-

مفهوم الأخلاق

مفهوم الأخلاق
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الأخلاق

الأخلاق في اللغة جمعٌ، ومفردها الخُلق، وتطلق على مجموعة الصفات النفسيّة للإنسان وأعماله التي توصف بأنّها حسنةٌ أو قبيحةٌ،[1] أمّا الأخلاق في الاصطلاح فهي ميلٌ من الميول أو عادة الإرداة التي تغلب على الإنسان دائماً حتى تصبح عادةً من عاداته، وتُعرّف الأخلاق أيضاً بأنّها: القوة الراسخة في الإرادة التي تجعل المرء يختار ما فيه خيرٌ وصلاحٌ إن كان الخُلق كريماً حميداً، وتجعله يختار الشرّ والفساد إن كان الخُلق سيّئاً وقبيحاً، والفضيلة تطلق على الدرجة الرفيعة من الفضل والخُلق، وتنقسم إلى قسمين؛ فإمّا أن تكون إنسانيّةً أو ربانيّةً، فالفضيلة الإنسانية: هي التي تقوم على المشاعر الإنسانيّة، كالرقّة في الطبع، وشرفٍ في النفس، والرغبة في البرّ والنفور من الشرّ، والفضيلة الربانيّة هي الفضيلة القائمة على المشاعر الروحيّة، التي يُقصد منها نيل رضا الله تعالى، والفضيلة في الإسلام تجتمع فيها الفضيلة الإنسانيّة والربانيّة، حيث إنّ المسلم يحبّ الخير والمعروف للناس، ويكره لهم الشرّ، ولا يؤذي أيّ أحدٍ منهم، وكلّ ذلك طلباً وسعياً لنيل رضا الله تعالى، فالأخلاق الإسلاميّة تُطلق على اعتياد الإنسان على الاستجابة للفضائل الإسلاميّة، وذلك خلال تعامله مع مختلف المخلوقات؛ اتباعاً للمنهج الرباني، وسعياً للحصول على رضا الله سبحانه.[2]

أخلاق حثّ عليها الإسلام

حثّ الإسلام المسلمين على التحلّي بالعديد من الأخلاق الفاضلة الكريمة، وفيما يأتي بيانٌ لبعضٍ منها:[3]

