينة كان قبل عهد هذا الملك بعِدَّة قرون، إلّا أنَّه لم يُذكَر في النصوص التاريخيّة شيءٌ عن اسمها القديم، أو وجه انتسابها للملك عيسى بن أيّوب، ومن الجدير بالذكر أنَّه قد وَرَد أنَّها سُمّيت بمعضميّة الشام؛ لتفريقها عن معضميّة جيرود في منطقة القطيفة، عِلماً بأنَّ معضميّة الشام اليوم تُعتبَر مدينة كبيرة، وتمتدُّ حُدودها الجغرافيّة على مساحة واسعة من منطقة داريا إلى أن أصبحت على بُعد بِضعة كيلومترات عن مدينة دمشق.[3]
المَوقِع الجغرافيّ والمساحة
تقع مدينة معضميّة الشام في منطقة داريا الواقعة في مُحافظة ريف دمشق، وتحتلُّ المدينة الجُزء الغربيّ من مدينة دمشق على بُعد حوالي 6كم منها، ويُمكن الدخول إلى المدينة من مَدخلَين رئيسيَّين، هما: المدخل الشرقيّ من جهة مدينة دمشق، والمدخل الغربيّ من بلدة جديدة عرطوز،[2] وتُعتبَر مدينة معضميّة الشام مدينة سهليّة؛ فهي تقع على ارتفاع حوالي 740م فوق مُستوى سطح البحر، في منطقة سهليّة تُحيط بها الجبال، والمُرتفعات، مثل: جبل داريا، وجبل عنتر (بارتفاع 1207م)، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذا الموقع الجغرافيّ المُتميِّز للمدينة جعلها محطَّة في طريق القوافل التجاريّة قديماً، والمُتَّجهة إلى مصر، وفلسطين، بالإضافة إلى كونها طريقاً للجيوش المُتحاربة، وساحة حرب للعديد من المعارك والحُروب، مثل المعركة التي وقعت في حزيران من عام 1941م بين القُوَّات الفيشيّة، وقُوَّات فرنسا الحُرَّة،[3] وبالنظر إلى المساحة الجغرافيّة للمدينة؛ فهي تحتلُّ حوالي 4220 هكتاراً، وهي بذلك تُعتبَر أكبر مُدن الريف الغربيّ (الغوطة) من حيث المساحة.[2]
السكّان
بلغ عدد سُكّان مدينة معضميّة الشام وِفق إحصائيّات عام 2007م ما يُقارِب 70 ألف نسمة من مُقيمين، ومُواطنين، ووافدين، مُعظمهم من المُسلمين، أمَّا عدد السكّان الأصليّين للمدينة فيبلغ نحو 30 ألف نسمة، وبقيّة السكّان هم من الوافدين، والقادمين إلى المدينة من مُختلَف المُحافظات السوريّة؛ وذلك بسبب قُربها من العاصمة دمشق، وتجدُر الإشارة إلى أنَّ المجلس المحلِّي لمدينة المعضميّة قد أجرى في عام 2016م دراسة إحصائيّة لعدد سُكاّن المدينة، وتبيَّن أنَّها تضمّ ما يُقارب 45 ألف نسمة، وهذا يعني أنَّ عدد السكّان قد قلَّ مُقارنة بعام 2007م؛ ويعود السبب في ذلك إلى الحروب، والنزاعات التي دارت في المنطقة، وتسبَّبت في موت العديد من السكّان، وهجرة أعداد كبيرة إلى مناطق أكثر أماناً.[2]
الاقتصاد
تُعتبَر مدينة معضميّة الشام من المُدن الصناعيّة، وذات الاقتصاد القويّ في المنطقة؛ فهي تضمّ العديد من المَعامل، والمصانع التي تتخصَّص في الصناعات الحديثة، والتقليديّة، ومن الجدير بالذكر أنَّه يتمّ تشغيل هذه المصانع بواسطة الأيدي العاملة المحلِّية، وأهالي المنطقة، كما تضمّ المدينة العديد من الأراضي الزراعيّة التي تحتوي على أشجار الزيتون بكثرة، والتي تُعتبَر المَورد الأساسيّ في المدينة، ويُعرَف الزيتون فيها بالزيتون الشاميّ، ويتميَّز باحتفاظه بالطعم، والجودة، والرَّونق لأطول فترة مُمكنة، وتشتهر المدينة أيضاً بمزارع الحبوب، والأعلاف التي تُوجَد على مساحات شاسعة،[2] ويعمل أهالي المدينة في المناجم، ومقالع الحجارة، والرمال في المناطق الجَبليّة المُحيطة؛ لصناعة الموادّ اللازمة في البناء، بالإضافة إلى انتشار تربية الأبقار التي تُعتبَر مصدراً مُهمّاً للحليب، وصِناعة الأجبان في مُختلَف المُحافظات السوريّة.[3]
تاريخ المدينة ومَعالِمها
قدَّم أهالي مدينة معضميّة الشام أرواحهم في سبيل الحُصول على الحُرِّية، والكرامة؛ حيث سقط العديد من الشُّهداء في الحرب العالميّة الأولى، بالإضافة إلى مُشارَكتهم في مُقاوَمة المُستعمِر الفرنسيّ الذي حاول احتلال الأراضي السوريّة، كما شاركوا في حرب فلسطين عام 1948م، واستُشهد المئات منهم، وبالنظر إلى الأبنية القديمة في المدينة، فيُلاحَظ أنَّ أُسلوب الطراز الدمشقيّ واضحاً فيها؛ حيث تمّ بناؤها باستخدام الحجر، والطوب، وفي وسطها فسحات سماويّة لا يعتليها سَقْف، كما تحتوي المدينة على العديد من المساجد القديمة، والكبيرة، بالإضافة إلى مقامات، وقُبور العديد من الأولياء، والصالحين، مثل: مقام السيِّدة زينة التي يُذكَر بأنَّها من أهل بيت النبي -عليه الصلاة والسلام-، ومقام الصحابيّ عبد الرحمن بن عوف، ومقام الجندلي الذي يقع في نزلة ساحة الحُرِّية، بالإضافة إلى العديد من المقامات الأُخرى.[2]
المراجع
- ↑ حيى نبهان، أطلس الوطن العربي، صفحة 49-52. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح "معضمية الشام.. مدينة تموت جوعا"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-10-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب ت محمود محمد علقم، محافظة ريف دمشق، صفحة 157،158. بتصرّف.