مفهوم العقيدة والشريعة والسلوك
مفاهيم إسلامية
هناك علاقة وثيقة تربط بين العقيدة والشريعة والسلوك ببعضها البعض، ويتمثل ذلك بأنها جميعها تؤدي دور الركائز في الديانة الإسلاميّة، ويكمل بعضها البعض دون إمكانيّة الفصل بينهما، فالمسلم لا يمكن أن يكون مكتمل الإيمان إلا في حال موافقة عمله مع اعتقاده، وبوجودها جميعها لدى الفرد يصبح إنساناً مؤمناً مسلماً، بهذا فإنّ العقيدة تؤدّي دوراً مهماً في جعل الشخص ينقاد لكافة الأحكام والتشريعات الإلهيّة وبالتالي التحلّي بالأخلاق الحسنة التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على ضرورة التحلّي بها، بهذا يصبح الانسان متوازناً كاملاً في إيمانه.
العقيدة
العقيدة والاعتقاد جمعها عقائد، تعرف بأنّها الحكم القطعي غير القابل للشك فيه، ويشير اللفظ إلى كل ما عُقد قلب الإنسان عليه من أفكار وقيم ومبادئ بغض النظر عن مدى صحته أو بطلانه، ويندمج مصطلح العقيدة مع عدد من المفاهيم كالإيمان والإيديولوجيا والعقائد الدينيّة، ومن الممكن أن يأتي الإيمان بهذه العقيدة بالاعتماد على الإدراك الحسيّ والاستنتاج والاتصال مع الآخرين.
يشار إلى أنّ الإنسان ينجرّ وراء التعصب وما يؤمن به من مبادئ وآراء تتمحور حول عقيدته، فيصبح غير قابل للنقاش فيها أو حتى تقييمها موضوعيّاً، ويصبح معادياً لأي رأي يخالفه في أمرها؛ ويصرف النظر عن كل ما يتعلق بها من حقائق وأدلة تخالف رأيه.
أما المصطلح الأكثر استخداماً وهو العقيدة الإسلاميّة؛ والذي يقترن مفهوم العقيدة به بشكل مباشر؛ ويشير مفهوم العقيدة لغةً إلى الجذر الثلاثي عَقَدَ، ويقال عقد الشيء أي جزمه أو لزمه ووثقّه، أما العقيدة اصطلاحاً فهي العقيدة الإسلاميّة؛ وهي التصوّر الإسلامي الشامل لكل ما يتعلق بالإيمان العميق بالخالق سبحانه وتعالى، والكون والحياة والإنسان، والإيمان بما كان قبل الحياة وما بعدها وكل ما بينهما من علاقة، كما تضمّ العقيدة كل ما يتطرّق لمواضيع الإيمان وأصول الدين والاعتقادات كما هو الحال بالإيمان القطعيّ بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر.
الشريعة
الشريعة لغةً: هي طريق الحق والاستقامة، كما أنها الطريق واضح المعالم الموصل إلى الحق بأمر من الله تعالى؛ كما جاء في الأثر بأنها المورد المائي دائم الجريان الذي كان العرب يتواردون إليه لسقي دوابهم، وأخيراً فالشريعة أو التشريع هي سن القوانين والإلزام بها.
يشير مصطلح الشريعة اصطلاحاً إلى الشريعة الإسلاميّة؛ وهو ذلك العلم التربويّ الذي يسلّط الضوء على صقل شخصيّة المسلم وجعلها تتكامل مع ما يحيط به في المجتمع ليصبح المرء المسلم ومجتمعه المسلم مثالييّن، وأكثر ما يميّز هذا المصطلح هو الغاية والمصدر، ويشار إلى أنه يهتم كثيراً في الاطلاع على كل ما يحيط بالفرد من ظروف.
السلوك
السلوك لغةً: هو مصدر ثلاثي يطلق على الفعل وما جاء من رد عليه لتحقيق غرض أو عضويّة معينة، ويرتبط السلوك ارتباطاً وثيقاً في البيئة؛ حيث تترك البيئة الأثر الأكبر في مدى وعيه بالعالم الخارجي.
أما فيما يتعلق بتعريف السلوك في ضوء الإسلام فإنه ما يصدر عن الإنسان من تصرفات بغض النظر عن تصنيفها حسنة أو سيئة، ويعتبر ما يتوافق مع الشريعة الإسلامية بأنه سلوك حسن، أما ما يخالفها فيكون سلوكاً سيئاً.