-

مفهوم الحرية لغة واصطلاحاً

مفهوم الحرية لغة واصطلاحاً
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تعريف الحريّة لغةً واصطلاحاً

الحريّة لغةً: هي المصدر من حرّ، وهو نقيض العبد، والجمع منه حرائر، أمّا الحرّ من الناس: فهو أفضلهم وأخيرهم، والحرّ عند العرب: هو أشرفهم، أمّا مفهوم الحريّة اصطلاحاً فقد تعدّدت تعاريفه واختلفت اختلافاً كبيراً؛ حيث ورد تعريفها في إعلان حقوق الإنسان والذي صدر في عام 1789م على أنّها: حقّ الشخص في فعل ما لا يضرّ بالأشخاص الآخرين.

تعريف الحريّة في الفقه الإسلاميّ

عرّف الدرينيّ الحريّة في الفقه الإسلاميّ بأنها: (المكانة العامّة التي قرّرها الشارع للأفراد على السواء؛ تمكيناً لهم من التصرّف على خيرةٍ من أمرهم دون الإضرار بالغير)، واستند في هذا التعريف على تعريف الفقهاء لمعنى الإباحة التي تقوم في أصل تشريعها على التخيير بين الفعل والترك، كما عرّفها الفاسي بأنّها: (جعلٌ قانونيّ وليس حقاً طبيعيّاً، فما كان للإنسان ليصل إلى حريته لولا نزول الوحي، وأنّ الإنسان لم يُخلق حرّاً، وإنما ليكون حرّاً).

عرّف الدكتور الغرايبة الحريّة بأنّها: (أصلٌ مركوزٌ في فطرة الإنسان، وجعلها مناط الابتلاء، كما جعل العقل مناط التكليف، فالله عزوجل الذي خلق الإنسان وكونه أراده عاقلاً حرّاً، ثمّ أناط به الخلافة في الأرض وإعمارها وفق منهجٍ تشريعيٍّ عباديٍ متّسق مع نواميس الكون وحركة الموجودات).

ضوابط الحريّة في الإسلام

  • ألّا تؤدي الحريّة إلى تهديد سلامة النظام العامّ ومصلحته، وتقويض أركانه، سواءً على مستوى الفرد أو الجماعة.
  • ألّا تفوّت الحريّة حقوقاً أعظم منها، من خلال رؤية قيمتها ورتبتها ونتائجها.
  • ألّا تسبب حريّة الفرد الضرر لحريّة الآخرين.

آثار مفهوم الحريّة حسب الرؤية الإسلاميّة

  • إدراك الإنسان الهدف من وجوده ألا وهو عبادة الله عزّ وجلّ، والتوكّل عليه وبذل الأسباب لإعمار الأرض.
  • التحرّر من العبودية لغير الله .
  • تحقيق الطمأنينة والسعادة والرضا بالقضاء والقدر.
  • تحرّر الإنسان من الاكتئاب والقلق والاضطراب النفسيّ.
  • الشعور بالطمأنينة والسكينة على النفس والمال والأهل، والشعور بالأمن والأمان في كل شيء.
  • ممارسة الحريّة المتاحة شرعيّاً في أسمى صورها وتطبيقاتها؛ من الجوانب جميعها: الاقتصاديّة، والتعبديّة، والثقافيّة، والأسريّة.

آثار مفهوم الحريّة حسب الرؤية الغربيّة

آثار فكريّة

  • ظهور تيّار من المفكرين والسياسيّين والعلماء الذين ينادون بالعلمانيّة.
  • الدعوة إلى حريّة العقيدة.
  • التركيز على حريّة الفرد، والتي من خلالها يتحرّر من القيود كلّها؛ سواءً: الدين، أو الأخلاق، أو الأعراف.
  • ظهور ما يُسمّى بالليبراليّة الثقافيّة، والتي تدعم حريّة الفرد ليكون ضدّ العادات والتقاليد والقوانين التي تقيّد حريّته الشخصيّة.
  • نشر الفكر والثقافة الغربيّة بالوسائل والطرق المتنوّعة؛ بحجّة حريّة التعبير عن الرأي.

آثار اجتماعيّة

  • تأثيرها في البنية الاجتماعيّة والأسريّة، والدعوة إلى تحرير المرأة.
  • العمل على تشويه مكانة المرأة في الإسلام، وذلك بنشر ما يزعمون عن اضطهاده للمرأة.
  • انتشار الجمعيّات الأهليّة المدعومة من الغرب، والتي تسعى إلى محاربة الهويّة الثقافية الإسلامية.
  • الدعوة إلى تعليم الأطفال الثقافة الجنسية، وتشجيعهم عليها.
  • هدم العلاقة الإنسانية الفطرية ما بين الرجل والمرأة؛ لتصبح علاقة تنافسٍ وصراعٍ ومنازعاتٍ.

آثار اقتصاديّة

حيث ظهرت الليبراليّة الاقتصاديّة، والتي تنادي بأنّ الدولة لا ينبغي لها أن تتولّى الوظائف التجاريّة والصناعيّة، كما أنّه لا يحق لها التدخّل في العلاقات الاقتصاديّة بين الأفراد والمجموعات.