مفهوم الأمانة في الإسلام
الأمانة في الإسلام
وصف الله تعالى عباده المؤمنين بعدة صفات، ومنها حفظ الأمانة وعدم خيانتها لقوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) [المؤمنون:8]، فالأمانة خُلق حسْن وجليل يحبه الله عز وجل ويُثيب عليه، ويتضمن مفهوم الأمانة في الإسلام العديد من الجوانب المختلفة كحفظ أموال الناس، وحفظ النفس، والدين، والعِرض، وسنتحدث فيما يأتي عن مفهوم الأمانة في الإسلام، وفضل حفظها، وخطورة خيانتها.
مفهوم الأمانة في الإسلام
المعنى العام للأمانة هو: ما نهى الشرع عن فعله من نواهي، وما أمر بفعله من أوامر، وقبول تلك الأوامر والنواهي بشروطها كما وضحتها الشريعة، فإذا التزم المسلم بذلك فقد أُثيب، وإذا خالف فسيعاقب.
المعنى الخاص للأمانة هو: حفظ الأمر أو الشيء وعدم تضييعه أو خيانته، وهي كلّ ما يجب على الإنسان حفظه كحقوق الآخرين، ولهذا المعنى العديد من الصور وأهمها:
- حفظ الحقوق الماليّة الثابتة بعقود، كالقروض، والودائع، أو التي تكون بدون عقود كاللقطة؛ وتعني أموال الناس الضائعة.
- حفظ أسرار وأخبار الناس.
- إسناد المسؤوليات إلى أصحابها، فالحاكم المسؤول يجب أن يعدل ويقيم حدود الله في رعيته، وأن يضع الشخص المناسب في المكان المناسب لإقامة دين اللله وأوامره، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله عليه السلام قال: (إذا أُسنِد الأمرُ إلى غيرِ أهلِه فانتظِرِ السَّاعةَ) [صحيح البخاري].
- أداء العبادات التي فرضها الله تعالى كالصلاة، والصوم، والزكاة على أتم وجه.
- شهادة الحق في المواقف التي يراها الإنسان دون كذب أو تزوير.
فضل حفظ الأمانة
- التقرب من الله تعالى، وكسب محبته ورضاه، ونيل الأجر والثواب.
- دليل على حسن إيمان المرء، ومخافته من الله تعالى.
- حفظ المجتمع من الفساد، فمتى ضاعت الأمانة ضاعت أخلاق البشر، وانتشر الفساد والمصالح في المجتمع.
- تحقيق التكافل الاجتماعي، حيثُ تؤدي تأدية الأمانة إلى نشر المحبة والطمأنينة بين الأفراد.
- نشر الفضيلة والأخلاق الحميدة، وتربية الأجيال على أداء الأمانات، وتأدية الحق لأهله.
خيانة الأمانة
تعتبر خيانة الأمانة من علامات النفاق، فعن عبد الله بن عمرو أنّ النبي عليه السلام قال: (أربعٌ من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خَصْلةٌ منهن كانت فيه خَصْلَةٌ من النفاقِ حتى يدعَها: إذا اؤتُمِنَ خانَ، وإذا حدَّثَ كذبَ، وإذا عاهدَ غَدرَ، وإذا خاصمَ فجرَ) [صحيح البخاري]، فخيانة الأمانة كبيرة من الكبائر، وذنب من الذنوب العظيمة، لكنّ باب التوبة مفتوح، إذ يستطيع الشخص أن يتوب ويُرجع الأمانة التي خانها إلى أهله، فمن لا إيمان له لا أمانة له، فقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام أأمن الناس؛ لذا حثنا على حفظ أمانات الناس بشتى أنواعها، وعدم خيانتها مهما كانت الظروف والأسباب.