-

مدينة يثرب قبل الإسلام

مدينة يثرب قبل الإسلام
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مدينة يثرب

تعتبر المدينة المنورة التي كانت تسمى بيثرب قبل الإسلام من أشهر المدن الإسلامية عبر التاريخ، فهي التي هاجر إليها النبي عليه الصلاة والسلام والمسلمون، وهي موطن الأنصار الذين نصروا الله ورسوله وكان لهم دور مهم ومؤثر في مسيرة الدعوة الإسلامية، كما أنّ هذه المدينة المباركة كانت العاصمة الأولى للدولة الإسلامية.

تاريخ مدينة يثرب

يعود تاريخ مدينة يثرب إلى الألف الخامس عشر قبل الميلاد، وورد اسم مدينة يثرب في النقوش الآشورية في القرن السادس قبل الميلاد حينما أشارت إلى مدينة في الحجاز تدعي لاثريبا، وكذلك ورد هذا الاسم في كتابات بطليموس الإغريقي، وسكنت قبائل عُرفت باسم عيبل هذه المدينة واستوطنت فيها، وكانت يثرب جزءاً من الأراضي التابعة للعماليق الذين كانوا يسيطرون على فلسطين وشمال سيناء والحجاز، بعد ذلك أصبحت مدينة يثرب جزءاً من مملكة معين اليمنية التي كانت مسيطرة على اليمن آنذاك، ثمّ عرفت المدينة نزوح عدد من القبائل اليهودية إليها خاصة في القرن الثاني قبل الميلاد حينما تعرض اليهود في فلسطين إلى اضطهاد من الرومان أجبرهم على النزوح جنوباً حيث وجدوا في مدينة يثرب أرضاً صالحة للعيش والحياة الكريمة.

الوجود العربي في مدينة يثرب

إنّ قبائل الأوس والخزرج الذين خرج منهم الأنصار الذين بايعوا النبي عليه الصلاة والسلام بيعة العقبة الأولى والثانية قدموا إلى مدينة يثرب وفق الروايات التاريخية من أرض اليمن وسبأ حينما انهار سد مأرب، واستوطنوا تلك الديار وسكن فيها يهود بني قريظة وقينقاع وبني النضير، وعقدوا مع اليهود حلفاً للدفاع عن المدينة ضد المخاطر التي تحيق بها، إلا أنّ اليهود بمكرهم استطاعوا التحريش بين تلك القبائل وزرع الفرقة بينها حينما أشعلوا بينها حروباً ونزاعات استمرت عقوداً من الزمن، ولم تنتهي تلك النزاعات إلا بعد وصول المسلمين إلى تلك المدينة حيث ألفت دعوة الإسلام وتعاليمه بين قلوب المسلمين.

هجرة المسلمين إلى مدينة يثرب

كانت اللحظة الفارقة في تاريخ هذه المدينة العظيمة يوم هاجر النبي عليه الصلاة والسلام والمسلمون إليها في سنة 622 للميلاد، وكان أول عمل يقوم به فيها بناء المسجد حيث بني مسجد قباء أولاً، ثمّ المسجد النبوي الشريف، وبعد بضعة أشهر آخى النبي الكريم بين المهاجرين والأنصار في المدينة، ووضع دستوراً منظما للعلاقات بين مكوّناتها المختلفة، ثمّ انطلقت من المدينة المنورة أولى الحملات العسكرية التي واجه فيها المسلمون قوى الضلال والاستكبار في السنة الثانية للهجرة حينما حصلت معركة بدر الكبرى التي انتصر فيها المسلمون نصراً مؤزراً.