  • خُلق الأمانة: حثّ الإسلام على الأمانة، وهي الفريضة التي حملها الإنسان، عندما رفضت السماوات والأرض والجبال حملها، حيث قال الله تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولً)،[4] وتطلق الأمانة على ما يقوم به الإنسان من أداء الحقوق إلى أصحابها، مع حرصه على الحفاظ عليها، وإعطاء كلّ ذي حقٍّ حقّه، فالله تعالى أثنى على عباده المؤمنين؛ لمحافظتهم على الأمانة ، حيث قال: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ)،[5] كما أنّ الأمانة من الأخلاق التي تمثّلها الرسول صلّى الله عليه وسلّم، واشتُهر بها، وهي من علامات وأمارات الإيمان، والأمانة تكون في العديد من الأمور، منها؛ الأمانة في العبادة، وذلك بالالتزام بالأوامر والتكاليف الشرعيّة التي أمر بها الله تعالى، ابتغاءً لنيل رضاه، والأمانة تكون أيضاً في حفظ الجوارح، فجوارح الإنسان وحواسه أمانةٌ عند الإنسان، فلا يُقبل منه استعمالها فيما لا يُرضي الله تعالى، والأمانة أيضاً في الودائع، وذلك بحفظها وأدائها لأصحابها، والأمانة في العمل بالقيام به على أتمّ وجهٍ وفق ما يُرضي الله تعالى، والأمانة في الكلام بتحرّي صدقها وقول الكلام الطيّب الحسن؛ وذلك رغبةً في نيل الثمار التي تتحقّق بالتزام بالأمانة، منها؛ نيل حب الله تعالى، وحب الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وانتشار الثقة والتعاون بين أفراد المجتمع، وتحقيق الطمأنينة والراحة والسكينة بين الناس، وتعامل الناس فيما بينهم بسهولةٍ ويُسرٍ.
  • خُلق الإيثار: وهو تقديم الفرد حاجات الغير على حاجاته، رغم حاجته لها، فقال الله تعالى: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)،[6] فالإيثار يدلّ على كمال الإيمان والأخلاق الرفيعة التي يمتثلها الفرد، وهو الطريق إلى نيل محبة الله تعالى، والبركة والوقاية من البخل والشحّ، وبالإيثار ينتشر التعاون بين أفراد المجتمع، وتتحقّق الكفاية الماديّة لديهم، وكذلك يتحقّق الكمال الإيمانيّ في النفس، وترك الحقد والبغض والكراهية والحسد، وممّا يدفع المرء إلى التحلّي بالإيثار؛ الرغبة في التحلّي بأسمى الأخلاق الكريمة، والبغض والكره للشحّ والبخل، وتعويد النفس على تحمّل الشدائد والصعاب، وتعظيم حقوق الآخرين.
  • خُلق الحِلم: ويطلق الحِلم على ضبط النفس، وكظم الغيظ، وتجنّب الغضب، ومقابلة الشرّ بالخير، دون القبول بالذلّ والهوان، والحِلم صفةٌ من صفات الله تعالى؛ فهو الحليم، حيث قال الله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)،[7] كما أنّ الحِلم من أخلاق الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام، حيث قال الله تعالى عن إبراهيم عليه السّلام: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ)،[8] وبالتحلّي بخلق الحِلم يفوز العبد فينال رضا الله تعالى، كما أنّ الحِلم من العلامات التي تدلّ على أنّ العبد قادرٌ على التحكّم بانفعالاته، وعلى قوّة إرادته، والحِلم وسيلةٌ للتغلّب على الشياطين، وهو طريقٌ لكسب الأعداء فيصبحوا أصدقاء، ولنيل محبّة الناس واحترامهم، ومع الحثّ على التحلّي بخلق الحِلم، إلّا أنّ الغضب قد يكون محموداً في أحوالٍ معيّنةٍ؛ وذلك يتمثّل بالغضب الذي يكون على انتهاك حرمات الله تعالى، فالرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ما كان يغضب إلّا أن تنتهك حرمات الله، ويتحقّق الحِلم لدى العبد بالتربية والتعويد عليه، وتذكّر الثواب الجزيل على التحلّي به.
  • خُلق الحياء: فالحياء من أعظم الأخلاق الكريمة التي حثّ عليها الإسلام، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ لِكُلِّ دينٍ خُلُقًا، وخُلُقُ الإسلامِ الحياءُ)،[9] فالحياء يعدّ الدافع الأساسي الحاث على فعل الخير وترك الشر من الأفعال والأقوال، ومن الجدير بالذكر أنّ الحياء من صفات الله تعالى، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إن اللهَ عزَّ وجلَّ حليمٌ حييٌّ سِتِّيرٌ، يُحِبُّ الحياءَ والسِتْرَ)،[10] كما أنّ الحياء من أخلاق الرسول عليه الصّلاة والسّلام؛ حيث كان أشدّ الناس حياءً.

أهمّيّة الأخلاق وفضلها

إنّ للأخلاق أهمّيّةٌ كبيرةٌ في حياة المسلم، وفيما يأتي بيان بعض الثمرات والفضائل المتعلّقة بالأخلاق الكريمة:[11]

  • تقرّب الأخلاق العبد من الله عزّ وجلّ.
  • نيل محبّة الله تعالى، ومحبّة الناس وكسب قلوبهم.
  • رفع الدرجات وعلوّ وسموّ الهمم.
  • نيل المغفرة من الله تعالى.
  • الفوز بالجنّة في الحياة الآخرة.
  • نيل محبّة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، والقرب منه يوم القيامة.

المراجع

  1. ↑ "تعريف ومعنى أخلاق"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-10-2018. بتصرّف.
  2. ↑ "الأخلاق في الإسلام"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-10-2018. بتصرّف.
  3. ↑ "سلسلة أخلاقنا"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-10-2018. بتصرّف.
  4. ↑ سورة الأحزاب، آية: 72.
  5. ↑ سورة المؤمنون، آية: 8.
  6. ↑ سورة الحشر، آية: 9.
  7. ↑ سورة البقرة، آية: 235.
  8. ↑ سورة التوبة، آية: 114.
  9. ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 3389، حسن.
  10. ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن يعلى بن أمية، الصفحة أو الرقم: 404، صحيح.
  11. ↑ "الأخلاق أهميتها وفوائدها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-10-2018. بتصرّف.