-

مفهوم الإيمان باليوم الآخر

مفهوم الإيمان باليوم الآخر
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

اليوم الآخر

لم تدع الشّريعة الإسلاميّة جانبًا من جوانب حياة الإنسان إلاّ وتناولته، ووضعت له المنهج الواضح، ومن بين ما تطرّقت إليه الشريعة الإسلاميّة في موضوع العقيدة الإسلاميّة مسألة في غاية الأهميّة وهي مسألة الإيمان باليوم الآخر، فاليوم الآخر هو اليوم الذي يأتي بعد انتهاء مرحلة الحياة الدّنيا، وقد سُمّي باليوم الآخر لتأخّره عن مرحلة الحياة الدّنيا القريبة الحاضرة، وقد ورد في القرآن الكريم عدّة أسماء لليوم الآخر؛ منها: يوم الحساب، ويوم التّناد، ويوم القيامة، ويوم الخروج، ويوم التّغابن.

الإيمان باليوم الآخر

الإيمان باليوم الآخر ركنٌ مهمٌّ من أركان الإيمان الستّة، فقد ذُكِر في حديث جبريل عليه السّلام حينما أتى إلى النّبي عليه الصّلاة والسّلام على هيئة رجلٍ ليعلّم المسلمين دينهم، فسأل النّبي عليه الصّلاة والسّلام عن معنى الإيمان فقال: (الإيمانُ أن تُؤْمِنَ باللهِ وملائِكَتِهِ وَكُتبِهِ ورسلِهِ واليومِ الآخرِ، والقدرِ كلِّهِ خيرِهِ وشرِّه قالَ: صدَقتَ) [إسناده صحيح]، ومن هذا الحديث نُدرك أنّ الإيمان باليوم الآخر هو ركنٌ من أركان الإيمان، بمعنى أنّه لا يكتمل إيمان إنسانٍ أو يصحّ ما لم يؤمن بهذا الرّكن العظيم.

معنى الإيمان باليوم الآخر

الإيمان هو التّصديق الذي محلّه القلب، فالذي يصدّق بيوم الدين تصديقًا قلبيًّا جازمًا هو إنسانٌ مؤمنٌ باليوم الآخر، وقد وصف الله سبحانه وتعالى عباده الصّالحين بأنّهم يؤمنون بالغيب، ولا شكّ في أنّ اليوم الآخر هو من أمور الغيب؛ لغيابه عن مشاهدة الإنسان، قال تعالى: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) [البقرة: 3].

مراحل اليوم الآخر

  • البعث: بعد أن ينفخ الملك إسرافيل نفخة الصّعق في الصّور، وتموت الخلائق جميعها، يأمر الله سبحانه وتعالى الأرواح بالعودة إلى الأجساد لتدبّ فيها الحياة من جديد.
  • مرحلة الانتظار: تقف الخلائق لتنتظر أن تعرض أعمالها على الله، وتقترب الشّمس منهم، فمن النّاس من يُلجِمه العرق، ومنهم من يبلغ حقويه بحسب أعمالهم، ويبقون كذلك حتّى يشفع لهم سيّدنا محمد عليه الصّلاة والسّلام ليُعجلّ الله لهم الحساب.
  • مرحلة العرض والحساب: تُعرَض الأعمال على الله تعالى، فمن النّاس من يحاسَب حسابًا يسيرًا، وذلك العرض، ومنهم من يُناقَش فيما فعل من أعمال، وهذا الحساب.
  • مرحلة الميزان: فيها توزّع أعمال العباد إلى حسناتٍ وسيئات.
  • مرحلة كُتُب الأعمال وتوزيع الصّحف: في هذه المرحلة يؤتَى كلُّ إنسانٍ كتابَه، فمن أوتي كتابه بيمينه فقد أفلح، ومن أوتيه بشماله ضلّ وخاب.
  • مرحلة الصّراط: هو جسرٌ له كلاليب يُعلَّق على جنهم، تعبر منه الخلائق جميعها، فمنهم من يتخطّاه بسرعة الخيل، ومنهم من يسقط عنه والعياذ بالله.
  • مرحلة دخول الجنّة أو النار: حيث النّعيم المقيم، أو دخول النّار حيث العذاب الأليم.