مدينة يبرود في سوريا
يبرود
يبرود هي مدينة سوريّة قديمة يعود تأسيسها إلى ما عصور ما قبل التاريخ، وتقع في وادي إلى الشمال من العاصمة السوريّة دمشق على بعد 80كم، وتحتضنها جبال القلمون المحاذية لجبال لبنان الشرقيّة، ويحيط بغالبيّة جهات المدينة جبال مرتفعة يوجد على رؤوسها مجموعة من التيجان الصخريّة، ومن أبرز هذه الجبال جبل مار مارون، وجبال الجرد الشرقي من سلسلة الجبال السوريّة، ويبلغ عدد سكان هذه المدينة ما يقارب 45.000 نسمة حسب إحصائيّات عام 2009م.
تاريخ يبرود
تعتبر مدينة يبرود من أوائل المناطق التي سكنها الإنسان في عصور ما قبل التاريخ، حيث تمّ الكشف عن كهوف محفورة في الجبال، والأودية الواقعة بالقرب من المدينة، وفي العهد الروماني كانت هذه المدينة مركزاً عسكرياً يحتوي على مجموعة من الحصون التي ما زالت بعض آثارها باقية حتى يومنا هذا، كما أنّه تمّ تشييد معبد كبير لعبادة الشمس في العصر الآرامي ما زالت هناك حجارة باقية منه منقوش عليها بعض الكتابات الدالة على تاريخ هذا المعبد وحقبته التاريخيّة.
تمّت عمليات البحث عن الآثار في المدينة في عام 1930م بواسطة العالم ألفرد روست، والتي استمرت لمدة ثلاث سنوات تمّ خلالها اكتشاف المعالم الحضاريّة والأثريّة لها، كما توالت بعثات البحث والتنقيب حيث حضرت مجموعة أمريكيّة من الباحثين التابعين لجامعة كولومبيا برئاسة البروفسور رالف سوليكي في عام 1956م لإكمال عمليات البحث الأولى، وعاد مرة أخرى في عام 1987م ليكتشف آثار الإنسان اليبرودي الذي يعد أقدم سكان الأرض، والذي ينتمي إلى أقدم حضارة.
تحتوي هذه المدينة على كنيسة يبرد التي تعتبر من أبرز المعالم الأثريّة وأقدمها في سوريا ككل، كما أصبحت هذه المدينة نقطة مركزيّة مهمة لأحد الممالك الآرامية في سوريا وبلاد الشام سنة 1000 قبل الميلاد، وهذا ما جعلها تتطور سياسيّاً وعسكريّاً واقتصاديّاً، وشيد أكبر معابدها لعبادة الشمس في ذلك الوقت، وسرعان ما تحول هذا المعبد لعبادة كبير آلهة الرومان جوبيتر، وفي عام 331م أصبح هذا المعبد كاتدرائيّة مسيحيّة اسمها قسطنطين وهيلانة، وذلك اقتداءً بالإمبراطور قسطنطين الذي نشر الحريّة الدينيّة في البلد بسبب إقناع أمه القديسة هيلانة له بضرورة التسامح الديني، وبذلك أصبحت الديانة المسيحيّة هي الديانة السائدة في الدولة الرومانيّة.
مناخ يبرود
يسود في هذه المدينة المناخ البارد جدّاً في فصل الشتاء، والبارد المعتدل في فصل الصيف، ويشار إلى أنّ الملكة زنوبيا كانت تتصيف في هذه المدينة خلال فترة حكمها للمملكة تدمر هذا حسب ما أثبتته الدراسات التاريخيّة.
اقتصاد يبرود
تعد يبرود مدينة زراعيّة يعتمد سكانها على الزراعة المرويّة بالمطر، وتعددت محاصيلها الزراعيّة، والتي من أهمها البطاطس اليبروديّة، والتين، والكرز، واللوز، والمشمش، والقمح، وأعشاب البابونج وغيرها الكثير من الأعشاب الطبيّة.