مفهوم اللغة في الفلسفة
مفهوم اللغة في الفلسفة
اللغة هي من بناة أفكار الإنسان، وهي ما تميّزه عن الحيوانات الأخرى، فمن خلالها يعي الفرد أقواله على العكس من باقي الحيوانات على الرغم من امتلاكهم لأعضاء النطق،من جهةٍ أخرى فإنّ الفكر واللغة يعتبران وجهين لعملةٍ نقديّةٍ واحدة، يرتبطان بشكلٍ وثيق ولا يمكن الفصل بينهما، والدليل على هذا الأمر بأننا نفكر من خلال اللغة.[1]
ترتكز فلسفة اللغة على دراسة التفكير الإنساني بناءً على رموزٍ لغويّة يتمكّن العقل من تشكيلها. مفهوم اللغة هو أحد أهمّ المفاهيم التي حظيت باهتمامٍ عالٍ من قبل الفلاسفة، وانشغلت بها الفلسفة المعاصرة وبعض العلوم الإنسانيّة (علم الاجتماع وعلم النفس اللغوي) واللسانيّات، حيث إنّ صياغة اللغة وفحصها هي الوسيلة الفضلى لحلّ كافة مشاكل وعراقيل فروع الفلسفة على اختلافها، من هنا جاء الاهتمام الذي أبداه الفلاسفة المعاصرون باللغة، وصب اهتمامهم على تحليها عن طريق ما يسمى (التحوّل اللغوي).[1]
أهميّة اللغة في الفلسفة
يوجد العديد من الأسباب التي أدّت إلى زيادة أهميّة اللغة في الفلسفة، ومنها:[2]
- على الرغم من من صياغة الأفكار والمفاهيم بلغاتٍ مختلفة وعديدة، وبطرقٍ أخرى غير اللغة، إلا أنّ الغالبيّة العظمى من تلك الحالات ترتبط بشكلٍ كلّي ووثيق باللغة، وقد اعتبرت اللغة في الوقت الحالي على أنّها مستودعٌ ضخم من المفاهيم والأصناف، والتي من دونها يستحيل الوصول للتفكير المعمّق والمحنّك.
- السلوك الذي تستخدم به اللغة من أكثر السلوكيّات التي يستخدمها الإنسان براعةً وتعقيداً، وهي بالتالي تمنح العديد من المفاتيح، فبالإضافة لمعرفة كيفيّة عمل العقل فيمكننا التعرّف على العقلانيّة واتباع القواعد والقوانين وغيرها من أساسيّات المواضيع الفلسفيّة.
- اللسانيّات أو (علم اللغة)، وهو العلم الذي يعمل على تقديم مواد التفكّر الفلسفي، ويأتي التحفيز – كما هو الحال في فلسفة العقل – من التطوّرات التي يتمّ الوصول إليها في العلم، ويصعب القول في بعض الأحيان إن كان العمل الذي يخوض في العديد من المجالات يندرج ضمن اللسانيّات أم الفلسفة.
آراء بعض الفلاسفة في اللغة
يعتقد ديكارت بأنّ العقل هو أساس تصوّر إشكاليّة اللغة، ويؤكد بناءً على هذا الأمر بأنّ اللغة هي خاصية مقتصرة على الإنسان، بحيث يستحيل وجود لغة بهذا المعنى للحيوان، وقد فسر قدرة الإنسان على الكلام لامتلاكه العقل مهما كانت درجة بساطة هذا العقل، حتى لو كان الإنسان مفتقراً لجهاز النطق، فإنّ لديه القدرة عاى التواصل والتعبير بطرقٍ أخرى – كما هو حال الصمّ والبكم – ومن هذا المنطلق فإنه يعتبر بأنّ اللغة خاصيّة يحتكرها الإنسان.[3]
المراجع
- ^ أ ب Simon W. Blackburn, "Philosophy of language"، www.britannica.com, Retrieved 18-7-2018. Edited.
- ↑ "Philosophy of language", www.newworldencyclopedia.org, Retrieved 18-7-2018. Edited.
- ↑ "Philosophy of Language", www.iep.utm.edu, Retrieved 18-7-2018. Edited.