مفهوم الحب في الإسلام
الحبّ
يعتبر الحبّ من أعظم المشاعر الإنسانيّة وأسماها، فهو حالةٌ نفسيّة إيجابيّة يمرّ بها الإنسان ويعبّر فيها عن تعلّقه بأمورٍ معيّنة في الحياة، فالإنسان وبفطرته التي خلقه الله عليها يحمل الحبّ في قلبه تجاه أبيه وأمّه وأخوته، كما يحمل الحبّ تجاه أمورٍ كثيرة في الحياة حينما يشعر بتعلّق قبله بها وارتياحه لها.
الحبّ في الإسلام
جاءت الشّريعة الإسلامية لتؤكّد على الحبّ كمعنىً سامٍ يوطّد العلاقات بين النّاس ويقوّيها، ويجعل للحياة نكهةً خاصّة، فالحبّ في الإسلام هي مشاعر الإعجاب و التّعلق التي يحملها الإنسان تجاه غيره، ويعبّر عنها بالقول والفعل، وتلك المشاعر تكون بين طرفي العلاقة الزّوجيّة، وبين أفراد العائلة الواحدة، وبين المسلم وأخيه المسلم.
أشكال الحبّ في الإسلام
تتعدد أشكال الحب المشروعة في الإسلام، ونذكر منها :
- حبّ الإنسان لخالقه جلّ وعلا: هو الحبّ الأسمى والحبّ الغالب على جميع وجوه الحبّ الأخرى، بل إنّ كلّ حبٍّ دونه يجب أن يكون تحت ظلّه.
- حبّ الإنسان لنبيّه: هذا النّوع الثّاني من أنواع الحبّ الذي ينبغي أن يطغى على أنواع الحبّ الأخرى، فإيمان المرء لا يكتمل إلاّ إذا كان حبّ الإنسان لنبيّ الإسلام أشدّ من حبّه لأهله ونفسه والنّاس أجمعين.
- حبّ الإنسان لأهله: فالإنسان يحمل مشاعر الحبّ تجاه والديه اللذين تعبا في تربيته، وبذلا الغالي والنّفيس في سبيل تنشئته، وهو يحمل مشاعر الحبّ كذلك تجاه أخوته وأشقائه من أمّه وأبيه.
- حبّ المسلم لأخيه المسلم: وهذا شكلٌ من أشكال الحبّ السّامية التي تدلّ على صدق الإيمان، حيث يحبّ المسلم أخاه الذي لم يشترك معه في روابط الدّم والنّسب، وإنّما يحبّه لاشتراكه معه في روابط الأخوّة في العقيدة والدّين.
ضوابط الحبّ في الإسلام
- أن يكون الإنسان معتدلًا في حبّه وبغضه، فالحبّ المعتدل أرفق بالنّفس وأرحم بها، ذلك أنّ القلوب تتغيّر وتتقلّب وقد يصبح حبيب الأمس عدوّ الغدّ، فحتّى لا يتأذّى قلب الإنسان بشدّة تعلّقه بالحبيب وكراهة تركه، فإنّ على المحبّ أن لا يغالي في محبّته، وفي الحديث الشّريف
- أن يكون الحب ضمن حدود الله تعالى وما أحلّه للنّاس، فكثيراً من علاقات الحبّ بين الجنسين يشوبها الحرام وتظلّلها المعاصي بسبب إتيان ما حرّمه الله من مواعدة وتواصل وغير ذلك.