-

مفهوم الحوار في الإسلام

مفهوم الحوار في الإسلام
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مفهوم الحوار في الإسلام

يزخر القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بالكثير من القصص والنماذج التي تجسد معنى الحوار، فهو أفضل طرق الإقناع الذي ينبع من ذات الإنسان وأعماق نفسه، كما أنّه أساس الإيمان النابع من داخل الإنسان والذي لا يمكن أن يفرض عليه فرضًا من الخارج، ومن النماذج التي قدمها القرآن الكريم تمثيلًا لمفهوم الحوار:[1]

  • قصة إبراهيم عليه السلام والرجل الذي آتاه الله الملك، وقصة أصحاب الجنتين، وقصة قارون وقومه، وداوود عليه السلام مع الخصمين، ونوح عليه السلام مع قومه، وقصة ابني آدم، وقصة نبي الله موسى مع العبد الصالح.
  • حوار موسى عليه السلام مع الله تعالى حين طلب منه أن يسمح له برؤيته.
  • سؤال الله تعالى عيسى عليه السلام إن كان قد طلب من الناس أن يعبدوه وأمه من دون الله.

استخدم القرآن الكريم مبدأ الحوار كوسيلة ناجعة في توضيح المواقف، وهداية العقول، والتدرج بالحجة التي تحترم كرامة الإنسان وتعلي من شأن عقله، أما الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان أفضل من استخدم أسلوب الحوار وعرف أهميته ووظيفته، كما أنّه يعرف أساليبه وآدابه وفنونه، وقد مارسه عليه الصلاة والسلام مع الرجل والمرأة، والشيخ والطفل، والمسلم والكافر طوال حياته.[1]

آداب الحوار

نذكر من آداب الحوار ما يأتي:[2]

  • تجنب الندية والتحديث، والتزام القول الحسن، قال تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَن)،[3] ومنه التعسف في الحديث، وتعمد إيقاع الخصم في المغالطة والحرج.
  • عدم الاسترسال بالحديث والاستئثار به، والالتزام بزمن محدد، ومن أسباب لجوء المُحاوِر إلى الاسترسال هو إعجاب المرء بنفسه، وقلّة مبالاته بالناس، وحبه للشهرة والثناء.
  • الإنصات والاستماع بأدب وهدوء، وتجنب المغالطة.
  • احترام الطرف المقابل وتقديره، وإعطاؤه حقه والاعتراف بمنزلته، ومخاطبته بالعبارات اللائقة.
  • جعل المحاورة في مكان محدد خاص أجمع للفكر وأصفى للذهن، قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا)،[4] حيث تحرك الأجواء الجماهيرية دوافع الرياء وحرص المجادلين على الغلبة.
  • الإخلاص، فيوطّن المحاور نفسه على الإخلاص لله تعالى وهو بالتالي يتجرد في طلب الحق.

تعريف الحوار

الحوار لغةً هو تراجع الكلام، ويتحاورون أي يتراجعون الكلام، وفي الاصطلاح هو مراجعة الكلام بين طرفين أو أكثر بلا وجود أي خصومة بينهم.[5]

المراجع

  1. ^ أ ب ناصر بن سعيد السيف، "الحوار في القرآن الكريم والسنة النبوية"، شبكة الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 28-2-2018.
  2. ↑ صالح بن عبدالله بن حميد، "أصول الحوار وآدابه في الإسلام"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 28-2-2018.
  3. ↑ سورة الاسراء، آية: 53.
  4. ↑ سورة سبأ، آية: 46.
  5. ↑ أحمد بن سيف الدين تركستاني، الحوار مع أصحاب الأديان مشروعيته وشروطه وآدابه، صفحة 9.