مفهوم رعاية الأبناء في الإسلام
رعاية الأبناء
الأبناء زهرة الحياة الدّنيا وزينتها، وهم بَهجة النفوس وقُرَّة الأعين، واعتبَرهم الله سبحانه وتعالى أمانةً عند آبائهم وأمَرَهم برعايتهم لإنتاج جيلٍ مسلمٍ لربه مؤمناً به عزّ وجل ومقيماً لقواعد الدين الإسلامي؛ فرِعايتهم واجبةٌ على الآباء وسيُسألون عنها يوم القيامة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم: 6].
أولى الإسلام رعايةَ الأبناء أهميّةً خاصّةً في كلّ مراحل حياتهم؛ أَجِنَّةً، ورُضَّعًا، وصبيانًا، ويافعين، إلى أن يَصِلُوا إلى مرحلة الرّجولة والأنوثة، وتعد هذه الرعاية مسؤوليةً ليست بالسهلة نظراً لكثرة المؤثرات الخارجية التي تتدّخل في التربية والرعاية، فما هو مفهوم رعاية الأبناء في الإسلام؟
مفهوم رعاية الأبناء في الإسلام
- الرعاية لغةً: الحفظ والصّيانة والحماية.
- رعاية الأبناء في الإسلام: هي حفظ الأبناء وصيانتهم من كلّ ما يلحق بِهِمْ الأذى، وتوجيههم إلى الخير وإبعادهم عن الشر، وحَضّهم على الالتزام بدين الله الحنيف.
قال صلى الله عليه وسلّم: (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ"، وهذا يدلّ على دور الآباء في تقديم الرّعاية السليمة لأبنائهم) [رواه البخاري].
مظاهر رعاية الآباء للأبناء
- الرعاية الدينية: يَظهر ذلك من خلال تَعليم الأبناء أصول وأحكام دينهم ورَبطهم بمَبادىء الشريعة الإسلامية، وتَأديبهم وتَحسين أخلاقهم.
- الرعاية الدنيوية: يَظهر ذلك من خلال الاهتِمام بالحاجات البدنيّة والنفسية للأبناء.
حقوق الأبناء في الإسلام
- حسن اختيار الأم بحيث تكون صاحبة دين وحَسب ونسب.
- التحصين من الشيطان عند وضع النُّطفة في الرحم.
- الحق في الحياة بعد أنْ يكتب الله له التكوين فلا يحقّ لأحدٍ أن يجهضه أو يحاول إسقاطه.
- الفرح والسرور عند ولادته وعدم العبوس والكدر.
- الأذان في أُذُنِهِ اليمنى، والإقامة في أُذُنِهِ اليسرى.
- التحنيك بالتمر عند الولادة.
- حلق شعر رأسه والتصدّق بوزنه فضةً.
- اختيار الاسم الحسن ذي المعنى الجيّد؛ بحيث يبعث الرّاحة في النفس والطمأنينة في القلب.
- تأدية العقيقة، ومعناها ذبح الشاة عن المولود يوم السابع من ولادته.
- الرّضاعة؛ فلها أثرٌ في التكوين الجسدي والانفعالي والاجتماعي للطفل.
- الحضانة والنفقة والرعاية وتقديم ما يحتاجه من الطعام والشراب والمأوى والملبس؛ لحماية صحّته من الأمراض وضمان نموّه بالشكل السليم.
- حسن التربية وتعليمه ضرورات الحياة التي تساعده على العيش بشكلٍ سويّ في مجتمعه.
- العدل والمساواة بينه وبين بقية أخوته وعدم التفريق والتمييز بينهم.
- رفده بالحنان والرحمة والملاطفة، واللعب معه وتحمّل ما يصدر منه من أخطاءٍ وتجاوزاتٍ.